بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى: (هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس [email protected] توطئة: - المزاح بضم الميم: كلام يراد به المباسطة بحيث لا يفضي إلى أذى، والمزاح مباح، ولكن لا يستحب الإكثار منه؛ لأنه قد يؤدي إلى جرح مشاعر الآخرين أو أذيتهم، ولا تجوز أذية المسلمين، والمزاح له آداب وضوابط . وقد وردت أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يمازح أهله وأصحابه رضوان الله عليهم. المتن والحاشية : - صلّى أعرابي مع قوم ، فقرأ الإمام فيما قرأ من الآيات في صلاته : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }فقال الأعرابي و هو يخاطب امام الجماعة : أهلكك الله وحدك ! ما ذنب الذين معك ؟ فقطع المصلِّين صلاتهم من شدة الضحك. - صلى أعرابي خلف إمام فقراء الإمام (آلم نهلك الأولين) و كان في الصف الأول فتأخر إلى الصف الآخر ، فقرأ (ثم نتبعهم الآخرين) فتأخر ، فقرأ : (كذلك نفعل بالمجرمين) و كان اسم البدوي مجرما، فترك الصلاة و خرج هاربا و هو يقول : ما المطلوب غيري ، فوجده بعض الأعراب ، فقال له : مالك يا مجرم ؟ فقال : إن الإمام اهلك الأولين و الآخرين و أراد أن يهلكني في الجملة. - قال كعب بن مرة سمعته صلى الله عليه و سلم يقول: " ارموُا، من بلغَ العدوَ بسهم رفعهُ الله به درجة" قال ابن النمام: يارسول الله وما الدرجة؟ قال:" أما إنها ليست بعتبة أمك، ولكن ما بين الدرجتين مائة عام". رواه النسائي و أحمد. - وقال زيد بن أسلم: إن امرأة يقال لها أم أيمن جاءت إلي النبي -صلي الله عليه وسلم- فقالت: إن زوجي يدعوك، قال: "ومن هو ؟ أهو الذي بعينه بياض" ؟ قالت: والله ما بعينه بياض فقال: "بلي إن بعينه بياضا" فقالت: لا والله، فقال - صلي الله عليه وسلم-: "ما من أحد إلا بعينه بياض" (أخرجه الزبير بن بكار في كتاب الفكاهة والمزاح، ورواه ابن أبي الدنيا من حديث عبيدة بن سهم الفهري مع اختلاف، كما ذكر العراقي في تخريج الإحياء). وأراد به البياض المحيط بالحدقة. - وجاء رجل إلى أبي حنيفة ، فقال له: إذا نزعت ثيابي ودخلت النهر أغتسل فإلى القبلة أتوجه أم إلى غيرها؟ فقال له: الأفضل أن يكون وجهك إلى جهة ثيابك لئلا تسرق! روى الترمذي في كتاب الشمائل المحمدية : باب ما جاء في صفة مزاح رسول الله صلىالله عليه وسلم, عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له)يا ذا الأذنين(. وجاء رجل إلى أبي حنيفة ، فقال له: إذا نزعت ثيابي ودخلت النهر أغتسل فإلى القبلة أتوجه أم إلى غيرها؟ فقال له: الأفضل أن يكون وجهك إلى جهة ثيابك لئلا تسرق! - من طرائف بعض العلماء المعاصرين – رحمهم الله – ركب أحد طلبة العلم مع الشيخ الألباني رحمه الله في سيارته وكان الشيخ يسرع في السير . فقال له الطالب :خفف يا شيخ فإن الشيخ ابن باز يرى أن تجاوز السرعة إلقاء بالنفس إلى التهلكة . فقال الشيخ الألباني رحمه الله : هذه فتوى من لم يجرب فن القيادة . فقال الطالب : هل أخبر الشيخ ابن باز . قال الألباني : أخبره . فلما حدث الطالب الشيخ ابن باز رحمه الله بما قال الشيخ الألباني ضحك وقال : قل له هذه فتوى من لم يجرب دفع الديات . - كان الشيخ ابن عثيمين يتكلم في درس عن عيوب النساء في أبواب النكاح ، فسأله سائل وقال له : إذا تزوجت ثم وجدت زوجتي ليس لها أسنان ، فهل هذا عيب يبيح لي طلب الفسخ ؟...فضحك الشيخ وقال : هذه امرأة جيدة حتى لا تعضك ! - حكى عن جعفر الصادق رضى الله عنه ان غلاما له وقف يصب الماء على يديه فوقع الابريق في الطست فطار الرشاش في وجهه فنظر اليه الجعفر نظرة غضب .. فقال الغلام : الكاظمين الغيظ ... قال جعفر : كظمت . قال : العافين عن الناس قال : عفوت .. قال : والله يحب المحسنين قال الصادق : اذهب فانت حر .....كانت بلاغتك سببا في اكرامك وعتقك. - - يروى أن رجلاً جاء إلى الإمام أبى حنيفة ذات ليلة ، وقال له : يا إمام منذ مدة طويلة دفنت مالاً في مكان ما ، ولكني نسيت هذا المكان ، فهل تساعدني في حل هذه المشكلة؟ .. فقال له الإمام : ليس هذا من عمل الفقيه ، حتى أجد لك حلاً. ثم فكر لحظة وقال له: اذهب، فصلي حتى يطلع الصبح ، فإنك ستذكر مكان المال إن شاء الله تعالى. فذهب الرجل ، وأخذ يصلي وفجأة ، وبعد وقت قصير، وأثناء الصلاة ، تذكر المكان الذي دفن المال فيه ، فأسرع وذهب إليه وأحضره. وفي الصباح جاء الرجل إلى الإمام أبى حنيفة ، وأخبره أنه عثر على المال وشكره ، ثم سأله : كيف عرفت أني سأتذكر مكان المال ؟! فقال الإمام : لأني علمت أن الشيطان لن يتركك تصلي ، وسيشغلك بتذكر المال عن صلاتك. - إياس الذكي : وهو إياس بن معاوية بن مرة بن إياس .......إلى أن قال رحمه الله ......وهو تابعي ولجده صحبة , وكان يضرب المثل بذكائه تحاكم إليه اثنان , أودع أحدهما عند الآخر مالا , وجحده الآخر , فقال إياس للمودع "أين أودعته؟ " قال " عند شجرة في بستان فقال " انطلق إليها فقف عندها لعلك تتذكر " , وفي رواية أنه قال له " هل تستطيع أن تذهب إليها فتأتي بورق منها ؟ " قال " نعم " , فانطلق وجلس الآخر , فجعل إياس يحكم بين الناس ويلاحظه , ثم استدعاه , فقال له " أوصل صاحبك بعد إلى المكان ؟ " , فقال لا بعد , أصلحك الله " , فقال له " قم ياعدو الله فأد إليه حقه , وإلا جعلتك نكالا " , وجاء ذلك الرجل فقام معه فدفع إليه وديعته بكمالها. - سأل رجل إياسا عن النبيذ , فقال : " هو حرام " , فقال الرجل : " أخبرني عن الماء؟ " , فقال : " حلال " , قال: " فالمكسور؟ قال : " حلال " , قال : " فالتمر ؟ " , قال : " حلال " , قال : " فما باله إذا اجتمع يحرم ؟!" , فقال إياس : " أرأيت لو رميتك بهذه الحفنة من التراب , أتوجعك ؟ " , قال : " لا ! " , قال : " فهذه الحفنة من التبن ؟ " , قال : " لا توجعني ! " , قال : " فهذه الغرفة من الماء ؟ " , قال: " لا توجعني شيئا ! " , قال : " أفرأيت إن خلطت هذا بهذا وهذا بهذا حتى صار طينا ثم تركته حتى استحجر ثم رميتك به أيوجعك ؟ " , قال : " إي والله وتقتلني ! " , قال : " فكذلك تلك الأشياء إذا اجتمعت. - من طرائف ابن الجوزي رحمه الله: كانت له زوجة اسمها -نسيم الصبا- وكان يحبها لتقواها وجمالها فحصل بينه وبينها خصام فغادرت الى أهلها لكنها ظلت تتردد على حلقة دروسه في المسجد لان الخلافات الخاصه لادخل لها في تعلم العلم في نظرها وكان يسر من حضورها ويرجو لو تجلس قريبا من منصته لكن أمرأتين سمينتين جلستا أمامها فسدتا مابينه وبينها من فضاء ولم يستطع لشدة سمنهما أن يراها أو يستروح شذاها فتمثل رحمه الله ببيت لمجنون بني عامر يقول فيه أياجبلي نعمان بالله خليا ........ نسيم الصبا يحمل الي نسيمها ، فأدركت المرأتان مقصد الشيخ وتزحزحتا فهب عليه نسيم الصبا وفي المساء كانت راضيه. - كان علي بن الحسين رحمه الله إذا دخل المسجد تخطى الناس فجلس في حلقة زيد بن أسلم , فقال له نافع بن جبير بن مطعم : ( غفر الله لك , انت سيد الناس تاتي تخطى حلق أهل العلم وقريش حتى تجلس مع هذا العبد الأسود ؟! ) , فقال له علي بن الحسين : ( إنما يجلس الرجل حيث ينتفع , وإن العلم يطلب حيث كان . - قال الأصمعي: قا ل عبد الملك يوما للحجاج: (إنه ما من أحد إلا وهو يعرف عيب نفسه , فصف لنا عيب نفسك), فقال: (اعفني يا أمير المؤمنين ), فأبى , فقال : ( أنا لجوج حقود حسود ) , فقال عبد الملك: ( ما في الشيطان شر مما ذكرت ) , وفي رواية (: إذا بينك وبين إبليس نسب ) . - قال ابن كثير رحمه الله : وكان قتل ابن المقفع على يد سفيان بن معاوية بن يزيد بن المهلب بن أبي صفرة نائب البصرة , وذلك أنه كان يعبث به ويسب أمه , وإنما كان يسميه ابن المعلم , وكان كبير الأنف , وكان إذا دخل عليه يقول : السلام عليكما - على سبيل التهكم - . البداية والنهاية . - قال ابن كثير رحمه الله : حكى الجوهري عنه(أي عن عيسى ابن عمرو الثقفي البصري النحوي شيخ سبويه ) في الصحاح أنه سقط يوما عن حماره فاجتمع عليه الناس فقال : " مالكم تكأكأتم علي تكأكأكم على ذي مرة ؟ افرنقعوا عني " . معناه ما لكم تجمعتم علي تجمعكم على مجنون ؟ انكشفوا عني , وقال غيره : كان به ضيق النفس فسقط بسببه فاعتقد الناس أنه مصروع , فجعلوا يعودونه ويقرؤون عليه , فلما أفاق من غشيته قال ما قال , فقال بعضهم : إني حسبته يتكلم بالفارسية . - أشعب الطامع : ....وقد وفد على الوليد بن يزيد دمشق فترجمه ابن عساكر ترجمة ذكر عنه فيها أشياء مضحكة , وأسند عنه حديثين , وروى عنه أنه سئل يوما أن يحدث ,فقال : حدثني عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( خصلتان من عمل بهما دخل الجنة )) ثم سكت , فقيل له : وما هما ؟ فقال : نسي عكرمة الواحدة ونسيت الأخرى . - قالت خالصة - إحدى حظيات المهدي ابن المنصور الخليفة العباسي -: دخلت يوما على المنصور وهو يشتكي ضرسه ويداه على صدغيه فقال لي : كم عندك من المال يا خالصة ؟ فقلت : ألف درهم . فقال : ضعي يدك على رأسي واحلفي , فقلت : عندي عشرة آلاف دينار . قال : اذهبي فاحمليها إلي , قالت : فذهبت حتى دخلت على سيدي المهدي وهو مع زوجته الخيزران فشكوت ذلك إليه فوكزني برجله وقال : ويحك إنه ليس به وجع ولكني سألته بالأمس مالا فتمارض , وإنه لا يسعك إلا ما أمرك به . فذهبت إليه خالصة ومعها عشرة آلاف دينار , فاستدعى بالمهدي فقال له : تشكو الحاجة وهذا كله عند خالصة ؟ - وأتى المأمون بإنسان متنبئ فقال له: ألك علامة قال: نعم علامتي أني أعلم ما في نفسك. قال: قربت علي ما في نفسي قال له: في نفسك أني كذاب. قال: صدقت وأمر به إلى الحبس. فأقام به أياماً ثم أخرجه. فقال: أوحى إليك بشيء قال: لا. قال: ولم قال: لأن الملائكة لا تدخل الحبس. فضحك المأمون وأطلقه. - ثُمَامةُ بْنُ أشْرَسَ أَبُو مَعْنٍ النُّمَيْرِيّ البَصْرِيّ من كبار المعتزلة، ومن رؤوس الضلالة. كان له اتصال بالرشيد، ثم بالمأمون، وكان ذا نوادر وملح. قال ثمامة بن أشرس:كنت في الحبس فأدخل علينا رجل ذو هيئة وبزة ومنظر فقلت له : من أنت جعلت فداك وما ذنبك وفي يدي كأس دعوت بها لأشربها. قال.. جاء بي هؤلاء السفهاء لأني جئت بالحق من عند ربي أنا نبي مرسل. قلت : جعلت فداك معك دليل..! قال: نعم معي أكبر الأدلة ادفعوا إلي امرأة أحبلها لكم فتأتي بمولود يشهد بصدقي المصادر : من كتاب البداية والنهاية.