٭ الرابع والعشرون من مارس هو اليوم الذي خصص لمكافحة الدرن او السل الرئوي على نطاق العالم.. وعلى مشارف ذلك اليوم لم استغرب ان تمتلكني الدهشة لما قالته الدكتورة تابيتا وزيرة الصحة في مؤتمرها الصحفي الذي عقد بمنبر سونا قبل يومين من الاحتفال الذي اقيم بقاعة الصداقة.. لم استغرب ولا اندهش لسبب واحد وهو ان هذا الداء اللعين الذي اختفى من مناطق كثيرة من العالم منذ وقت طويل.. اختفى بفعل التغذية السليمة.. والتوعية بخلق البيئة المعافاة.. فالسل او الدرن ابن شرعي للفقر وسوء التغذية.. واي فقر يعيش فيه الانسان السوداني واي سوء في التغذية يحيط بحياته.. ومع ذلك هو مرض لعين ينتقل بالهواء ويسلب الحيوية والنشاط والقدرة على التحصيل والعمل.. هو الموت بالاقساط المتعبة.. هو التخلف والاهمال ونحن نعاني كل هذا.. وسنظل نعاني ما لم نعالج الاسباب الحقيقية لهذا الداء اللعين فالعلاج المجاني ودور منظمة الصحة العالمية وكل الجهود لا تقود للمكافحة الناجعة طالما هناك سياسة تحرير تنتج كل يوم اشكالاً والواناً من الفقر والحاجة وسوء التغذية. ٭ لا اريد ان ابث الذعر لكن اقرأوا معي ما جاءت به هند رمضان وهويدا مكي لصحيفة «الصحافة» ونشر في يوم الإثنين الثاني والعشرين من مارس الخبر كالآتي: ٭ كشفت وزارة الصحة عن ارتفاع في معدلات الاصابة بمرض الدرن وذكرت ان السودان يعد ثاني دولة في اقليم شرق المتوسط ويساهم ب «11% الى 61%» من حالات الاصابة وقالت ان المرض يمثل نسبة «61% من اسباب الوفيات في المستشفيات. ٭ واقرت وزيرة الصحة تابيتا بطرس في مؤتمر صحفي بمنبر سونا «امس» بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الدرن المزمع الاحتفال به يوم غدٍ الاربعاء بقاعة الصداقة بان نسبة اكتشاف المرض البالغة «24%» ضئيلة واشارت الى وجود اعداد كبيرة من المرضى لم يتم التوصل اليهم وشددت على ضرورة ايجاد تشريعات كافية لحماية المصابين بالدرن والايدز لضمان حقوقهم وحمايتهم من الوصمة الاجتماعية.. مؤكدة التزام الدولة بمكافحة المرض وتوفير العلاج المجاني له.. وناشدت الوزيرة الولايات بعدم ارسال المرضى المصابين بالدرن لتلقي العلاج بالخرطوم وانما ارسال العينات لفحصها في المعمل المركزي معلنة استعداد الوزارة لمد الولايات بالادوية الكافية. ٭ الى ذلك كشف مدير البرنامج القومي لمكافحة الدرن الدكتور هاشم سليمان الوقيع عن تكوين شراكات وطنية لمكافحة المرض، واشار الى ان السودان يأتي ثاني دولة في اقليم شرق المتوسط بعد سوريا من حيث الشراكات، ونوّه الى الالتزام السياسي من قبل الدولة مبيناً ان وزارة الصحة تنفق سنوياً مبلغ «004» ألف دولار لتوفير العلاج المجاني، واضاف ان برنامج المكافحة قام بزيادة عدد مراكز العلاج والتشخيص الى «023» مركزاً بدلاً من «982» مركزاً بجانب تأهيل المعمل المركزي الذي يعد العمود الفقري للتشخيص مؤكداً توفير كميات كبيرة من الادوية الخاصة بالمرض. ٭ من جهته امتدح ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان محمد عبد الرب ارتفاع معدل نجاح العلاج في الحالات المكتشفة، مشيراً الى انها بلغت «18%» لكنه رأى وجود تحديات تواجه برنامج المكافحة لافتاً الى انها تتمثل في عدم وصول المرضى الى مراكز العلاج. وتابع ما زال هناك بعض المرضى لم نصل إليهم. هذا مع تحياتي وشكري