الصحة تقر بارتفاع الاصابة بالدرن الى «06%». هذا عنوان الخبر الذي نشرته صحيفة «الصحافة» في عددها الصادر يوم الثلاثاء الثاني والعشرين من مارس بمناسبة اليوم العالمي لمحاربة الدرن وتفاصيل الخبر كالآتي: الخرطوم: سامي عبد الرحمن: أقرت وزارة الصحة بارتفاع حالات الاصابة بمرض الدرن «السل» الى نسبة «06%» من الحالات الجديدة المكتشفة بواقع «081» حالة وسط كل «001» ألف شخص وقالت انه يتعين علاج حوالي «58%» من الحالات المكتشفة لايقاف انتقال عدوى الدرن وعزت تمدد المرض الى انتشار «الفقر المدقع» وسوء التغذية وسط المواطنين.. وأشارت إلى ان السودان يمثل الدولة الثانية من حيث معدل الإصابة في الاقليم ويساهم بنسبة «11%» من الحالات في المنطقة العربية والافريقية ويمثل الدرن نسبة «61%» من الوفيات بالمستشفيات. والتزم وزير الدولة بوزارة الصحة الدكتور الصادق قسم الله في مؤتمر صحفي أمس بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الدرن بولاية القضارف الذي يصادف يوم الخميس المقبل، التزم بتوفير الدعم اللازم للبرنامج وتطوير البحوث العلمية، وقال ان الحالات المكتشفة الجديدة تزايدت الى نحو «06%» ومطلوب من الوزارة علاج «58%» منها وتوقع ارتفاع الحالات الى «07%».. ورأى ان تزايد الحالات يعد دليل عافية بغرض التمكن من العلاج. هذا جزء من الذي دار في المؤتمر الصحفي لوزير الدولة بوزارة الصحة الدكتور الصادق قسم الله. وبالرغم من التزامه بتوفير الدعم.. إلا أن المسألة أكبر من هذا بكثير.. مسألة إنتشار السل بهذه الصورة في السودان وفي القرن الحادي والعشرين.. ومهما ارتفعت درجة الاهتمام بمكافحة هذا الداء اللعين تأتي النتيجة مخيبة للآمال لسبب واحد في اننا نعالج النتائج والاسباب باقية طالما هناك فقر مدقع وسياسات اقتصادية عرجاء يبقي المرض ويزداد. اذكر في عام 8991م كتبت عموداً بصحيفة «الرأي الآخر» «صدى» وبذات العنوان عاليه الآتي: أجهشت بالبكاء في ذاك الصباح وأنا أتابع ما تبثه قناة ولاية الخرطوم من برامج صباحية تبدأ بالقرآن الكريم المجود الذي يدخل الطمأنينة في القلب ويشكل جرعة رحمان ويقين ويأتي بالاخبار وباستعراض لعناوين الصحف.. وفي مجلة الصباح تبدأ القناة في غوصها في مشاكل الولاية.. الغوص الواعي المتجرد. قد تستغربون وتقولون وما الذي يبكي هنا.. واقول لكم أبكاني وغرس سهما حاداًَ في سويداء قلبي هو ما سمعته في صباح الخميس الثالث من ديسمبر من خلال التحقيق الميداني حول ظهور اصابات من الدرن الرئوي في احدى مدارس مرحلة الأساس بمحافظة كرري. التحقيق كان مكتملاً وجريئاً وعميقاً المذيعة ذهبت إلى المدرسة وإلى السلطات الصحية التي اثبتت صحة المعلومات. بالصدفة اكتشف أن طفلاً بمرحلة الأساس يعاني من داء الصدر اللعين ومن خلال الحالة تم اكتشاف ست حالات أخرى واتسعت الدائرة لتشمل ستين حالة مشتبه فيها. والمبكي بالفعل موقف مدير المستشفى الذي ذهبت إليه فهو لم ينف أو يؤكد الواقعة وإنما لزم الصمت وكأن الصمت يعالج الواقع الأسود وكأن الصمت يلعب دوراً في التوعية. تألمت وحزنت وبكيت ولكن لم استغرب من ظهور هذا الداء الذي اختفى من العالم منذ وقت طويل.. اختفى بفعل التغذية السليمة والتوعية بخلق البيئة المعافاة.. فالسل إبن شرعي للفقر وسوء التغذية ومع ذلك فهو مرض لعين ينتقل بالهواء ويسلب الحيوية والنشاط والقدرة على التحصيل والعمل وهو الموت بالاقساط المتعبة هو التخلف والاهمال ونحن نعاني من كل هذا. ٭ لا أريد أن أبث الذعر لكن تخيلوا معي ان الاشتباه في مدرسة واحدة يبلغ الستين والسلطات تتحرك ببطء سلحفائي وباختصار هذا يعني ان جحافل السل تهاجم بانتظام الحياة في عاصمة المشروع الحضاري وكأن الامر لا يعنيها وان كانت الملاريا تدمر الادمغة والطحال فالسل يدمر الحاضر والمستقبل.. فكيف نتصور الغد وبماذا نفسر للعالم وللحضارة وللضمير ان تصبح عاصمة السودان مكانا آمناً لهذا الداء اللعين. أريتم الى أي عمق تنحدر مأساة الانسان السوداني.. هلا أعلنا حالة الطوارئ للتوعية والتطعيم وترتيب أولويات الدعم ودعونا من الاهتمام بالمظهريات ومن السياسات الاقتصادية التي قادتنا إلى ما نحن فيه وتقودنا إلى الجحيم.. قلبي على أطفال بلادي وشباب بلادي وانسان بلادي». هذا كتبته قبل أحدَ عشرَ سنة وبعد كل هذه المدة يأتي حال السل في إزدياد لان الحال في حالو ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. هذا مع تحياتي وشكري