تعيد الصحافة فيما يلي نشر هذا المقال والذي تحدث فية الكاتب قبل عام عن ارهاصات قيام الثورات الشعبية التي اجتاحت العالم العربي مؤخرا كانت شعوب العالم غارقة في جهلها وتخلفها في فترة ما يسمى بالعصور المظلمة حتى أتى الاسلام وأيقظ تلك الشعوب من نومها ففتح اوربا ودخل افريقيا وتمدد في آسيا فكان سببا في نموها وتطورها وله الفضل فيما وصلت اليه الحضاره الانسانية من من تقدم وازدهار، لكن الاوربيين لم يسلموا تسليما كاملا لهذا الغازي الجديد فكان تسليمهم تسليم الضعيف للقوي. فظل الغربيون يضمرون السوء للمسلمين متحينين فرصة الانقضاض عليهم والمسلمون في غفلة عن ذلك بسبب اقبال الدنيا عليهم واتساع الرقعة الاسلامية فبدأ الضعف يدب في مفاصل الدولة والمسلمين مما?اغرى الصليبيين بالاستعداد لمواجهة المسلمين والقضاء عليهم واستئصالهم فحدث ذلك في الاندلwewس فكانت الابادة الجماعية والتطهير وطمس الهوية ومحاربة كل ما هو اسلامي، فعل الصليبيون كل ذلك لانه ليس في فكرهم واعتقادهم ان هناك من هو اكثر منهم اموالا وأعز نفرا وامثل طريقة حتى يتفوق عليهم ويحكمهم ويسيطر على بلادهم ناهيك عن ان يساويهم بالآخرين اراذل القوم بادي الرأي. فخاضوا حروبا شتى مع المسلمين فاخرجوهم من اوربا واذلوهم في الشام ولا زالت الحروب مستمره الظاهر منها والمستتر ولم يلقوا السلاح بعد فباتوا يتلونون حسب الطلب ويتشكلون حسب الحال حتى هداهم تفكيرهم الى فكرة الاستعمار التي بسطوا بها نفوذهم على كل شعوب العالم مستقلين ثرواتهم وجهد رجالهم فمكثوا هناك عشرات السنين لم يعملوا فيها عملا او يأسسوا ما يجعل تلك الدول تمشي على رجليها فكل الذي فعلوه يصب في ان تظل تلك الدول تابعة لهم في نمط حياتها واقتصادها وثقافتها حتى بعد خروج المستعمر، فانشأوا منظمات اقليمية ودوليه لت?فع في نفس الاتجاه فخرجوا من الدول المستعمرة وتركوها هكذا تدار عن بعد لكنهم في نفس الوقت لم ينسوا ان يزرعوا ما يسهل قطافه مستقبلا عن بعد او ما يستدعيهم ليعودوا مره اخرى غازين محتلين. فكانوا في كل تلك الفترات اذا حاربوا او تحاربوا كان ذلك من اجل مصالحهم ولو على حساب مبادئهم وشعاراتهم واذا سالموا كذلك كان الذي يدفعهم للسلم هو نفسه الذي دفعهم للحرب. واستمر الحال كذلك والعالم مقسم فيما بينهم حتى ظهر الاتحاد السوفيتي فقسموا العالم الى معسكر شرقي وغربي والكل متربص بالآخر ويريد ان يوسع دائرة نفوذه في العالم مما جعل الدول والشعوب تعيش احسن اوقاتها خلال فترة ما سمي بالحرب الباردة. لكن الغرب كان اشد مكرا وتربصا بالاتحاد السوفيتي فكان يحيك المؤامرات السريه ويقوم بالاعمال التجسسيه التي تعينه على معرفه مواطن الضعف في الاتحاد السوفيتي على ان يميل عليه ميلة واحده واخيرا كان للغرب ما اراد فانهار الاتحاد السوفيتي وتفرق مما اتاح لامريكا والغرب الفرصه لينفردوا بالعالم وبسياسة شعارها المصلحة فوق الجميع وفوق كل ميثاق وكتاب مقدس فتهاوت الشعارات وسقطت المثل والاخلاق وقامت على انقاضها مقولة بوش »من ليس معنا فهو ضدنا« هذه المقولة بررت لامريكا لتجوس خلال الديار تقتيلا وتشريدا ودمارا ادى الى ما نحن ف?ه من هرج ومرج وفوضى عمت كل العالم واثرت على اقتصاده وعلى تعاونه وتواصله فصارت الهوة سحيقة ما بين الحكومات العميلة للغرب والشعوب وما بين الغرب وشعوب العالم. فعل بوش والاوربيون كل ذلك بعد ان بدأت تلك الفتن التي زرعوها في العالم تتحرك فاغرتهم مرة اخرى للتدخل والغزو وانتهاك سيادة الدول واضافوا اسباباً اخرى تدعم تدخلهم وحروبهم واكثرها مفبركة ومطبوخة في مطابخ استخباراتهم وعملائهم،منها محاربة الارهاب واشاعة الديمقراطية في العالم. فعلوا كل ذلك بعد ان هيمنوا على كل شئ في الاقتصاد والسياسه والقوه داعمين تلك الهيمنه بالآلة الاعلاميه الضخمه ذات الفكر القائم على التضليل والتشويش على الشعوب وتزيين تلك السياسات والترويج لها فانطلى ذلك على الشعوب الى حين. لكن التطور الذي طال كل شئ لم ينس الانسان وتفكيره وفهمه ووجدانه فبدا انسان هذا الزمان يفهم غير ما يريدون ويفكر بغير ما يرغبون ويحلل ما يسمع ويتعمق فيما يشاهد ولا يسلم لما يقرأ ويخرج من ذلك بفكرته الخاصه وفهمه الذاتي والغربيون عن ذلك غافلون. فبدا ذلك الوعي من داخل اوربا وصميم امريكا حيث بدأت ترتفع اصوات تنادي بعدم التدخل في شئون الدول رافضين حرب العراق وغزو افغانستان والحرب على غزة وكثير من السياسات وتأكيدا لرفضهم هذا بدأ بعضهم يسرب بعض الوثائق التي تدل على سياسات الغرب الظالمه وتسفر عن تزوير الحقائق وفبركتها لتوجيه التهم ضد الدول والافراد وآخرها موقع ويكليكس الذي نشر اكثر من 400ألف وثيقة يكشف فيها ما حدث من فظائع في العراق و من ابادة وتجاوزات حتى وصفها نائب الرئيس البريطاني انها خطيرة ومؤلمة. واعترف الناطق الرسمي باسم البنتاقون غوف مورال بصحة تلك الوثائق وقبلها نشرموقع ويكليكس نفسه90 ألف وثيقة عن حرب افغانستان وبيده الكثير للنشر ، فبهذه التصرفات مجتمعة من الغرب جعلت العالم يعد نفسه لانتفاضه كونيه لم يرتب لها ولا لزمانها ولم يتفق عليها لكنه الشعور العام الذي اجتاح العالم ليمهد للانتفاضه الشامله المرتقبة والتي لا تترك برا ولا بحرا انتفاضة سلمية سلاحها التمرد والرفض لكل انواع الظلم الذي تمثله سياسات الغرب وعملائه في المنطقة من حكام وجماعات وافراد وقد بدأت بوادرها من داخل اوربا وامريكا فتحرك الشارع?الفرنسي واليوناني والبلجيكي وغيرها رافضين السياسات المالية وكذلك كانت المظاهرات التي خرجت في اوربا داعمة لغزة فاقت ما خرج في الدول العربية والاسلامية ثم قافلة الحرية التي مثلت عالما مصغرا ضدالظلم والهيمنة وهذا الرفض يعني الكثير فلوكانت الشعوب تثق في ان الحكومات تفعل ذلك لاجلها لما تظاهرت ضد حكومات ديمقراطيه اتت بها الشعوب نفسها لكنه تحت الرماد وميض نار وانه فقدان الثقة الذي له توابعه. حتى التحدث عن الارهاب وتخويف الاوربيين منه بات غير مقنع وقد قالها المستطلعون الاوربيون على الشاشات ان الحديث عن الارهاب وتوقع حدوث اعمال عنف ماهو الا حديث لتخدير الاوربيين لتمرير بعض السياسات وفي احايين كثيرة يفتعلون بعض الاعمال الارهابية. فالانتفاضة الكونية بدأت بأوربا و ظلت زاحفه فظهرت في آسيا بتمرد ايران وتفلت تركيا وتجاوب معهما فنزويلا والبرازيل كما وصل تمددها الى افريقيا برفضها لكثير من السياسات الغربية وآخرها رفضها قرارات المحكمه الجنائية واستقبال بعض الدول للبشير، حتى الشعوب المكبوتة في كل مكان بدأت تكسر الطوق وتعبر عن رفضها بطريقة او بأخرى. فالانتفاضة الكونية مستمرة في تحركها وزحفها وحشدها التلقائي للشعوب وسوف تبلغ ذروتها يوما ما وسوف يعقب ذلك الانفجار المدوي وعلى الجانب الآخر الغرب سادر في غيه وغير عابه ولا منتبه ومستمر في سياساته التي تغذي تلك الانتفاضه وتعبئتها وتهيؤها لساعة الصفر يفعل الغرب ذلك لانه مغتر ومستقل برأيه ومتفرعن وقائل كما قال فرعون انا ربكم الاعلى »لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد » يفعل الغرب ذلك لان القدر يعمي البصر ولانه » المقتولة لا تسمع الصيحة«. خارج النص الى متى تظل المؤسسات الحكومية مطلوقة اليد لتفرض ?ن الرسوم ما شاءت ومتى شاءت لتقيم البنايات وتغير الموديلات وتزيد المخصصات والى متى يحدث ذلك مدعوماً بالنيابات الخاصة. [email protected]