أين ذهبت تهديدات الهالك القذافي ( سنزحف عليهم بالملايين شبر شبر دار دار بيت بيت زنقة زنقة ) ؟ كيف انقلب حال من وصف شعبه بالجرذان الى التحول الى جرذ كبير ( جقر ) يحتمي بمجاري الصرف الصحي ويتوسل الى الثوار الليبيين قائلاً ( لا تطلقوا النار يا اولادي ) ؟ حقاً ان السلطة والحكم وهم كبير وظل سرعان ما يتحول ويتبدد بفعل شمس الحرية التي لا يمكن تغييبها ابد الدهر حتى وان استطال عمر النظام ليتعدي الاربعين عاماً من الفسق والفجور والاستبداد المطلق وتبديد ثروة الشعب ، لقد هلك بالامس طاغية ليبيا وهي رسالة شديدة اللهجة وع?رة لمن يريد ان يعتبر ممن تبقى من طواغيت البلدان العربية والاسلامية او أولئك الذين يخدعهم الشيطان بانهم ليسوا مثل القذافي لان شعوبهم تحبهم ..ان القذافي كان يظن كذلك الى ان اخرجه ابناء ليبيا من المجاري وكذلك ايما بلد حمل ابناؤه السلاح ضد نظام الحكم هو الى زوال ان لم يقرر بنفسه وقبل فوات الاوان ارجاع السلطة الى الشعب او التنحي طواعية عن السلطة وترك ابناء البلد يصنعون مستقبلهم ويعالجون الازمات التي جرجرتها على بلادهم العملية العقيمة لممارسة الحكم الانفرادي على رقاب الشعب عقود متطاولة من الزمان عبر الاكاذيب وال?زوير واعمال القبضة الحديدية والتهديدات الجبانة . بالامس سقط القذافي وهلك ، وهلك معه ابناؤه واقرباؤه وزبانيته ومن كان يظن انهم حماته ، سقط وسقطت معه كل مظاهر الزيف والسلاح الذي ظل يخيف به شعبه ويهددهم باستخدامه وينعتهم بالجرذان ويتهم الثوار بالارتماء في احضان الاجنبي وحلف الناتو ، نعم انتهى كل شئ واشتعلت الاراضي الليبية بالافراح وعمت البهجة النساء والاطفال والشيوخ الذين ظلوا محاصرين وخائفين سنين عددا من القذافي وهو يتوعدهم بالقتل ويستخدم ضدهم كافة اشكال الارهاب ويقصف المدنيين بالطائرات والقذائف مما اوقع آلاف الشهداء وسط ابناء ليبيا ولذلك بدا الليبيون بالا?س اكبر فرحاً بمقتل القذافي وابنائه لانهم قتلوا سابقاً وبدم بارد كل من حاول ان يقول في وجوههم لا ، ان الحكمة تقول كما تدين تدان فهل كان يتصور الهالك القذافي ان يرحمه الثوار وهو لم يرحم شعبه طوال اربعين عاماً ؟ ان موت الطاغية الليبي درس عظيم وهو بداية للاهتمام والالتفات لبقية شعوب المنطقة التي تعيش اوضاعاً مماثلة . ولكن دعونا نتساءل لماذا تطورت الازمة في ليبيا لتصل الى ما وصلت اليه بالامس حينما اصبح من نصب نفسه قسراً زعيماً للامة الى فريسة للامة ؟ فقد كشفت التقارير والتحليلات الاخبارية والاستطلاعات وسط ابناء الشعب الليبي انهم ظلوا يعيشون تحت نير نظام القذافي دون ان يستمتعوا بعوائد البترول الليبي طوال فترة حكم القذافي رغم ان البترول الليبي كان يدر موارداً مالية كبيرة من النقد الاجنبي كان يمكن ان تصنع من ليبيا جنة في الارض ولكن رعونة القذافي بددت اموال الشعب في امرين الامر الاول جعل مال الشعب حكراً عليه وعلى عائلته واب?ائه وزبانيته المقربين ومنتسبي لجانه الثورية المزعومة الذين لم ينضموا الى تلك اللجان الا بهدف سرقة مال الشعب ونيل الحماية التنظيمية الواقية ، نعم بدد القذافي اموال شعبه وافقرهم ولم يمنح ابناء الشعب الا الفتات ومن يعترض يهلك والامر الثاني ان ما تبقي من مليارات النفط الليبي وظفها القذافي في اشعال الحروب وتنفيذ العمليات الارهابية في مختلف الدول الافريقية والاوربية وظل يهب من مال الشعب - وكأنه مال يملكه - فيعطي من يريد ويحرم من يريد من الزوار والرؤساء والوفود التي تزور ليبيا ..وبوضوح شديد لم يكن القذافي اميناً ?لى مال الشعب الليبي فتضخمت مشاعر الكره تجاهه حتى أصبحت ثورة طاردته وقتلته .