السفير السعودي لدى السودان يعلن خطة المملكة لإعادة إعمار ستة مستشفيات في السودان    مليشيا الدعم السريع تكرر هجومها صباح اليوم على مدينة النهود    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    شاهد بالفيديو.. رئيس مجلس السيادة: (بعض الوزراء الواحد فيهم بفتكر الوزارة حقته جاب خاله وإبن أخته وحبوبته ومنحهم وظائف)    شاهد بالصور والفيديو.. على أنغام الفنانة توتة عذاب.. عروس الوسط الفني المطربة آسيا بنة تخطف الأضواء في "جرتق" زواجها    المجد لثورة ديسمبر الخالدة وللساتك    بالصورة.. ممثلة سودانية حسناء تدعم "البرهان" وثير غضب "القحاتة": (المجد للبندقية تاني لا لساتك لا تتريس لا كلام فاضي)    المجد للثورة لا للبندقية: حين يفضح البرهان نفسه ويتعرّى المشروع الدموي    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    الناطق الرسمي للقوات المسلحة : الإمارات تحاول الآن ذر الرماد في العيون وتختلق التُّهم الباطلة    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    قرار بتعيين وزراء في السودان    د.ابراهيم الصديق على يكتب: *القبض على قوش بالامارات: حيلة قصيرة…    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    باريس سان جيرمان يُسقط آرسنال بهدف في لندن    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    صلاح.. أعظم هداف أجنبي في تاريخ الدوري الإنجليزي    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    المريخ يخلد ذكري الراحل الاسطورة حامد بربمة    ألا تبا، لوجهي الغريب؟!    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    بلاش معجون ولا ثلج.. تعملي إيه لو جلدك اتعرض لحروق الزيت فى المطبخ    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قضايا الوحدة والانفصال بالسودان عام 2011
مؤتمر جمعية الدراسات السودانية الثلاثون:
نشر في الصحافة يوم 22 - 10 - 2011

أقامت جمعية الدراسات السودانية مؤتمرها الثلاثين في جامعة ولاية اوهايو، تحت عنوان قضايا السودان بين الوحدة والانفصال، ولقد انعقد المؤتمر في الفترة من الخميس 12 الى الاحد 15 مايو 2011 وتم تناول عدة قضايا وتحدث عدة متحدثين من زوايا مختلفة حول قضايا الوحدة والانفصال، متحدثين من شمال السودان ومن جنوب السودان، واميركان ومن اليابان والمملكة المتحدة وافارقة (نيجيريا وجنوب افريقيا).
ومن المعلوم ان جمعية الدراسات السودانية تأسست عام 1980 بواسطة عدد من الباحثين الاميركان والسودانيين، ولكن يأتي بروفيسر ريتشارد لوبان والمعروف بعبد الفضيل الماظ وزوجته كارولين لوبان الملقبة بمهيرة على رأس المؤسسين، ولقد بدأت علاقتهم بالسودان منذ اواخر الستينات من القرن الماضي والى الآن فهما يشدان الرحال الى السودان سنوياً، والجمعية تعقد مؤتمرا سنويا بمقرها باميركا، وفي كل عام في ولاية اميركية مختلفة، وفي العام القادم سوف ينعقد بولاية اريزونا، وفي هذا العام استضاف مركز الدراسات الافريقية بجامعة ولاية اوهايو ?لمؤتمر، والذي تشرفت بحضوره بدعوة من جمعية الدراسات السودانية، وهناك جامعتان ويحدث خلط بينهما فالأولى وهي جامعة اوهايو ومقرها اثينا بولاية اوهايو، والثانية وهي التي استضافت هذا المؤتمر واسمها جامعة ولاية اوهايو، وهي جامعة عملاقة وبها عدة مبان تتعدى العشرات، مدينة بحق وحقيقة، وبها عدة كليات ومعاهد ومراكز، ومن ضمنها مركز الدراسات الافريقية والذي تمت استضافة المؤتمر فيه في هذا العام، وتوجد الجامعة بمدينة كولمبس وهي عاصمة ولاية اوهايو، وتعتبر هذه الجامعة الجامعة رقم 15 بالولايات المتحدة.
ولقد تم الافتتاح رسمياً يوم الجمعة الساعة الثامنة صباحا بمباني الجامعة واحدى القاعات الفخمة وهي قاعة Gerlach375 ، وهي احدى قاعات كلية الفنون والانسانيات وتم الافتتاح بواسطة مدير مركز الدراسات الافريقية بجامعة ولاية اوهايو الدكتور كلتشي كالو وهو نيجيري الاصل، وله عدة بحوث ودراسات واهتمامات بالدراسات الافريقية وله المام بقضايا الوحدة والانفصال بالسودان والذي رحب بالحضور بكلمات قوية ومؤثرة ومن ثم قدم مدير الشؤون الاستراتيجية والشؤون الدولية بجامعة ولاية اوهايو والذي تحدث نيابة عن الجامعة مرحبا بالحضور ومتمني? لهم مؤتمرا ناجحا وثم قدم ايضا مارك Mark Shende (Arts and Humanities) عميد الكلية وهي الكلية التي يقام المؤتمر في حرمها، والذي اثنى على جهود جمعية الدراسات السودانية ورحب بالتعاون بين الجمعية والكلية وعن جاهزيته لتذليل العقبات كافة التي تقابل المؤتمر.
في الجلسة الاولى لليوم الاول للمؤتمر وتحت عنوان الاستفتاء وما بعده التي رأستها بروفيسر كارولين لوبان، وتحدث في البداية الصادق الشيخ من معهد كيروان لدراسات العرق والسلالات جامعة اوهايو ستيت، وتحت عنوان (سياسة التلاوم في مواجهة سياسة الممكن الحركة والنهضة وفقدان الحركة الاجتماعية لانسيابيتها) التي تحدث فيها عن الحركات والانتفاضات والثورات والتي حصلت في السودان منذ الاستقلال وربطها بمدى التغيير الذي يحدث عقب هذه الانتفاضات وهذه الثورات، ثم ربطها بالواقع والحال الذي يعيشه السودان في ظل النظام العسكري القائم ا?آن وامكانية حدوث تغيير ضد النظام الاسلاموي، وامكانية قيام حركة اجتماعية وسياسية فعالة لحدوث تغيير، وتحدث عن القوى التي تحدث التغيير من احزاب ونقابات وقوى اجتماعية، وعن حركات مسلحة كما في الجنوب ودارفور.
ثم قدم د. رجيو من جامعة جنيفا الورقة الثانية في الجلسة الاولى وهي عن الاستقلالية هل هي خطرة ام فرصة؟
وتحدث فيها عن استقلال جنوب السودان وتأثيراته على السودان وعلى المنطقة وهل هي فرصة لاحداث قدر من التوازن في ظل حكم الحركة الشعبية أو قد يجلب لمؤيديه من المشاكل عن الجنوب، عوضا عن السودان عموما، وخاصة ان الدولتين لهما حدود حوالي 1300 ميل، وغنيتان بآبار النفط والموارد، ولهما مطلوبات كثيرة من الديون، لذا فالدراسة تركز ان هناك عوامل عديدة تدعو لخلق الاستقرار ونبذ الصراع وتجدد الاقتتال.
الورقة الثالثة قدمها د. مورتينز مناتن كليو مورتفيلد من جامعة اكسفورد وهي استقلالية السودان عام 1956، وثم 2011، هل التاريخ يعيد نفسه؟
يحاول المحاضر ربط استقلال السودان عام 1956 عن مصر والعقبات في ذلك الوقت وربطها باستقلال الجنوب عن الشمال عام 2011، يعمل على التشابه حتى عملية تقرير المصير في الشمال عن مصر ثم لذات العوامل اتحد الجنوبيون لنيل الاستقلال، في حين ان الاولى كانت عبر البرلمان وفي الثانية كانت عبر الاستفتاء الشعبي.
وحينما استقل السودان عام 1956 بطريقة مختلفة عن باقي الاقطار الافريقية المستعمرة وفي حين اتحد السودانيون لنيل استقلالهم نجد ان ذات القوم الذين ايدوا الاستقلال في الجنوب هم الآن من يطلقون رصاصة الرحمة على الوحدة مع الشمال، الورقة تتحدث عن كيفية ميلاد امم كونت هويتها الوطنية ولاول مرة عبر نضالها من اجل الاستقلال وان استقلال الوطن قضية يمكن ان يتفق عليها الشعب، بيد ان تحول هذه الامة لكيانات اصغر نتيجة الديمقراطية وعدم الخبرة السياسية في التعامل مع قضايا التحول والتعدد والديمقراطية يجعل امر تحول الاستقلال 1956 ?انفصال في عام 2011 امرا محفوفا بالمخاطر.
ومن ثم الجلسة الثانية في اليوم الاول المؤرخ المعروف جاي اسبولدينق، جامعة كين وبعنوان المركزية النوبية Nubia Quancuntro يقول بروفيسر اسبولدينق: تعتبر الفترة التي سبقت سقوط دنقلا بأيدي سلاطين المماليك وإلى حين قيام السلطنة الزرقاء (حكم الفونج) بسنار تعتبر فترة انتقالية وهي كذلك فترة مظلمة، وقد تكون هذه نظرة باحث يتبع المنهج الخلدوني (من ابن خلدون)، وفي الفترة الاخيرة بدأت تظهر رؤى جديدة لتاريخ المنطقة الشمالية من السودان ووسط السودان من القروسطية الى العصور الحديثة ومن مصادر معرفة حديثة.
هذه الورقة تبرز رؤية جديدة للقرن السادس عشر الميلادي، اذ يفترض ان هناك محورا شرقيا غربيا يوضع خلف استراتيجية اولى تبدأ من سواكن للهيمنة على السودان الشمالي والشرقي، ثم استراتيجية ثانية هيمنت على الجزيرة والسودان والغرب، مهدت لقيام سلطنة النيجر في واداي ودارفور، وتم تتويجها بقيام سلطنة الفونج في سنار.
ثم قدم جورج هاتكر جامعة برينستون الورقة الثانية في الجلسة الثانية في اليوم الاول وعنوان الورقة هو:
(اكسوم والنوبة بين قصص التجار والسياسة في القرن الافريقي الاقدم).
المحاضر يتحدث هنا عن القرن الاول الميلادي وانه كما يروي المؤرخون ان اكسوم بدأت بواسطة الامبراطور عيزانا الذى غزا مروي في القرن الرابع الميلادي وهناك حديث فقط عن هذا الغزو ولكن لا يأتي حديث عن طبيعة هذا الغزو هل حكمت اكسوم النوبة وكم فترة من الزمن؟.
وهذه الورقة تريد ان توضح الامر بعدة وسائل منها الثقافة والاسانيد الآثارية، ومن هنا يتضح لنا بما لا يدع مجالا للشك ان اكسوم كانت كل همها من هذه الغزوة حماية اتباعها وحلفائها من ناحية حدودها الغربية ودليلنا على ذلك هو استمرار التجارة بين اكسوم والممالك النوبية بعد سقوط مروي.
ثم قدم د. تيرس و هو باحث امريكى مستقل الورقة الثالثة في الجلسة الثانية وهي بعنوان: (السودانيون ومجموعات ثقافية اخرى عبر الصحراء بمصر في القرن العشرين الميلادي) .
ورقة كارولين لوبان من جامعة رود ايلاند وهي المسؤولة عن مجلة الدراسات السودانية ولها اسهامات فعالة عن قضايا السودان الاجتماعية والانسانية، جاءت ورقتها وبحكم علاقتها الوطيدة مع مدينة الخرطوم السكان والتحولات الاجتماعية، ولقد استعرضت وضع الخرطوم في السابق وما آلت اليه بعد عملية النزوح الكبيرة من الهوامش نتيجة الصراع السياسي والعسكري، وهجرة الملايين اليها واذا كانت الخرطوم حتى عام 1970 لا يتعدى عدد سكانها 500,000 نسمة، تعدى الآن 7 - 8 ملايين نسمة ولقد نمت الهجرة تقريبا من كل نواحي السودان من الجنوب ومن جبال ?لنوبة ومن شمال كردفان ودارفور ومن الانقسنا واعالي النيل الازرق ومن بين النيلين وحتى مدني، ولقد احدثت هذه الهجرات تحولات عميقة في البيئة الاجتماعية والخارطة السكانية والوضع الحضاري والمدني للخرطوم وتمثلت هذه التغييرات والتحولات في التمددات الشعبية والوعي المدني، ظهور معسكرات للنازحين حول المدينة والاحياء العشوائية، سلوك الشباب ونتيجة التعامل مع الاوساط الثقافية والانترنت والموبايل، تغير في علاقات التداخل والتزاوج بين الافراد والقبائل.
وقدم بروف ريتشارد لوبان ورقة تحت مسمى (السودان والصين) وهي ورقة تتحدث عن العلاقات الدبلوماسية والخارجية السودانية الصينية، بداياتها ومآلاتها وتأثيراتها، وخاصة في مجال مشاريع النفط والبترول، والبنى التحتية والتسليح ودخول الصين كشريك اساسي في العمل العسكري والعمل الدبلوماسي في السودان، وحتى في مجال الشخصيات الدبلوماسية الصينية والتي عملت بالسودان نجد انه يتم ترقيتها الى مستوى رفيع في الدولة في الصين، واورد نماذج واسماء بذلك، وثم عن علاقات الصين والسودان الشمالي وخاصة فيما بعد الانفصال وقيام دولة الجوب وشكل ع?اقتها مع الصين.
كما قدمت كل من الباحثتين د.كارولين فاريا وجينيفر اريكسون ورقة حول وضع المرأة بعد اتفاقية السلام الشامل في نيفاشا وبعد الاستفتاء حول تقرير المصير لجنوب السودان، وتناولتا فيها حركة المرأة ونشاطات الجنوبيات في جنوب السودان ودول المهجر، في تأكيد انتمائهن وحقوقهن الدستورية وحقوق المواطنة، وبروز الدور الانتقالي الفاعل لهؤلاء النسوة وذلك من خلال المؤتمر المنعقد في اغسطس 2008 في مدينة جوبا عاصمة حكومة جنوب السودان، ولقد مثل المؤتمر نساء من كل انحاء جنوب السودان بالاضافة لمشاركات من دارفور والخرطوم، وتركز هذه الورق? حول التحديات التي تواجه المرأة، ودورها في التوحد والتماسك لنيل حقوقهن، والاهتمام بالمرأة اللاجئة والنازحة ومساهمات المرأة الجنوبية في لعب دور سياسي مرتجى في مستقبل الحكم في الجنوب.
ومن الاوراق التي قدمت في اليوم الثاني السبت 14/5/2011م ورقة قدمها الدكتور جورج جانكس من جامعة برينستون بالولايات المتحدة الامريكية، وعنوانها عن اكسوم والنوبة، المعارك والتجارة والسياسة، وتناول فيها العلاقات بين حملة اكسوم التي قامت في المرتفعات الاثيوبية وممالك النوبة في السودان في الالفية الميلادية الاولى، والهجوم الذي شنه الامبراطور الاكسومى عيزانا على مملكة مروي، نسبة للهجمات التي شنها النوبيون على أطراف مملكة اكسوم، ومن غير المعروف المدة التي بقي بها الاكسوميون في بلاد النوبة، هذه الورقة تبحث عن دلالا? وبراهين آثارية وثقافية عن ذلك الغزو ونتائجه، لكن من الثابت ان هنالك التبادل التجاري بين نوبيا واكسوم استمر حتى بعد سقوط مروي وتأسيس المرويين لممالك جديدة في حوض النيل.
وقدم د. لاكو تونقن من كلية بتزر ورقة حول الدور المصري في حرب الابادة التي شهدها السودان في العقدين الاخيرين. يعتبر مقدم الورقة ان لمصر دورا واسهاما اساسيا في حرب الابادة الاهلية وعملت مصر على دعم وتعضيد دور المركز في الخرطوم في هذه الحرب سواء كانت ضد الجنوبيين او شعوب جبال النوبة او النيل الازرق، واعتبار ان المركز هو مركز عربي يقف ضد تمردات من الاطراف الافريقية، هذه الورقة تلقي الاضواء كيف ان مصر ساهمت وبفعالية في جعل الحرب اكثر ضراوة وابادة، وكيف ان مصر تفعل ذلك بدافع من المصلحة وتحقيق اهدافها والتي تعكس?النوايا الاستعمارية، وبالرغم من ان مصر تفعل ذلك وتعجز تماما عن حل معضلاتها الداخلية.
كما قدم عدد من الباحثين اوراقا مهمة جدا للمؤتمر، ويكون مفيدا لو تم استعراضها في اي منبر، ومن الاوراق التي قدمت كذلك ورقة للدكتور جلاب من جامعة اريزونا عن (عجز المركز- واشكاليات الاستعمار والدين والعنف في السودان).
وورقة لاسكوبس يوتو من جامعة ولاية اوهايو عن تاريخ المثقفين في جنوب السودان وقدم د. محمد عمر عابدين من جامعة طوكيو ورقة عن التحولات السياسية في شمال السودان بعد تقرير المصير.
وقدم د.عبده مختار موسى جامعة ام درمان الاسلامية ورقة عن الهوية الوطنية والابعاد الثقافية، وكان من المفترض ان تقدم اوراق اخرى ولكن اعتذر مقدموها، مثل د. علي بحر الدين علي دينار، وصديق عبد الهادي عن مشروع الجزيرة ، آدم مهمات، واحمد جمعة صديق كذلك.
وهذه هي الورقة التي قدمها صابر عابدين أحمد للمؤتمر يوم السبت 14/5/2011.
و جاءت تحت عنوان:
الدولة الوطنية بين التعددية وتقرير المصير أو التشرذم
دولة السودان (كنموذج) بين الوحدة والانفصال
الدولة الوطنية بين التعددية والأحادية:
عندما نقول الدولة الوطنية فإننا نعني تلك الدولة التي تكونت في اخريات القرن الثامن عشر وبواسطة المجموعات الاستعمارية التي حددت هذه الدول وفق مصالحها وأقامت الحدود السياسية لتلك الدولة خاصة في افريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية وفق ما تقتضي الهيمنة الاستعمارية وتوزيع الاسلاب، ولذا فإنها لم تضع أي إعتبارات للإختلافات الثقافية أو الدينية أو اللغوية أو غيرها والتنوع المذهبي والتعددية، والتعددية نعني بها أن تضع الدولة اعتبارات للتنوع والتعدد الديني واللغوي والثقافي والفروقات المختلفة وفي التعددية السياسية وحرية الأ?زاب، والأحادية ونعني بها أن تسود في الدولة وتسيطر ثقافة واحدة وعرق واحد ودين واحد، وما يعطي الفرصة لحزب واحد وفرض ديكتاتورية العسكر أو الأفراد أو الثقافة الواحدة. ولذا فعندنا في السودان كنموذج للدولة الوطنية نجد السيطرة الآحادية لثقافة وأيدولوجية واحدة وعرق واحد ودين واحد ومن ثم فإن المجال واسع للاستلاب وللاستيعاب الثقافي ضد الثقافات الأخرى، ومن الواضح فإنه منذ سقوط الممالك النوبية المسيحية في نوباتيا وعاصمتها فرص ثم المقرة وعاصمتها دنقلا وأخيرا علوة وعاصمتها سوبا، وكانت هنالك أشكال مختلفة للتعدديات الديني? واللغوية والثقافية في هذه الممالك النوبية، ومنذ سقوطها ظلت تسيطر ثقافة أحادية مركزية قاهرة، بدءاً منذ قيام سلطنة الفونج السلطنة الزرقاء، ثم الحكم التركي الأول ومروراً بالثورة المهدية التي لم تخرج كذلك عن ترسيخ الثقافة الإسلامية العربية وتتويجا بالحكم الإنجليزي المصري.
والمتتبع لكل هذا فإن العصور السابقة للممالك النوبية المسيحية وهي عهود الإمبراطورية الكوشية والمروية، فلقد شهدت المنطقة ومنذ تأسيس كرمة بمراحلها الثلاث، ونوباتيا وتيو وكوة، أو البجراوية اشكالاً مختلفة للتعددية الدينية وحتى تعدد الآلهة واللغات والأعراق والثقافات. لقد كانت توجد العبادات التعددية، في كوش ومروي، فنجد عبادة الإله آمون, والإله آمون يأخذ أشكالا مختلفة فنجد هنالك آمون طيبة، وآمون نباتا، وآمون كادا، وآمون تبو، وتبعا لكل مدينة يأتي آمونها، ثم هناك الإله آبادماك وسبورمكر، ثم نجد حتى الآلهة الأنثى رمز ?لخصوبة في معبد خيلة داسوان وهي الالهة ايزيس التي كان يسبح لها آلاف البلميين والنوباديين، نجد أن أولى صور الأحادية الدينية قد تمت في هذه المنطقة عندما قام الملك سيلكو ملك نوباطيا بدعم من الامبراطور الروماني بإغلاق معبد فيلة وأسوان وإلغاء هذه الشعائر الوثنية وهذه كانت أولى مراحل الأحادية التي تمت في السودان، وقعت مثلا محاولة آخناتون لفرض عبادة الشمس وتجسيد الأحادية العقيدية لولا ثورة الكهنة ضده وإغتياله والعودة لعبادة آمون.
وكما هو معروف فإن هذه المنطقة قد شهدت موجات هجرات بشرية وغزوات استعمارية منذ قديم العصور، هجمات منذ عهود الهكسوس وثم البطالة والإغريق والرومان وغيرهم، وكل هذا أدى لتغييرات جذرية في مفاصل هذه المجتمعات وقيام أو إلغاء مجموعة من الاعتقادات والثقافات في المنطقة, وآزرت قيام وولادة ثقافات جديدة، ولكن يظل الطابع العام للثقافات السائدة في هذه المنطقة هو التعددية والتسامح.
ولقد كانت تسود القيم التعددية في الامبراطورية حتى دخول المسيحية واعتناقها بواسطة السكان، ومنذ تم اعتمادها كدين رسمي للممالك النوبية، وكذلك ظهور الإسلام وحتى هذه المرحلة وفيه السلطنة الزرقاء، فإن الديانات التي كانت تسود هي التعددية وبعد ذلك جاءت المسيحية التي أخذت كثيرا من الوثنية ومن ثم الإسلام الذي أخذ كثيرا من المسيحية، وفي أخريات سلطنة الفونج برز مؤتمر ممثلا في الفقهاء المصريين وجنوح ملوك الفونج لأخذ النصح والاستشارة منهم وغلب المنهج الايدلوجي للفقهاء، في هذه المرحلة، ومن ثم كذلك النزعات المادية والمصل?ية للتجار العرب وغلوائهم تجاه الأديان الأخرى وتجاه المرأة، فبدأت تتشكل الملامح الأولية للثقافة الإسلاموعربية في المنطقة، وظهرت المجموعات الإقصائية والإستئصالية، وبعدت عن روح التصوف، كمجموعات السلفية الأصولية، ثم الإسلام السياسي وتتويجاً بظهور الأصولية الإسلامية، التي إن قويت شوكتها فسوف يكون لها عواقب وخيمة في المنطقة وفي تغيير الكيمياء الثقافية لهذه الشعوب.
ونواصل عرض الورقة
*برعاية مركز الدراسات الأفريقية بجامعة ولاية أوهايو
«جامعة ولاية اوهايو في الفترة من 12 15 مايو 2011»


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.