اعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها من تدهور الاوضاع الانسانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، وطالبت الحكومة بالسماح للمنظمات الدولية بالوصول الى المنطقتين لتقييم الاوضاع ،ودعت في الوقت نفسه الخرطوم وجوبا الى استكمال الانسحاب من منطقة ابيي ،بيد ان الخرطوم ردت بأن المجتمع الدولي يريد ان يستخدم الحالة الانسانية للضغط عليها»بينما يغض الطرف عن الجانب الذي تسبب في الوضع الإنساني وهو الجيش الشعبي التابع لجنوب السودان «. وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية العبيد احمد مروح في تصريحات صحافية عقب لقاء جمع المبعوث الامريكي للسودان برنستون ليمان امس ،بوكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان، ان مباحثات برنستون شملت الوضع الإنساني بالتركيز على الولايتين - جنوب كردفان والنيل الازرق- ،وعبر عن قلق بلاده والمجتمع الدولي من التقارير التي تتحدث عن تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقتين ،واضاف مروح ان المبعوث طالب بأن تسمح الحكومة لمنظمات دولية ذات مصداقية بالوصول إلى المنطقتين لتقييم الأوضاع الإنسانية تمهيدا لتحديد الاحتياجات وال?طراف التي تقدمها. واشار مروح الى ان برنستون ابدى عدم ارتياح بلاده لعدم التزام الحكومة والحركة الشعبية باستكمال سحب قواتهما من أبيي ،معربا عن خشيته من ان تؤدي الخطوة الى استمرار معاناة المواطنين الذين خرجوا من ابيي واضافتهم إلى المجموعات المتأثرة بالحرب ،كما عبر المبعوث الاميركي عن خيبة امله من تأجيل اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية بين الخرطوم وجوبا لشهر ،محذرا من ان ذلك قد يزيد الوضع تعقيداً. بيد ان وكيل وزارة الخارجية، شدد على ان المشكلة الاساسية في الولايتين هي وجود الجيش الشعبي الذي قال انه جزء من دولة الجنوب ، ونقل رحمة الله للمبعوث الاميركي، بحسب مروح ( ان الوضع الإنساني في جنوب كردفان والنيل الأزرق من وجهة نظر الحكومة السودانية هو نتيجة لمشكلة أخرى كان ينبغي أن يتم حلها أولا، وهي مشكلة الجيش الشعبي الذي هو تابع لدولة الجنوب)،واضاف وكيل الخارجية (كان ينبغي سحبه وتجريده من سلاحه منذ العام 2008 ،والمجتمع الدولي إن كان جادا في حل المشكلة في الولايتين فينبغي أن يركز جهوده حول هذا الهدف) وشدد على ان الخرطوم لن تقبل بوجود جيشين في السودان كما انها لن تقبل بوجود حزب لديه مليشيا مسلحة ،وقال ان السودان على قناعة تامة بأن المجتمع الدولي يحاول استخدام الموضوع الإنساني للضغط على الحكومة ،ويغض الطرف عن الطرف الذي تسبب في الوضع الإنساني ولم يمارس عليه أي نوع من الضغوط.