لم يكن للأهالى بشرق سنار مطلب يهتف فى دواخلهم مناشدين به المسؤولين فى لقاءاتهم الجماهيرية المفتوحة أو اجتماعاتهم المغلقة أو عبر الحملات الانتخابية المعلنة لمن حملّوه أمانة التكليف للتحدث باسمهم والدفاع عن مطالبهم ومكتسباتهم.. لم يكن لهم مطلب أكثر الحاحاً وضرورة من طريق ود العباس سنار. وتبدو أهمية هذا الطريق الحيوى الذى يمثل شريان الحياة لأنه يربط المدينة بواحدة من أكثر المناطق ذات الثقل والكثافة السكانية العالية بالولاية. ويبلغ تعداد المواطنين بشرق سنار حسب آخر الإحصاءات حوالى «237» الف نسمة، ويخدم الطريق المشروعات التنموية بالولاية التى تتمثل فى المشاريع المروية فى: «ود العباس والخيرات وعصار وجادين»، فهو القنطرة الرئيسية فى ربط مراكز الإنتاج بمدينة سنار ومدن ولايات الجوار بإنعاش الحركة التجارية والاقتصادية وتحقيق التواصل الاجتماعي فى كافة المناطق التى يمر بها الطريق. وطريق سنار ود العباس الذي ظل حلماً يراود المواطنين كثيراً بربطهم بمدينة سنار، أصبح اليوم واقعاً يمشى بين الناس، حيث دشن والى سنار المهندس أحمد عباس نهاية الأسبوع الماضى انطلاقة العمل فى طريق ود العباس سنار البرسى بطول «17» كليومتراً بتكلفة مالية بلغت «42» مليون جنيه، وبتمويل من مصرف الإدخار والتنمية الاجتماعية. وأكد الوالى أن الطريق هو بداية حقيقية لربط المنطقة بطريق مدنى القضارف، والعمل على إنفاذ مقررات النهضة الزراعية، معلناً إقامة العديد من الطرق بالولاية، ومن بينها طريق «سنار السوكى الد?در. ومن جانبه أوضح وزير التخطيط العمرانى والمرافق العامة بالولاية المهندس الإمام عبد اللطيف الإمام، أن الطريق ضمن خطط برنامج النهضة الزراعية بالتعاون مع وزارة المالية والهيئة القومية للطرق الجسور، ووجد طريقه للتمويل بشروط ميسرة من مصرف الأدخار والتنمية الاجتماعية، حيث تم التعاقد مع شركة سنار للطرق والجسور لتنفيذ الطريق، وشركة شريان الشمال للقيام بأعمال طبقة الأسفلت، مشيراً الى أن المدى الزمنى لتنفيذ المشروع «18» شهراً، ويتكون من مكونين قطاع أولى القطاع الشرقى ود العباس البرسى، ومكون ثانٍ يمتد الى دوبا ل?حقاً حتى طريق مدنى القضارف. واضاف أن وزارته وقعت عقداً لتنفيذ طريق سنجة الدندر القضارف بطول «50» كيلومتراً، وتنفيذ «3» كبارى كبيرة على الترعة المؤدية لمشروع الرهد، وكبرى على نهر الدندر، لافتاً إلى أن العمل سيتواصل خاصة بعد قيام مشروع جوهرة سنار للرى المحورى، معلناً توقيع عقد طريق «سنار الدندر السوكى» بطول «76.5» كيلومتر، ويبدأ العمل فى هذه الطرق في نهاية هذا العام ويستمر الى العام القادم. وهناك أكثر من «15» قرية تستفيد من خدمات طريق ود العباس سنار منها: «الجيلى، الشمباتة، ود العباس، جادين، البرسى، جاه الرسول، حلمى، الشريف وباجبوج» وعبر أهلها ومواطنوها عن فرحتهم ببدء العمل فى تشييد الطريق الذى تتطلع اليه الآمال فى إعادة المنطقة الى مجدها وعزها وسيرتها الأولى، وهى تفيض بمنتجاتها المتنوعة على اهل السودان جميعاً، ويقول البعض إن الطريق يعتبر عودة الحياة للذين هجروا الزراعة وانشغلوا بالتجارة، وتفرقت بهم السبل، ليعودوا إلى ديارهم ليفلحوا أرض الآباء والأجداد وتسويق منتجاتهم فى سنار، ليأتوا بالخي? الوفير لأهلهم وذويهم. المزارعون من الشباب الذين تخرجوا فى الجامعات تفاعلوا مع هذا الحديث، وأكدوا أهمية الطريق لانسان المنطقة، فصار الطريق أنشودة عذبة يرددها الجميع، وهنالك من يقول إنه فرصة ذهبية لأصحاب المشروعات الزراعية فى الإنتاج البستانى أو الذين احترفوا الزراعة المطرية توكلاً على الله انتظاراً للرزق الحلال، أو أولئك الذين يتأهبون الآن لاستخدام الرشاشات المحورية لرى محصولاتهم الزراعية من الخضر والفاكهة، أو من تدرب منهم على تقانة البيوت المحمية. أهالى ود العباس يقولون إن الطريق وضع حداً لمعاناتهم التى تتجدد سنوياً إبان فصل الخريف، وتصبح المنطقة فى عزلة تامة عن سنار والخرطوم، ويتكبد المواطنون المعاناة فى تلقى الخدمة بغياب الاختصاصي والمعلم أو المفتش أو المدير قسراً بسبب رداءة ووعورة الطريق، كما أنهم يعانون أشد المعاناة في الوصول الى سنار أو مدينة سنجة، لمزاولة حياتهم اليومية وتلبية احتياجاتهم الأساسية.