تشجيع التربويين على انشاء مدارس باعانتهم بالمعلمين من كشف المعلمين الموحد بالوزارة واداريين خدم اهدافا سامية حيث امكن استيعاب المزيد من الطلاب الناجحين في الشهادة المتوسطة وبمصروفات زهيدة.. فحتى عام 0791 لم تتجاوز الرسوم الخمسة وعشرين جنيها بل انه في العام الاول لانقلاب مايو تم انقاصها الى النصف اي اثني عشر جنيها ونصف الجنيه تقبلها اصحاب المدارس بطيب خاطر.. الآن نستعرض بعضل من مؤسسي تلك المدارس التربويين لنجد مدرسة تلودي الثانوية وصاحبها هو مدرس الفنون الجميلة الرائد الشاعر المعروف من المعلمين المشهود لهم بالوطنية والاحترافية ومدارس بيت الامانة لصاحبها المعلم?المعروف بكلية غردون والشاعر عبيد عبد النور ليتولاها بعده ابناؤه من الاساتذة الجامعيين بادارة المربي الحاذق فؤاد التوم.. من اسرة السراج المعروفة بالعلم والتعليم كانت مدارس النصر لمؤسسها الدكتور معاذ حسن السراج ومدارس الشعب بالخرطوم المرحوم ابو بكر سرور اما الشيخ الدوش من علماء المعهد العلمي فقد اسس مدارسه في الطرف الغربي لام درمان لمقابلة احتياجات ام بدة المتنامية حينها وهكذا تولى تلك المدارس المعانة تربويون افذاذ ففي رفاعة مدارس شيخ لطفي وبمدينة ربك بالنيل الابيض كانت مدارس دار السلام تحت اشراف المربي عبد ?لملك عبد الله حامد.. جميع هؤلاء اقتبسوا من مشكاة صاحب الاحفاد بابكر بدري. لم تبخل وزارة التربية على تلك المدارس بالمعلمين الجيدين دون تحيز للمدارس الحكومية ففي مدرسة النصر الثانوية بالكباجاب برز لاحقاً الاساتذة الدكتور عبد الوهاب ابشر «الشعراني» والدكتور كمال مزمل عميد كلية تربية الخرطوم ومدير المناهج لاحقاً كما عمل بها ايضا الدكتور سر الختم محجوب الوزير وخبير الادارة والتخطيط في هذا العهد. من علماء اللغة العربية المرحوم حسن شريف والدكتور بابكر الدرديري والدكتور ايوب وآخرين لجدوى تلك المدارس وفعاليتها ارجو ان اضرب بعض الامثلة لنجاح خريجيها والذين عاصرتهم وسعدت بتدريسهم بمدرسة المامون الخبير الاداري بمجلس الوزراء والتعليم العالي من الاطباء والاختصاصيين برز كل من عمر ابشر والتاج ابشر، من الله الطاهر والصيدلاني ماهر محيميد، عثمان المامون، من قادة البنوك فتحي ابراهيم عيسى وابا بكر مناع ويقودان حاليا كنواب للمدير العام بنوك الثروة الحيوانية والمزارع بجانب مديري الافرع يوسف ابراهيم الزين وفوزي المر?ي.. وفي القوات النظامية برز ضباط عظام لواء احمد خالد فضل الله رئيس الجالية السودانية حاليا باستراليا، عبد المنعم احمد الطيب، عادل عبد الرحمن قاسم، معاوية حسن صديق، محجوب سيد احمد «الفيس»، سيف الله الكناني، عبد الرحمن عبد المطلب «ديجانقو»، كابتن بحري نوري مصطفى عبده، لواء ابراهيم محمد صالح ازرق، قوات اخرى محمود بشير الناير، النيل عبد الرحمن وهجو الريح، تربية الجامعة الاسلامية الدكتور علي عثمان وخالد ساتي بجامعة الامارات. من رجال الاعمال البارزين صديق الشريف المليح وعضو تشريعي ولاية سنار فخر الدين احمد ادريس?الصحفي الفاتح عباس العجب. كتبت هذا المقال بأمل التدبر في تلك التجارب الثرة التي تركناها وراء ظهورنا لتحل محلها مؤسسات تربوية خاصة لا تشبه اهل السودان بل تؤدي للتشرذم والانقسام الحاد بين مكونات المجتمع. ختاما ارجو ان احيي التحرك المبارك الذي تقوده كوكبة من خريجي الدفعة الاولى بالنصر الثانوية وعلى رأسهم صلاح عبد الله راشد نائب المدير العام بشركة النفير اقروسيرفيس للرش بالطائرات والاداري المعروف عبد الله عثمان «عبيد» وآخرين لا يسمح المجال بذكرهم حيث كان من آخر ابداعاتهم اقامة حفل تكريم وتجديد ذكرى الراحل الكبير عبد القادر ابراهيم تلودي وتقديم شهادات تقدير وعرفان من خريجي النصر الثانوية الدفعة الاولى لاساتذتهم وحفل الاستقبال اللائق الذي اشرف عليه حفيده البار وليد صديق تلودي حيث ارتاد الحفل نفر كريم من المهتم?ن والتربويين وسيدات المجتمع على رأسهم الدكتور اب كساوي معتمد ام درمان الذي سلم الشهادات التقديرية للمحتفى بهم وصدحت اغاني تلودي في الآفاق.. سوداني الجوه وجداني بريدو ورائعته من بف نفسك يا القطار وتألق الجقر بادائه لملحمة انا ام درمان.. الحراك سيستمر بعون الله عبر احتفالية مؤسسة النصر التعليمية بعيدها الذهبي تحت قيادة ربانها العميد معاذ السراج وابنه المهندس المدير عبادة لارتقائهم بالمنشأة من مدرسة وسطى في الخمسينيات لتصل مرحلة الكليات الجامعية المرموقة وقريبا الدخول لعالم الجامعات المتطورة بعون الله وتوفيقه? عبد الرحمن مضوي صغيرون معلم تاريخ بالنصر الثانوية 1969م - 1971م