٭ ورد الخبر التالي في صحيفة «الصحافة»: «لوحظ مؤخراً انتشار ألعاب الحبيبات البلاستيكية بدعوى انها تربة صناعية والتي عند غمرها في الماء تنتفخ بصورة هلامية ويتداولها الاطفال بصورة مكثفة، والهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس حرصاً منها على صحة وسلامة المستهلك اخضعت هذه الحبيبات لتحاليل كيميائية مكثفة، حيث اثبتت التحاليل ان هذه الحبيبات البلاستيكية تشكل مخاطرَ صحية وبيئية عديدة وعليه فان الهيئة تحظر استيرادها وتداولها». ٭ رأيت هذه الحبيبات كثيراً بألوانها الحمراء والخضراء والصفراء ورأيت بام عيني كيف يتسابق الاطفال لامتلاكها ووضعها داخل العبوات البلاستيكية الفارغة التي تلعب بها الرياح وتغض النظر عنها هيئة نظافة الخرطوم ،وتتواجد بكثرة في شوارع دولة المشروع الحضاري... يملأها الأطفال بالمياه لتغمر الحبيبات تماماً لتعطي بعد اكثر من يوم حجماً أكبر. ٭ حبيبات لينة الملمس هشة جداً «تتزاوغ» في اليد وتندلق بسهولة بين الاصابع يتسارع الاطفال لشرائها وتبادلها داخل المدارس والاحياء والفريق كل يتأبط زجاجة مليئة بها تكشف عن ألوان جاذبة لعين الطفل تفتح «شهية» لاقتنائها وهو يجهل تماماً سوء عواقبها التي ذكرتها هيئة المواصفات والتي «استيقظت» فجأة ولتكشف أن السوق «مليان». ٭ تتمنى هيئة المواصفات وترجو التجار الذين بحوزتهم هذه الألعاب عدم بيعها وتسليمها لقسم الرقابة والتفتيش بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس ليتم التخلص منها عملياً أو نهائياً. لا يهم بعد الآن هذا النداء وهذه الامنيات وهذا الترجي فلقد انتشرت الالعاب انتشاراً مزعجاً ويزيد هذا الازعاج «تصريح» المواصفات الذي جاء متأخراً بعد ان دخلت الالعاب كل بيت ولكنه حال «بلدنا» المنكوب الذي لا يوجد فيه «نظام» يحمي المستهلك فبعد ان تصل الاطعمة الفاسدة و«منتهية الصلاحية» للبلد الحضاري يبدأ «التفكير» في ابادتها وقد يكون قد تسرب بعضها ووصل ليد المواطن بسعر زهيد «مغري» ديباجة الصلاحية. ٭ مجموعة من الاسئلة تتدافع وتنداح على الورق من أين جاء التجار بها؟ كيف دخلت «الخرطوم الحضارية» اين كانت هيئة الرقابة والتفتيش التي هبت من غفوتها فجأة لتكتشف ان السوق «مزركش» بالالوان اين كانت «فكرة» حملات تجفيف الاسواق «تقبع» عندما بدأ تداول الحبيبات وملأ الاطفال بها «الايادي والمواعين». ٭ تباشر المواصفات الاسواق بعد ان يأخذ المواطن نصيبه من «المعروض» امامه ويتناول اطفاله ما يحلو لهم من ألعاب وحلويات وعصائر وغيرها وبعد ان يتناولها المواطن واسرته «بتلذذ» تام تفاجئه المواصفات باكتشافها عيوبا ان «صح التعبير» عديدة في مكوناتها الصناعية ومراحل تصنيعها وترجو عدم تناولها لمخاطرها الصحية.. ٭ هو حال المواصفات لن يتغير ولن يتبدل.. فبروميد البوتاسيوم شغل العاصمة الحضارية مدة من الزمن وبعد ان «شبعنا» خبزاً وبروميداً عددت «مواصفاتنا» اخطاره وكونت حملتها المعروفة قبل عامين وعادت لقواعدها «سالمة»، ولكن هل مخابز العاصمة امتنعت تماماً عن استعماله؟ هل فعلاً هنالك متابعة لكل المخابز الآن للتأكد من عدم تسرب بعض البروميد اليها؟ هل فعلاً تحكم «المواصفات» قبضتها على كل المخابز والاسواق وتقرأ الآن كل محتويات الاسواق «قراءة صحيحة». ٭ لا تفيد الآن نداءات المواصفات ففي المنازل زجاجات كثيرة «معبأة» بهذه الحبيبات و«فات الأوان» لرميها في القمامة ان «صح السلوك» برميها في اقرب قمامة.. الآن فقط لا يمكن تدارك مخاطرها ومنع تداولها.. اين انت واول حبيبة يا مواصفات؟ ٭ ما رأي المواصفات والمقاييس وحماية المستهلك في المنتجات التي تنتجها «شركة ب «أمبدة» او تستوردها «الله اعلم» ويتجول مناديها في شوارع العاصمة الحضارية يحملون حقائبَ ملأى بها يطرقون ابواب المنازل ويعرضون البضاعة «اللؤلؤية» هل تعلم المواصفات وتعرفها ام انها آخر من يعلم؟ ٭ همسة: هل ترغبون.. في رؤية المطر... يسقط خلف الشمس.. قطرة.. قطرة.. ثم ينهمر.. بين التلال.. إلى الوديان.. يجري ويستقر... يرسم في صفحته وجوهاً مثل القمر.. لكنها تستحيل فجأة لوجه النهر..