غادر اكثر من 20 الفا من الجنوبيين العالقين في مدينة كوستي بولاية النيل الابيض الى جنوب السودان خلال الفترة من يونيو وحتى اكتوبر الماضي، بينما تبقى نحو 15 الفا اخرين فى انتظار ترحيلهم فى وقت كشفت جولة قامت بها «الصحافة» في عدد من قرى الشماليين العائدين من جنوب السودان عن اوضاع بائسة يعيشها هؤلاء العائدون فى تلك القرى فى ظل انعدام الخدمات الضرورية. وقال مدير ادارة الرصد والمتابعة بمنظمة «ادرا» المشرفة على نقل العائدين الى جنوب السودان ضو البيت عبدالله ل»الصحافة» ان المنظمة نقلت اكثر من عشرين الف شخص الى الجنوب خلال الفترة من يونيو الماضي وحتى نهاية اكتوبر، وقال ان هناك نحو 15 الف شخص ما زالوا عالقين في كوستي، مشيرا الى ان القطار الذى تحرك خلال اليومين الماضيين من كوستي نحو الجنوب حمل اكثر من 1600 جنوبي كانوا مقيمين بالخرطوم، واوضح ان الجهات الرسمية والمنظمات التطوعية تعمل على حل المشكلات التى تواجه بقية العالقين ريثما يتم نقلهم الى الجنوب. من جهته، كشف مدير المركز القومي للنزوح والعودة الطوعية بولاية النيل الابيض، محمد عبد الرازق ماهر، عن خطة لترحيل 3 الاف من المنتظرين عقب عطلة عيد الاضحى مباشرة. وقال ل»الصحافة» انهم فى انتظار وصول الصنادل من الجنوب لنقل العائدين. واضاف ماهر ان التمويل تم توفيره بواسطة منظمة الهجرة الدولية وانهم بصدد نقل كل العالقين خلال فترة وجيزة، مشيرا الى ان المشكلة الكبرى التي تواجههم هي كثرة الامتعة التي يصر العائدون على نقلها معهم الى الجنوب. واكد ان مركزه رصد حالات نزوح عكسية من الجنوبيين الى الشمال مرة اخرى قائلا «لاحظنا ان هنالك اعدادا غير قليلة من الجنوبيين يعودون مرة اخرى للشمال.. وهذا امر طبيعي، ومعظم العائدين يعودون بدون امتعة كبيرة، واعتقد ان الامر سيستمر ولا يشكل قلقا بالنسبة لنا». ودعا ممثل حكومة جنوب السودان بميناء كوستي، جاكسون جوزيف، العالقين الى التحلي بالصبر حتى يتم نقلهم الى الجنوب، قائلا ل»الصحافة» ان حكومته ستفعل ما بوسعها من اجل نقل كل العالقين والراغبين في العودة بشكل سريع، وشكر حكومة ولاية النيل الابيض لتعاونها التام معهم فى مهمة نقل العائدين. في سياق مواز، كشفت جولة (الصحافة) فى عدد من قرى السودانيين العائدين من جنوب السودان عن اوضاع بائسة فى تلك القرى نتيجة لانعدام الخدمات الضرورية. وفي قرية «فريق الشوك» التى تبعد نحو 3 كيلومترات جنوبيكوستي، تعيش عشرات الاسر العائدة منذ شهور دون مياه شرب واغذية فى ظل بطالة كاملة. ودعا الاهالي، حكومة الولاية للتدخل وتقديم الخدمات الضرورية وبناء مدارس ومراكز صحية، واضاف مواطنون في القرية التي كان يقطنها ابناء من قبيلة الشلك قبل ان يرحلوا قائلين: «نحن هنا منذ شهور، ولم يزرنا مسؤول حكومي حتى الان.. عدنا لوطننا لكننا لم نجد خدمات واطفالنا لم يذهبوا الى المدارس».