البرود الذي قابل به والي شمال دارفور وفد التحرير والعدالة في زيارته الاخيرة لولايته اعتبره مراقبون مؤشرا سالبا ربما يفضي الي تكرار السيناريوهات التي تعرضت لها السلطة الانتقالية برئاسة مني اركو مناوي التي عجزت عن تنفيذ ماحوته اتفاقية ابوجا علي ارض الواقع بسبب عدد من العقبات ابرزها عدم تعاون حكام ولايات دارفور الثلاث ليفضي ذلك الى عودة الحركة التي وقعت الاتفاق الي مربع حمل السلاح. ولم تبد القوي السياسية بولاية شمال دارفور اندهاشه من الفتور الذي قابل به والي الولاية محمد يوسف كبر وفد حركة التحرير والعدالة في زيارته الأخيرة للاقليم والولاية برفقة وزير الدولة بمجلس الوزراء القطري الذي ترعي دولته اتفاقية الدوحة، مشيرين الي ان كبر لا يتورع في الاتيان بمواقف مماثلة حينما يشعر بخطورة تهدد صلاحياته كوالٍ صاحب سلطة مطلقة في شمال دارفور، ويشير المشرف السياسي لاقليم دارفور بحزب الامة القومي اسماعيل كتر عبد الكريم الي ان البرود الذي قابل به كبر الوفد وجد استهجانا واستنكارا من كافة القوي السي?سية بالاقليم، التي ورغم توقعها للأمر الي ان وجود الضيف القطري جعلها تذهب ناحية تأكيد اكرام والي الولاية الوفد الزائر وحسن استقباله ، ويقول ان هناك الكثير من ابناء دارفور المتنفذين بالمركز والاقليم يتوجسون خيفة من الاتفاقيات التي توقعها الحكومة مع الحركات المسلحة وذلك لانهم يعتقدون انها تخصم كثيرا من رصيدهم وصلاحياتهم ، معتبرا ان المعاملة التي قابل بها كبر الوفد تعتبر رسالة واضحة للحركة مفادها انه يرفض التعامل معها مستقبلا، وابان ان هذا الامر يمثل تحديا وعقبة في طريق تنفيذ اتفاقية سلام الدوحة ، مشيرا الي ا? قيادات من دارفور في المركز ظلت ترسل رسائل غير مباشرة لكبر مضمونها يتمحور في دعوته للعمل علي اظهار حركة التحرير والعدالة بانها لاتملك سندا جماهيريا ولاتحظي بمكانة في الولاية، معتبرا ان هذه التصرفات تحمل بين طياتها مفارقات وتناقضا كبيرين لجهة ان الحزب الحاكم علي مستوي المركز يعمل علي توقيع الاتفاقيات مع الحركات المسلحة فيما تقوم حكومات الاقليم بافشالها، وكشف عن خشية كبر من سلطات ونفوذ حركة التحرير والعدالة بل ان هناك اخبارا رشحت برفضه ان تكون عاصمة الاقليم التاريخية الفاشر مقرا للسلطة الانتقالية، ويضيف»اعت?د ان والي شمال دارفور وصل الي مرحلة متأخرة من التعالي والغرور وهي صفات تخصم كثيرا من رجل الدولة الذي يجب ان ينظر بعين الاعتبار للمصلحة العليا قبل مصالحه الشخصية وطموحاته، مشيدا بحسن استقبال واليي جنوب وغرب دارفور للوفد. وكانت حكومة الولاية اعلنت عن ترحيبها بزيارة الدكتور التجانى سيسى محمد رئيس السلطة الاقليمية التنفيذية لدارفور والسيد أحمد بن عبد الله آل محمود نائب رئيس مجلس الوزراء القطرى لدارفور والولاية جاء ذلك خلال اجتماع موسع عقد برئاسة والي الولاية الذي كان في ذات الوقت رئيس اللجنة العليا لاستقبال الوفد، وكانت التحضيرات والاجتماعات التي سبقت زيارة الوفد عطفا علي تصريحات والي شمال دارفور الايجابية حول وثيقة الدوحة رغم تحفظاته علي عدد من البنود كما رشح من انباء تشير الي ان الوفد سيحظي بترحيب كبير من قبل حكومة الول?ية، ولكن بحسب مرافقين للوفد جاء الاستقبال فاترا وهو الذي جعل مراقبين يعتبرون ان الوالي بدأ في وضع العراقيل امام السلطة الاقليمية الوليدة، اسوة بما فعله في طريق موقعي اتفاقية ابوجا الذين كانوا يعتبرون كبر من المعوقات التي وقفت في طريق تنفيذ الاتفاقية ،ولكن قياديا بالمؤتمر الوطني بولاية شمال دارفور«فضل حجب اسمه » نفي في حديث ل «الصحافة» معاملة وفد التجاني السيسي ببرود ، مشيرا الي ان الوالي كان علي رأس المستقبلين وعمل علي توفير كل سبل الراحة وقدم تسهيلات كثيرة لانجاح الزيارة، نافيا تخوف الوالي من مصادرة الا?فاقية لجزء من صلاحياته ، وقال ان الوالي كان له رأي واضح في اتفاقية الدوحة وأكد في اكثر من منبر ترحيبه بها رغم تحفظه في فترة من فترات التفاوض علي العديد من البنود ، ويؤكد القيادي ان التحفظ انتهي بالتوقيع علي الاتفاقية، مطالبا بان تجد ملاحظات الوالي اهتماما من قبل المركز والسلطة. تخوفات الوالي كبر من تغول السلطة الاقليمية الانتقالية علي صلاحياته كوال حسبما تردد، هذه التخوفات كانت من الاشياء اللافتة لعدد من الاتفاقيات التي وقعتها الحكومة مع الحركات المسلحة فابوجا واتفاق سلام الشرق قوبلتا بعقبات اعتبرها مراقبون انها من ولاة الولايات الذين اظهروا من خلال العديد من المواقف عدم تعاون مع موقعي الاتفاقيات من الحركات ، فهل هذا يعني ان اتفاقية الدوحة ستخصم من صلاحيات الوالي كبر ، يجيب الناطق الرسمي لحركة التحرير والعدالة أحمد فضل بالنفي ، ويشدد في حديث هاتفي مع «الصحافة » علي عدم وجود تقا?عات في الصلاحيات بين ولايات دارفور والسلطة الاقليمية، ويشير الي ان الاتفاقية جاءت شاملة في تحديد الاختصاصات بين الاطراف المختلفة، مؤكدا ان السلطة تعرف حدودها وصلاحياتها. ويقرأ المحلل السياسي عبد الله ادم خاطر فتور استقبال الوفد بشمال دارفور علي عكس ماحدث بغرب وجنوب الاقليم من زاوية مختلفة، ويشير في حديث ل «الصحافة» الي ان الوالي كبر ربما اراد ارسال رسالة مفادها انه والكثير من مناصريه يرون انه يمتلك خبرات كبيرة في كيفية فض المنازعات وانه يتمتع بخبرات كبيرة عن قضايا الاقليم، وانه يجب ان يحظي بالاحترام خلال المرحلة المقبلة التي ستشهد تنزيل اتفاقية الدوحة علي ارض الواقع، ويشير خاطر الي ان الرسالة معناها ايضا اذا لم يحظ كبر بوضعيته الطبيعية ستواجه السلطة صعوبات في مشوارها القا?م ،غير ان خاطر اشار الي ان آليات دارفورية كثيرة وحادبين سيعملون علي ازالة اي حواجز بين السيسي وكبر ، واكد ان كبر من مؤيدي اتفاقية الدوحة، وطالب باستصحاب اراء والي شمال دارفور في تنفيذ الاتفاقية. مراقبون يتحدثون عن ان رئيس السلطة الاقليمية د.التجاني السيسي سيكون مجابها بالعديد من العقبات المركزية والولائية ، مشيرين الي انه مطالب بمد جسور التعامل مع الولاة الثلاثة خاصة والي شمال دارفور الذي يعتبرونه صاحب تجربة كبيرة في الاقليم ،عطفا علي اجادته اداء ادوار ابعاد واقصاء من يهدد سلطته وصلاحيات بحرفية ودهاء سياسي كبيرين ، مشيرين الي ان مني اركو مناوي وقائمة طويلة من الاسلاميين منهم خليل ابراهيم ،ابراهيم سليمان ،جبريل عبد الله والتجاني حاج موسي وغيرهم من قيادات ورموز من ضحايا الوالي محمد يوسف كبر الذي نج? في ازاحتهم عن طريقه لينفرد بالقرار والسلطة في شمال دارفور .