معاناة تتكرر بشكل يومي وقد تكون على مدار الساعة ، اشخاص يموتون بسبب عدم قدرتهم على شراء عقار يمكن ان يكون سعره لايتجاوز الجنيهين ولكن بفعل فاعل ولاسباب غير معلومة يصل الى العشرة جنيهات ، وفي كل مرة تصدرفيها قرارات لمنع التلاعب بصحة الناس وعافيتهم ولكن النتائج دائما تأتي لصالح اصحاب النفوس الضعيفة الذين باتت الادوية تجارة رابحة تدر عليهم اموالا طائلة ، فهل يدل ذلك على عدم قدرة السلطات على ضبط سوق الدواء؟ ولماذا يتم التعامل مع الدواء وكأنه سلعة استهلاكية عادية ؟ واين تلك القوانين الرادعة التي تتحدث عنها الد?لة ؟ و الى متى يتحمل اعباءها المواطن بدلا من الدولة ؟ ويبدو ان هنالك شبكات تخصصت بالفعل في احتكار الادوية ولكن الى الآن لا أثر لوقوعها في ايدي السلطات . في الوقت الذي بلغت فيه زيادة الاسعار 25% . فأسعار الادوية من داخل الشركات العاملة في هذا المجال تشهد ارتفاعا غير مسبوق ، فضلا عن ان الادوية المنقذه للحياة والمستخدمة بشكل ثابت في المستشفيات زادت بشكل مخيف وفقا لما ماقالته مصادر (الصحافة ) من داخل هذه الشركات حيث وصل سعر المحاليل الوريدية 3.5 جنيه وكان في السابق لايتجاوز 1700 جنيه ، فيما زاد سعر محلول الفلاجيل من 4.5 جنيه الى 7.5 جنيه ، ووصل عقار( الارثوميتر) المستخدم في علاج الملاريا الى 15 جنيها من 7 جنيهات في السابق وكذلك المضادات الحيوية التي تشهد زيادة طفيفة بحسب ماذكرته مصادرنا . هذه الاسعار?خرجت من اهل البيت الشركات المستوردة للدواء ولكن هنالك رحلة دوران طويلة الى ان يصل الدواء الى المرضى مايعني وجود مايعرف (بالسماسرة ) في سوق الدواء . تجولنا في صيدليات الخرطوم كنا جزء من حياة بعض الناس للحظات في محاولة لتلمس الواقع الذي تدير عنه الجهات المسئولة ظهرها وفقا لحديث الصيادلة والمواطنين قصدنا ألا تنحصر جولتنا على الصيدليات الكبرى وانما وصلنا الى تلك التي لايكاد ان ينتبه المارة الى وجودها بين الاحياء الداخلية ، دخلناها سائلين عن الدواء وعن اسعاره وعن حال المواطن الذي تلسعه نيران الغلاء من كل الاتجاهات ولايفتأ ان يقاومها ، فحتي عافيته باتت رهن الجشع الذي سيطر على الاسواق مؤخرا . فنسبة الزيادة العامة في الادوية وصلت الى 25% بحسب ماذكرته احصاءات ?ركات الدواء التي تحدثنا اليها . فحديث اصحاب الصيدليات عن ارتفاع اسعار الادوية سببه عدة قنوات متشابكة لاتقف عند الشركات فقط انما هنالك اشخاص يحتكرون بعض الادوية وتصبح نادرة في السوق ومن ثم يتحكمون في اسعارها ، فغياب الرقابة الحاسمة يترك مجالاً لامثال هؤلاء ليتحكموا في السوق دون ادنى مراعاة الى ان هذا الامر يتعلق بحياة الناس وينظرون الى الارباح التي سيخرجون بها من هكذا مضاربات ، وحذر اصحاب الصيدليات من ان اصحاب الامراض المزمنة هم اكثر المتضررين من ارتفاع اسعار الدواء . فالمصابون بامراض السكر والكلى والضغط والقلب وماتبقى من سلسلة الامراض التي تلي الشخص الى حين وفاته اكثر المكتويين ، هم فقط من تحرقه وطأة الجمرة ، وقد عبرت ليلى الطاهر وجدناها خارجة من احدى الصيدليات الكبرى وتفاصيل وجهها لاتسر ، سألناها عن الادوية التي بيدها ان كانت قد زادت عن السابق وما ان اكملنا حديثنا اليها انفجرت وهي تقول لنا لولا انني رأيت الديباجات على صناديق الادوية لقلت ان صاحب هذه الصيدلية لص محترف فهذا الدواء قد اخذته منذ شهر ولكن الآن اختلف سعره مايقارب الضعف وهكذا مضت بغضبها دون ان تزيد إلا أننا ?كتفي بماقالته . حرصنا عند دخولنا الى الصيدليات على الانتباه الى الديباجات ان كانت موضوعة على صناديق الادوية ام لا ، مالاحظناه ان الصيدليات الكبرى والتي تتوجه اليها الانظار تلتزم بهذا الامرتماما وذلك عندما دخلنا احداها وطلبنا اقراص (البندول ) اخذنا نقلبها يمينا وشمالا وجدنا ان السعر قد كتب عليها بالفعل وكان 7 جنيهات ، طلبنا مضادات حيوية كان سعرها يصل الى 13 جنيها هذا ما عرفناه من خلال ما كتب على العلبة من الخارج ، ومالفت انتباهنا ان تلك الصيدليات الصغيرة التي تقع في زوايا شبه نائية لاتضع الاسعار على علب الدواء ،واثناء تواج?نا في احداها دخل مواطن سأل عن اسم صيدلي معين اجابه الصيدلي الموجود انه خرج وسيعود حينها قال المواطن انا اريد دواء قالوا لن اجده الا عنده ، خرجنا وتركناه ينتظر ذلك الشخص الذي لديه عقار لايوجد عند سواه فكم مثله يستخدمون ذات الاساليب ؟ هل كلفت الجهات ذات الصلة نفسها بالتقصي عن امثال هؤلاء من المتلاعبين بأرواح البشر؟ وما لا يمكن تجاوزه ان السوق عرف مندوبات المبيعات في كل السلع الا انه يرى ان مندوبات مبيعات الادوية ماهي الاوسيلة لجني المزيد من الاموال فهل هي خدمة فعلا ام انها مصدر لزيادة الربح ؟