اطال الله عمرها ومتعها صحة وعافية.. اختى ارجو السماح لي بمشاركتك عمودك في هذ الموضوع نظراً لكبر قائله شخصاً وموضوعاً.. مع تحياتي الجواطة: ٭ طالعتنا الصحف، في ايام مضت، مقولة الاستاذ الدكتور ابراهيم احمد عمر..(جطناها) والجواطة، ان صح التعبير كلمة سودانية بحتة إذ لم يقدر على سماعها في أي دولة عربية وهى تعني الخروج المبالغ فيه او الاحادة الكاملة عن المسلك المطلوب في مجال معين. ولا اذكر ان تلك العبارة قد طرقت اذني قريباً حتى جاءتنا داوية من أحد عمدنا المرموقين وبالنظر الى أهمية قائلها وموقعه المتميز فإن وقع الكلمة كان كبيراً.. ومؤلماً.. ومثيراً للدهشة. ومثار ذلك أن الحدث الجلل يعقبه عادة ردود فعل تتناسب مع جسامة الحدث بالنظر الى أهمية القائل وخطورة الموقع.. فالمجال الذي يعمل فيه قائل العبارة أهميته لا تح?اج الى توضيح أو بيان ومع ذلك مرت الايام.. بل اسابيع.. ولم تظهر في الافق أية ردود فعل أياً كانت.. ومن اجل ذلك كانت الدهشة في مرات سابقة، رأينا وسمعنا عن مسؤولين عالميين يغادرون مواقعهم بسبب هنات تابعيهم. من ذلك استقالة وزير المواصلات البريطاني لمجرد وقوع تصادم بين قطارين في نفق.. والامثلة متعددة.. فالوزير لم يكتف بالاعتراف بالتقصير وإنما أوقع على نفسه الجزاء وامتصت استقالته الغبن الذي كان يمكن ان يطيح بحكومته. ومقولة الاستاذ ابراهيم، في رأيي كانت تتطلب التحرك من ناحيتين في وقت واحد، اول الاتجاهين كان ينبغي على القائل ان يعطينا تفصيلاً كاملاً لما حدثت جواطته وذلك حتى تتاح الفرصة لمساءلة عادلة ان كان لها مقتضى وحسب علمي هذا لم يحدث، على الاقل ظاهراً وثاني الامرين، كنا نتوقع تحرك المؤسسات البرلمانية بالاقل استدعاؤها صاحب المقولة لتتبين منه امر الجواطة أمام من إخترناهم ورضيناهم نواباً لنا وحراساً على مصالحنا خاصها قبل عامها وذلك لمعرفة حدود الجواطة وابعادها.. وعما اذا كانت قد استفحلت وربت أم انها ما زالت في مهدها وذ?ك لايجاد السبل تداركاً لعواقبها قبل استشرائها. فالمقولة جد خطيرة.. فهى ليست مجرد ناقوس يدق لافتاً الانتباه للخطر.. وإنما هى بمثابة دوي نحاس يقرع فتسمعه حتى الآذان الصماء نظرا لكبر قائلها شخصاً وموقعاً. أ.د. محمد الشيخ عمر