٭ بدأ بابكر صديق برنامجه منذ فترة طويلة عندما كانت (الاستضافة) فيه فردية وكان يستقبل كل المواهب في مختلف المجالات قبل ان يتفرغ للغناء فقط و(يسلِّم) المجتمع كمية مهولة من الفنانين والفنانات. ٭ كانت (الفكرة الأولى) للبرنامج جميلة وجاذبة فتحت آفاقاً مختلفة سعت لبابكر الذي استصحب كل خبرته في الفن والادب والثقافة والرسم وضمنها البرنامج والفكرة حيث استمتع المشاهد بأنامل ترسم وتلون وتعبر وتقدم الكثير من المشاهدات الطبيعية والخيالية بلونيات جديدة لمشاهد (مغاير) ل( أصوات) تحاول ان (تثبت) وجودها من خلال برنامج بابكر ال(لايف). ٭ مرت السنوات وزاد عدد (الزائرين) لبرنامج (أصوات وأنامل) وتوسعت قاعدته وكثر معجبوه فجاءت (نجوم الغد) الذي تنوع اداء الشباب فيه فالكل يحاول ان يلتحق بقطار البرنامج الذي استعان بابكر فيه بخبراء الفن والموسيقى فجاء رائع الاخراج والاداء والتنوع، ونالت فهيمة صاحبة الصوت المتفرد حب الجميع كما خطف شول منوت الاضواء ومالت القلوب مع اديب في اغاني الحقيبة. ٭ اجتهد بابكر صديق في اضفاء اللمسات الجمالية للبرنامج كأحد أهم البرامج التي تقدم ( إجازة) مباشرة ( ان جاز القول) للأصوات في دورها ( نصف النهائي) اما النصوص فهى معروفة وقد اطربنا بها اصحابها الاصليون بقى النصف الآخر والذي يكمله الجمهور الذي يعطي صوته لمطربه الذي يجب ان يكون (نجم الغد) الواعد.. ٭ برع شول منوت القادم من مناطق التماس والحامل (لجينات) الدينكا والمسيرية، القبيلتان اللتان قدمتا مثلاً رائعاً في التعايش السلمي منذ قديم الزمان الى ان جاءت المشكلة (المعروفة) في عهد (دولة الإنقاذ). ٭ قدّم منوت الأغاني ب(لكْنَه) مزدوجة أعطت الاغنية جمالاً على جمالها ومنحت المستمع طرباً من (نوع خاص) فأنا شخصياً أعجبني صوت منوت وكم اتمنى ان يقدم لنا البرنامج (منوتاً) آخر من ولاية اخرى تجتهد كاميرا البرنامج في إبراز مقدرته الغنائية وانسياب حنجرته ان (جاز القول). ٭ على شاكلة (نجوم الغد) طالعتنا قناة الشروق بطلة (خالد حسن) الذي شاهدناه على شاشة ال(ام.بي.سي) مع فريقه الذي منحه السودان والدعم والمؤازرة فجاء يتأبط (الفوز) لبلده السودان وتلقفته قناة الشروق ليقدم برنامج ( سباق المبدعين) الذي لا يختلف في المضمون عن نجوم الغد فالكل يغني والفائز يكسب والمشاهد يتابع واللجنة لها ( القول الفصل) اذاً البرنامج (نسخة مكررة) من نجوم الغد مع اختلاف في بعض النقاط واتفاق في (الإطار العام) و(أهو كلو غُنا) ليخرج المتسابق فناناً في مجتمع أصبح الفنانون فيه أكثر من المستمعين! ٭ تكرار (الفكرة) في البرامج التي تبثها القنوات السودانية يأخذ المشاهد الى (ملل) مقنن ويباعد بينه وبين الشاشة مما يجعله (يدور) بالريموت كونترول لقنوات أخرى تحمل الجديد والمفيد والفريد والممتع فتكون (مخاصمة) الشاشة (أمراً) لا (اختياراً) وفق تسلسل البرنامج الموجود أمام المشاهد والذي يقوده تلقائياً (للخاتمة) سالفة الذكر. ٭ كم أتمنى أن (تتحلل) البرامج في القنوات المختلفة من (التكرار الممل) والتشابه الذي يقودها للخلف ولا يأتي بجديد للمشاهد ولا يشكل اضافة نوعية للبرامج المطروحة فالجديد على الشاشة يفرض وجوده و(يدوم) ويجد القبول والتجاوب والإشادة من المشاهد الذي سيثبت عيناه على الشاشة السودانية ويدعمها. همسة: بوجودك.. سيدتي أنام على أرصفة الأمان.. وارتوي من كأس السكينة.. جرعة تلو أخرى.. أركض خلف الدفء.. وأنام على وسائد الحنان..