فتحت بعض قوى المعارضة بالداخل النار على وليد الجبهة الثورية الجديد الذي تمخض عن اتفاق حركات العدل والمساواة وحركة تحرير السودان جناح مناوي وحركة تحرير السودان جناح عبد الواحد محمد نور، والحركة الشعبية لتحرير السودان قطاع الشمال، واعتبرته ذراعا لانفاذ المخططات الصهيوامريكية التي تهدف لزعزعة الامن والاستقرار بالبلاد واتهمت التحالف الجديد باستغلال شعارات الهامش لدعم قضيته ضد النظام ورفضت المعارضة الاشتراك في اسقاط النظام عبر المزاوجة بين قوى الانتفاضة والعمل الثوري المسلح على خلفية الدعوة التي وجهتها الجبهة?للقوى السودانية برفض طريق التسويات الجزئية واعتماد منظور شامل لتغيير مركز السلطة في الخرطوم الذي شن الحروب غربا وشرقا وشمالا وجنوبا وإعادة هيكلة السلطة لمصلحة السودانيين جميعا بلا إستثناء . وفي الوقت الذي اجمعت فيه قوى المعارضة على مشروعية مطالب الجبهة الثورية الا ان بعضها اعتبر روشتة زحف الاطراف المسلحة الى مركز الحكم فى الخرطوم، ستقود الى النموذج الرواندى و البوروندى بين قبيلتى الهوتو والتوتسى وان الثورة التي بدأت مسلحة في بعض أطراف السودان، في حال وصلت المركز ستؤدي لتشظي البلاد وان خيار الانتفاضة المستلهم لثقافة الانتفاضة العربية المعاصرة لاسقاط النظام يمكن ان تنتج نموذجا عنيفا كما يحدث فى سوريا او اليمن دون ان يكون فى سلالة ثورتى اكتوبر و ابريل فى السودان، كما جاء على لسان رئيس حزب الامة?القومي الصادق المهدي وهو الحزب الوحيد الذي اتخذ موقفا معارضا من اسقاط النظام في اجتماع قوى الاجماع الوطني في السادس والعشرين من ديسمبر من العام الماضي وهو الموقف الذي اجمعت عليه تلك القوى منذ ذلك الوقت حسب القيادي بالمؤتمر الشعبي كمال عمر الذي اضاف بان موقف الجبهة الثورية معطوف على موقف القوى السياسية وان حيثيات اسقاط النظام متفق عليها بين القوى السياسية باختلاف آيديولوجياتها واعتبر عمر ان قرار الاسقاط في معظمه متفق عليه وانما الاختلاف في الوسائل والآليات واوضح ان وسائل المعارضة الداخلية تتمثل في الاضراب?ت والاحتجاجات والخروج للشارع والاعتصامات رغم ترسانة القوانين الشاذة التي لاتسمح بتلك الحقوق المكفولة دستوريا، واكد عمر في حديثه (للصحافة) ان الحكومة دفعت الحركات المنضوية تحت لواء التحالف العسكري الجديد الى حمل السلاح بسبب سد الافق السياسي امام الحوار مشيرا الى ان المعارضة ليس امامها سوى الاعتصام بمجموعة القيم والآليات واسلوب العمل الجماهيري لاسقاط النظام مضيفا (البصل اول يحترم الثاني )،الا ان عمر رأى بان اسقاط النظام بالوسائل العسكرية يفتح ابواب جهنم على البلاد وسيقودها الى مزيد من التمزيق قبل ان يحمل ال?كومة مسئولية نتائج التحالفات العسكرية التي نشأت لسوء سلوكها. وقال القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي علي السيد ان المصائب جمعت المصابين في كاودا مشيرا الى ان الحكومة دفعتهم دفعا لحمل السلاح لعدم ايفائها بتعهداتها في الاتفاقيات المبرمة وعن موقف الاتحادي من التحالف الجديد قال السيد خلال اتصال بالهاتف (للصحافة) نفضل استرداد الديمقراطية التي ضيعتها الانقاذ عندما لم تلتزم بنيفاشا وعندما زورت الانتخابات ومنعت التداول السلمي للسلطة وعندما تملصت من اتفاق اديس ابابا الذي وقعه مستشار رئيس الجمهورية نافع علي نافع مع الحركة الشعبية قطاع الشمال غير ان السيد ابدى خشيته من ان ي?ود التحالف الجديد الى تقسيم السودان وتمزق البلاد مطالبا الجبهة بالعمل مع القوى السياسية لاستعادة الديمقراطية بالتي هي احسن عن طريق العصيان المدني والوسائل السلمية المتحدث باسم حزب الامة القومي ياسر جلال اقر بمشروعية القضايا التي حمل من اجلها التحالف الجديد السلاح وقال رغم تاييدنا للمطالب العادلة الا أننا ندعو الى نبذ العنف والجلوس الى طاولة الحوار لايجاد ارضية مشتركة للمحافظة على ماتبقى من الوطن واكد جلال ان حزب الامة لايخشى قوى الهامش وقال (للصحافة) ان ثورة الهامش تحتاج الى تعريف شامل واضاف ان حزب الامة له مجاميع وطنية في الشمال والشرق والغرب والجنوب وله عمق سياسي وعمل بايجابية في قضايا الهامش اكثر من القوى السياسية الاخرى. ووصف الحديث عن خوف الحزب من التغيير ?لقادم من الاطراف بغير المنضبط وقال انه ياتي في سياق تصفية الحسابات معتبرا ان موقف حزبه وطني ومسئول تجاه قضايا الاطراف فيما استخف امين سر حزب البعث العربي الاشتراكي قطر السودان علي الريح السنهوري بقوة التحالف ووصفه بالضعيف مشيرا الى انه يعتمد على القوى الصهيوامريكية في انفاذ مهامه التي ليس لها علاقة بمصالح الشعب السوداني موضحا انهم كقوى سياسية يعتمدون العمل السلمي الديمقراطي لتحقيق مطالبهم السياسية مؤكدا رفضه التام للاشتراك في اي تغيير للنظام عبر العمل المسلح الذي قال انه يدخل البلاد في دوامة عدم الاستقرار ودعا السنهوري الحكومة لاقامة علاقات جيدة مع جيرانها الافارقة لاسيما دولة الجنوب لقطع الطريق امام الحركات المسلحة التي ?ال انها تستخدم شعارات الهامش لخدمة قضيتها ضد النظام وحسب مراقبين تحدثوا للصحافة فان ثمة حواجز تمنع الاتفاق بين المعارضة الشمالية القومية وحركات الفصائل العسكرية مشيرين الى ان ضعف احزاب المعارضة التقليدية وانعدام الثقة في فعاليتها والجمود السياسي بشكل عام وفر مناخا ملائما لصعود القوى الجديدة وغير قواعد اللعبة السياسية في السودان في وقت لم يستبعدوا بروز قوى جديدة تملك المبادرة على انقاض النادي السياسي القديم لاسيما وان التحالفات الجديدة تعتبر ان الازمة السودانية بدأت ماقبل الاستقلال نتيجة تراكمات فشل تسبب فيها الساسة السودانيون وهم بذلك لايستثنون القوى الم?ارضة والنظام الحاكم وان تلك القوى تؤيد تغيير النموذج بأكمله بينما القوى القديمة تريد ان تغير النظام الحاكم فقط ، ورهن المحلل السياسي والاكاديمي بروفسير الطيب زين العابدين الاتفاق بين المعارضة القومية وتحالف كادودا بتغيير اتجاهات الاخير وتكويناته والخضوع لاجندة قومية والتحول لحركات سياسية قومية ،وقال زين العابدين ان القوى الشمالية لن تتحالف مع حركات مسلحة تتحرك بدوافع عرقية واقليمية موضحا ان التحالف يتحرك في دوائر اقليمية ضيقة فالحركة الشعبية تتحرك في جنوب كردفان والنيل الازرق بينما حركات دارفور مصنفة ?رقيا وقبليا بين الزغاوة والفور،اما المحلل السياسي محمد التعايشي فقد اكد ان البون شاسع بين التحالف والمعارضة بالداخل وقال التعايشي ان كانت قوى المعارضة القديمة تعتقد ان لها مشكلة مع النظام الانقلابي منذ 1989 فان التحالفات الجديدة تعتبر ان الازمة السودانية بدأت ماقبل الاستقلال نتيجة تراكمات فشل تسبب فيها الساسة السودانيينون واضاف هم بذلك لايستثنون القوى المعارضة والنظام الحاكم ولفت التعايشي الى انه لابد من وضع هذا في الاعتبار حينما نريد ان نتفهم موقف الاحزاب السياسية من تحالف كاودا والعكس واضاف ان الق?ى القديمة تريد ان تغير النظام الحاكم والقوى الجديدة تريد ان تغير النموذج مضيفا بان الفرق واضح وضوح الشمس في كبد السماء وزاد احزاب المعارضة استحيت من ان تحدد موقفا سلبيا من تحالف كاودا مشيرا الى ان بعض القوى الاخرى تعودت على عدم الاستحياء فاعلنت مواقفها منذ البداية واعتبر التعايشي ان المعارضة تملك عدة اشكال تتراوح بين شكل قديم ويمثله حزب الامة والاتحادي الديمقراطي والقوميين العرب وبعض الشئ الحزب الشيوعي ومعارضة جديدة جاءت نتيجة لتغييرات حدثت في التجربة السياسية السودانية وهي تغييرات جوهرية كما وصفها ا?تعايشي اجتماعية وسياسية ، ووصف منطق القوى السياسية الرافض لحمل السلاح لاسقاط النظام بحجة الخوف على تقسيم السودان بالمكرور وغير المقبول وقال ان الهيمنة المركزية الثقافية والاقتصادية والسياسية هي التي قادت لانفصال الجنوب واشعلت الحروب في شرق السودان والنيل الأزرق وجنوب كردفان .