على امتداد تاريخ السودان القديم والحديث استضافت ربوع البلاد بكل حب العديد من الجاليات الاجنبية التى انصهر بعضها فى الحياة الاجتماعية بداية بالاتراك والاغاريق والانجليز و الارمن وانتهاء بالاجيال الحديثة من الوافدين من افريقيا واسيا والذين لاتخلو منهم شوارع وبيوت المدن الكبيرة ولاتذكر الجاليات الاجنبية فى السودان الا وقفزت فى الخاطر اقدم الجاليات واكثرها انتشارا الجالية الهندية التى انطلقت من امدرمان الى الكثير من الولايات فى مدينة كوستى تعيش حاليا اخر اسرة هندية فى حى المرابيع.... « الصحافة » التقت تبجوس براوين شاندرا احد افراد عائلة كامانى والذى قال ان جده الاكبر « بوب تلال » حل بمدينة كوستى نحو عام 1925 ولم تكن المدينة العريقة يومها فى ذات موقعها الراهن، واضاف بان ثمة علاقة وثيقة بين الهنود والتجارة منذ القدم ويتميزون بعقلية تجارية رابحة، وعن اعداد الهنود التى كانت با?مدينة يقول تيجوس كانت كبيرة واسس الهنود مدرستهم الخاصة فى كوستى ولكن ظروف الحياة اجبرت البعض العودة للهند، ويؤكد ان اسرته الصغيرة المكون من ثلاثة اطفال وجدتهم وزوجته فى حالة تواصل اجتماعى مستمر مع جيرانهم السودانيين فى المناسبات الاجتماعية، ويعمل تيجوس فى تجارة الاقمشة وله محل شهير فى سوق كوستى الكبير يقصده الكثير من الزبائن لشراء الاقمشة والحبال الهندية، ويقوم تيجوسى بتوفير الماء لعابرى الطريق ورغيف الخبز المحشو بالفول للجوعى من الفقراء الذين يرتادون السوق، ويؤمن تيجوس بحكمة هندية تقول « اعطى يعطيك الل? »، ويكشف رجل يدعى الصادق المدنى تربطه علاقة صداقة قوية مع الاسرة ان تيجوس تكفل هذا العام بنفقات حج احد العاملين معه بالمحل وقد تناقصت اعداد الاسرة الهندية بمدينة كوستى من 25 أسرة لاسرة واحدة ، ومن الحكايات التى تروى عن ارتباط الهنود بكوستى ان احد كبار التجار الهنود الذين كانوا فى المدينة والذى توفى فى الهند اوصى بحرقه فى كوستى وفقا للطقوس الجنائزية الهندية ونفذت وصيته بالفعل .