اعترضت المندوبة الاميركية بمجلس الامن، سوزان رايس، بشدة على طلب السودان بالمشاركة في جلسة المجلس امس حول تقرير بعثة «يونميس» حول تطورات الاوضاع بجنوب السودان، باعتبار ان الجلسة خاصة بدولة مستقلة وهي الجنوب الامر الذي ادى الى تأخير الجلسة لفترة طويلة بعد اجراء مشاورات مغلقة. وبحسب بعثة السودان في نيويورك، فإن مجلس الأمن الدولي عقد جلسة إستعرض فيها تقرير بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في جمهورية جنوب السودان UNMISS عن تطورات الوضع في الدولة الجديدة، ووفقا لاجراءات المجلس، فقد طلبت بعثة السودان الدائمة المشاركة في الجلسة الا أن المندوبة الأميركية إعترضت بشدة بدعوى أن البند يتعلق بدولة أخرى مستقلة وهي جنوب السودان، وإثر تحرك البعثة السودانية مع رئيس وأعضاء المجلس تمسكت الدول الصديقة بضرورة مشاركة السودان باعتبار أن المداولات ستتطرق لا محالة إلى التطورات الأخيرة بين السودان وجنوب ?لسودان، وبلغ الأمر أن عقد المجلس جلسة مشاورات مغلقة إستمرت لأكثر من ساعة حول المسألة الإجرائية المتعلقة بالمشاركة في الجلسة، ورغم معارضة واشنطن إلا أن العديد من الدول الأخرى بما في ذلك دول أوروبية مثل فرنسا والبرتغال أكدت أحقية السودان في المشاركة في الجلسة، وحينها رضخ الوفد الأميركي لرأي الأغلبية فوافق مُضطراً. وأكد مندوب السودان دفع الله الحاج، إلتزام السودان بالعملية السلمية والتفاوض للتوصل لحل سلمي حول القضايا التي تشكل موضع خلاف بين السودان وجنوب السودان. وشدد المندوب على ان أية دعاوى بأن حكومة السودان تعمل على تنشيط عمل عسكري ضد جنوب السودان لإحتلاله لا تستقيم عقلاً «لأننا نحن الذين منحنا حكومة الجنوب إستقلالاً منظماً وحراً». وقال دفع الله ان حكومة الجنوب لا تزال تدعم المتمردين والحركات المسلحة، ورعت إجتماعين في مدينتي ياي وجوبا كان نتاجهما إنشاء ما يعرف بالجبهة الثورية السودانية وهدفها المعلن هو إسقاط الحكومة السودانية بالعمل العسكري. واستدل دفع الله بمعلومات تلقاها من السلطات المختصة ومصدرها نقيب منشق عن الجيش الشعبي. ورد مندوب السودان على وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام هيرفي لادسو الذي اتهم السودان بقصف معسكر اييدا للاجئين، قائلا ان المعسكر موجود في منطقة بحيرة أبيض وهذه البحيرة طرفها في شمال السودان وطرفها الآخر في جنوب السودان، والمعسكر موجود في الطرف الذي يقع في شمال السودان بولاية جنوب كردفان، وهو ليس معسكرا للاجئين البتة، وطالب لادسو بأن يكون دقيقاً في إستخداماته للمفردات لأن المعسكر ليس معسكر لاجئين وإنما معسكر للفرقة التاسعة للجيش الشعبي. وانتقد دفع الله اتهام المندوبة الأمريكية له بالكذب، وأكد أن السودان ?م يمارس ولم يقم بأي عمل عسكري داخل أراضي حكومة الجنوب، محذرا أن السودان سيحتفظ بحقه كاملاً في الدفاع عن النفس حتى ولو إستخدم أي نوع من أنواع العمل العسكري داخل أراضيه.