بالتزامن مع زيارة للرئيس اليوغندي يوري موسيفني الى اسرائيل، يبدأ رئيس وزراء كينيا رايلا اودينجا زيارة مماثلة، حيث أعلن امس عبر وسائل اعلام اسرائيلية أنه جاء الى تل ابيب طلباً للمساعدة،والحصول على وسائل قتالية، وتدريب وحدة من افراد الجيش الكيني لمكافحة ما أسماه بالإرهاب المتشدد الذي يهدد بلاده، بحسب وصفه. ونقلت صحيفة «يديعوت احرنوت» الاسرائيلية امس، بأن رئيس الوزراء الكيني أعلن رسميا أن بلاده طلبت من إسرائيل التدخل ومساعدتها في التصدي للهجمات المسلحة التي تنفذها عناصر تابعة لتنظيم القاعدة ضد قوات الأمن الك?نية العاملة في الصومال، خاصة بعد تهديدات بنقل عملياتها إلى العاصمة الكينية نيروبي. وذكرت الصحيفة أن أودينجا التقى الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، فيما أكد ايلا اودينجا أن بلاده ستوقع الأسبوع المقبل اتفاقا للتعاون في مجال الأمن الداخلي مع إسرائيل ، وكأن التنسيق لم يكن استراتيجياً فقط بل تعداه الى جانب الدعم المعنوي، فمن المقرر ان يبدأ ايلا أودينجا زيارة لمؤسسة «ياد فاشيم» الإسرائيلية والتي تقع على جبل هرتسل في الجزء الغربي من مدينة القدسالمحتلة تخليداً لمذبحة اليهود ?الهولوكوست». ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية ان اجتماع أودينجا بنتنياهو يأتي ضمن المساعي الإسرائيلية لتوطيد العلاقات مع دول القارة الأفريقية. ويبدو أن المسعي الاسرائيلي يمضي وفق ماهو مخطط له بتهافت الزعماء الافارقة نحو اسرائيل، حيث التقي موسيفيني برئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو مطلع الاسبوع الحالي، وتم خلال اللقاء مناقشة التحديات السياسية والطرق لدفع التعاون بين البلدين . وبدا أن الزيارة موسفيني لاسرائيل تأتي لأسباب عسكرية فقد أكدت وزارة الخارجية اليوغندية عدم علمها بزيارة موسفيني الى تل ابيب، وقال متحدث باسم الوزارة ل?حيفة « ديلي مونتر « اليوغندية امس إن الخارجية لا تمتلك أدنى علم بالزيارة . وبدا أن تلك الزيارة آتت أُكلها سريعاً وكما ورد في مواقع صحفية أن يوغندا حددت مواقع داخل جنوب السودان تقع بالقرب من دارفور لاستخدامها منصات لطائرات مروحيات الجيش اليوغندي تمهيداً لتفعيل نشاط حركات دارفور المتمردة انطلاقاً من الجنوب. وبالتالي تحديد مناطق ملائمة يمكن أن تستخدمها مروحيات النقل التابعة لسلاح الجو بهدف انزال قوات مظلية بالقرب من أهداف ومناطق حيوية واستراتيجية في دارفور، لضمان استمرارية الاشتباك عندما تتوقف القوات المتحركة بسبب حلول الليل أو عندما يتطلب الوضع ذلك. وكانت مصادر قد كشفت للمركز السوداني للخدمات الصحفية في وقت سابق، عن قيام الجيش اليوغندى بارسال «3» ضباط من سلاح الجو أحدهم برتبة مقدم واثنين برتبة النقيب مهمتهم استكمال وجمع المعلومات الاستخباراتية. وشدد المصدر على أن اسرائيل تقف من وراء المخطط العسكرى اليوغندى بالدعم اللوجستى والفني، في محاولة جديدة لإشعال الصراع فى دارفور عبر الجنوب ويوغندا من خلال توفير ميزات عسكرية تمنح التفوق العسكري لحركات دارفور المتمردة. وبطبيعة الحال، لا يبدو السودان بعيداً عن دائرة هذا التنسيق والتقارب، بين يوغندا واسرائيل، ففي وقت سابق، اتهم النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه، الرئيس اليوغندي يوري موسفيني بالسعي لتغيير النظام في الخرطوم، وذلك لضمان وقف الزحف العربي الاسلامي بعد انفصال الجنوب، في الوقت الذي يدّعي فيه بأنه يريد ايقاف الصراع بين المسلمين والمسيحيين. وربما يأتي حديث النائب، متسقاً مع اعترافات منشورة للرئيس السابق للمخابرات العسكرية الصهيونية «عاموس يادلين» خلال تسليمه لمهام منصبه لخليفته، بدور «إسرائيل» الكبير في مساعد? الحركات الانفصالية بجنوب السودان، قائلاً «لقد أنجزنا خلال الأربع سنوات ونصف الماضية كل المهام التي أوكلت إلينا، واستكملنا العديد منها، والتي بدأها من سبقونا». وأضاف: «أنجزنا عملاً عظيمًا للغاية في السودان، نظمنا خط إيصال السلاح للقوى الانفصالية في جنوبه، ودربنا العديد منها، وقمنا أكثر من مرة بأعمال لوجستية لمساعدتهم، ونشرنا في الجنوب ودارفور شبكات رائعة قادرة على الاستمرار بالعمل إلى ما لا نهاية، ونشرف حاليًا على تنظيم «الحركة الشعبية» هناك، وشكلنا لهم جهازًا أمنيًّا استخباريًّا «. وحسب مصدر فضل عدم الكشف عن اسمه فإن السباق المحموم للدول الافريقية نحو اسرائيل مرده الى التنافس مع دولة جنوب السودان الوليدة التي لم تخف اسرائيل اهتمامها الكبير بها وبمواردها الاقتصادية ، اضافة الى انها تعتبر البوابة الجنوبية لدولة السودان ، وقال ذات المصدر ل« الصحافة » ان اسرائيل تسعى الى تقسيم السودان حتى تتمكن من اغلاق منفذ قوي لدعم المقاومة الفلسطينية، وهي السودان. عبر اغراق البلاد في صراعات داخلية ما سيسمح بالتغلغل المخابراتي الصهيوني إلى قلب الأراضي السودانية . وبهذا التقارب الاسرائيلي مع دول الجوار السوداني يجد السودان نفسه محاطاً على طول حدوده الجنوبية والجنوبية الغربية باسرائيل ذات الاطماع الاقتصادية والسياسية والامنية، ويذهب المراقبون الى نشاط «إسرائيل» في منطقة القرن الإفريقي وحوض النيل وهي الدول المجاورة للسودان، نتيجة مصالح أمنية وعسكرية وذلك من خلال صفقات بيع الأسلحة التي تدر مبالغ طائلة على الكيان الصهيوني، والتي تنعش خزينته السنوية بمليارات الدولارات ، إضافة الى تورط الكيان الصهيوني في صفقات بيع اسلحة الى دولة الجنوب لخلق توازنات عسكرية في علاقتها م? الشمال . .