ظاهرة انفجار أنابيب المياه داخل بعض مدن ولاية النيل الأبيض من الظواهر التى ظلت تتكرر قبيل فصل الشتاء، حيث لم تجد المعالجة الناجعة حتى الآن رغم أن أسبابها معروفة ولا تحتاج لكثير بحث، وفى مقدمتها قدم بعض شبكات المياه ووصولها لدرجة من التردى تستوجب التحرك العاجل من أجل إعادة تأهيلها حتى يقل منظر المياه التى تملأ الشوارع وتتسبب فى إعاقة تحركات المواطنين. جولة «الصحافة» فى بعض مدن ولاية النيل الأبيض كشفت عن استفحال الظاهرة فى مدن معينة وبصورة تؤكد عدم المتابعة بالصورة المطلوبة سواء من المسؤولين بالمحليات أو إدارة مياه الشرب، حيث تجد أحيانا أن هنالك تلفاً فى الشبكة وفى موقع قريب من مكاتب الهيئة أو بالأسواق التى من المؤكد أن العاملين بها يرون آثار التلف من خلال المياه المتدفقة، وحتى عملية الإصلاح تحتاج أحياناً لأيام للانتهاء منها. الكثير من المواطنين اشتكوا من البطء فى معالجة انفجارات شبكات المياه خاصة داخل الأحياء السكنية، حيث ذكر المواطن الطيب حسن أنه سبق أن بلغ مكتب البلاغات بالهيئة عن حالة انفجار بالحى الذى يسكن به، إلا أن الأمر احتاج لثلاثة أيام حتى يحضر العاملون لإصلاح الشبكة. أحد المواطنين قال إن البعض يضطر أحياناً للاتفاق مع مختصين فى إصلاح المواسير لمعالجة أى انفجار يحدث دون الرجوع لإدارة المياه حتى لا تمتلئ الشوارع بالمياه وتتدهور البيئة الصحية، وأن ذلك سببه ردة الفعل البطيئة للإدارة مع البلاغات التى تصلها من المواطنين. أما المواطن السر عمر «كوستى» فقال إن استمرار تدفق مياه الشبكات فى الشوراع وأحيانا لأيام أو لأسبوع يتسبب فى وجود برك كبيرة وسط المنازل، مما يوفر للبعوض بيئة ملائمة للتكاثر، وتتفشى بذلك الأمراض وفى مقدمتها الملاريا. إدارة الصحة فى عدد من المحليات اشتكت من ظاهرة البرك الناتجة عن المياه المتدفقة من شبكات المياه، لأنها تصبح مرتعاً للكثير من الحشرات التى تنقل أمراضاً خطيرة تكلف المواطن والدولة الكثير من الأموال للاستشفاءء منها، وأنها تكلف وزارة الصحة أموالاً طائلة تصرف على المبيدات والعمال من أجل القضاء على الحشرات فى أطوراها المختلفة، وقد ناشدوا إدارات المياه بالمحليات سرعة التعامل مع انفجارات المياه حتى تصبح بيئة المواطن صحية. فى الدويم يلاحظ أن معاناة المواطنين مع انفجارات المياه تتفاقم فى مثل هذه الأيام، وربما أكثر من السنوات الماضية بعد التحسن الذى حدث فى قوة تدفق المياه عبر الشبكة، وقد لوحظ أن الأحياء التى تغذيها شبكة مواسير قديمة تعانى أكثر من غيرها، بعد أن أصبحت ضعيفة ومليئة بالشوائب التى تؤدي للانفجار وبصورة متكررة وأحيانا كل أسبوع، وهناك شوارع ظلت المياه بها لفترة طويلة مثل الشارع الذى يقع شمال الجامع العتيق ونهاية شارع الراحل فاروق أبو زيد من الناحية الشمالية. ولا ينكر أحد أن هنالك جهوداً مبذولة من وزارة التخطيط من أجل الارتقاء بخدمة مياه الشرب، وقد وضح ذلك من خلال التحسن الملحوظ فى إمداد المياه ببعض مدن الولاية وبشهادة العديد من المواطنين الذين التقينا بهم، وقد سبق أن أعلن عن خطة لتغيير الشبكات القديمة حتى تقل انفجارات المياه بالشوارع، وقد سبق أن تم تغيير بعضها سواء بالدويم أو كوستى أوربك، إلا أنه مازالت هنالك حياء تعاني ضعف شبكة مياهها، وأنها فى حاجة ماسة لتغييرها. عموما فإن قضية انفجار شبكات المياه بأحياء مدن الولاية وحتى يتم تغيير الشبكات القديمة، تستوجب أن تتعامل معها إدارات مياه الشرب بالمحليات بصورة أفضل، وذلك بالتحرك السريع لإصلاح أي عطل يصيبها حتى يتم تفادي مسألة انتشار المياه لمسافات بعيدة، وتتحول إلى مياه راكدة بمرور الأيام، وتصبح أخطر مهدد لصحة المواطنين.