قال الإمام علي كرم الله وجهه: «أيها الناس انه لا يستغن الرجل وان كان ذا مال عن عشيرته ودفاعهم عنه بأيديهم وألسنتهم، وهم أعظم الناس حيطة من ورائه وألمهم لشعثه وأعطفهم عليه عند نازلة اذا نزلت به، ولسان الصدق يجعله الله للمرء في الناس خير له من المال يورثه غيره». من كتاب نهج البلاغة «1» حكومة الولاية الجديدة بالنظر الى التشكيل الوزاري «الخرطومي» للحكومة الجديدة، نلمس أن وضع المنصب السيادي قد أفتقد الى رونق الخيارات للموضوعية، والتي كانت في السابق تمثل الحذر الأمين لقومية المناصب السيادية في الدولة، وكيفية الاختيار دون الاعتبار والمراعاة للتقييمات العنصرية من التي كانت محجوبة «بحراسات» الكفاءة دون المحسوبية ومحفوظة ذاتياً ومؤسسياً دون الاصابة بعلل النقص المعرفي أو نقصان الخبرة والشلل الفني، والذي صار اليوم ماركة مسجلة وسمة يمكن أن تمر مجازاً عبر معينات «الدعم المادي» وفي العدم «اللوجستي السياسي».. ومن هنا يأتي ?لخوف على فقدان الشروط المجمع عليها تنظيمياً في التوافق وحسن الاختيار لمن يشغل أي وظيفة ناهيك عن منصب اداري رفيع يترتب عليه هم «حمل واجهة» الوطن بأسره!! والحديث عن الكفاءة والتميز لا يتأتى الا بتوفر عناصر الكسب الذاتي والاجتهاد التربوي المؤسس على الذكاء الفطري والقابلية على احداث حسن التصرف في اصدار القرارات التي تساعد على توفير بيئة صالحة للعمل في الوقت المناسب وبدرجة مقدرة من السرعة في اختصار الزمن واختزال الاحتياجات الضرورية من الموارد في مستوياتها المتعددة من «الوعي والمادة» وبامتياز، أما دعاوى الرهان ع?ى رأسمال الأفراد كوسيلة ناجحة لادارة مشروع الدولة المؤسسي على مستوى الوزارة «هو عين الفشل» ويعتبر شكلا من أشكال المجاملة، بل دعما بالباطن باسم مؤسسة الدولة الرسمية لتسويف حق «الكوتة» واستثمارات بعض رجال الاعمال في مجالات «الصحة والتعليم»، من الذين هم قبلاً محسوبون على السلطة بحكم ما توفر لهم من دعومات ومعينات في مجال انشاء مشاريعهم الخاصة وكل ذلك على حساب تصفية القطاع العام، والذي أصبح باسم الاستثمار مرهونا بكلياته لهم «ولمشافيهم الخاصة» والى مضارب بورصات السلطة ومشروعها العدمي للانسان والمسمى مجازاً «بالا?تصاد الحر» و«المثلث الحمدي» وتبقى أي قراءة مخالفة لما هو واقع اعادة وردة سلبية لانتاج أزمة الحكم في السودان. «حتى ولو دعمنا أطفال الهامش بالمخصصات»!!! فمن الذي يدعم بمخصصاته 90% من الشعب السوداني تحت خط الفقر على حسب الشفافية الدولية من.. من؟!!. «2» دعوة الخلاص يكمن الخلاص في طريقة «الفرز» ما بين السلطات «التشريعية التنفيذية القضائية» ورابعاً «حرية الصحافة»، وألا يكون مجمل ما هو حادث عبارة عن غطاء وحماية باسم القانون يحول دون توفير حقوق المواطن الاساسية والمطالبة بضروريات الحياة بجانب مدى مقدرته على مواجهة نوائب الدهر، في ظل وجود سلطة لا تعترف «بالفقر» كواقع الا عبر التصنيفات الاثنية والجندرية والجهوية، وحتى مفهوم الفئات العمرية للبشر عندما يخضع «للكم على حساب الكيف» بالتقسيم التالي للوظائف السيادية: * الشباب 45%. * المرأة 25%. * الكهول «......»% * الشيوخ «.......»% وهكذا ... وليت الشباب كان شباب السودان حيث العطالة للخريجين ورحلة البحث عن مشاريع استيعابهم، أما ما تبقى مما سمي بالفاقد التربوي فحدث ولا حرج «من ضحايا الاسبرت الى الهائمين بلا هوية في قارعة الطريق»!! بل شباب الحزب الحاكم «اللاحسين للشوربة» وداعين الآخرين الى «لحس الكوع»!! وهنا تتجلى العنصرية التنظيمية الكيزانية في أسوأ صورها كراهة!، وما يحسب على الشباب يطول الفئات العمرية الأخرى مع الفارق في تكييف وواقع كل فئة، ونحن نعتبر كل ذلك ما هو الا نتاج ومدخل للصراع بأشكاله الانسانية المتعددة، وتبقى الدعوة الى توفي? الخدمات الضرورية كحياة الانسان هي المشروع الأساسي لنجاح وفشل أي تجربة، والانسان طالما هو عائش فهو لابد له ان يسعى لتوفير «القوت السكن العلاج»، والبحث عن مضارب الوعي لمواجهة نوازل الزمن وحياة الانسان عبارة عن سلسلة مترابطة من المراحل المتداخلة، ولكل مرحلة ضروراتها ورابطها الجذري بما هو سابق لها وما هو حاضر فيها وما هو قادم بها وتبقى التصنيفات العمرية لا تخلو من ترك للأثر والذي يعيد ويجدد من حيوية التجربة، ومرد ذلك وجود «الصحة الكاملة» غذاء جيد هواء نقي بيئة معافاة بجانب تخطيط جيد لترتيب ووضع ?لخارطة الجغرافية «لحيوات الناس» والتي تتطلب توفير السكن من حيث الحجم طولاً وعرضاً والبناء رأسا وأفقاً، ويبقى التطاول في العمران على حساب الشكل العام دون هذه النظرة الايجابية ينعكس سلباً على كل اشكال الحياة في «الخرطوم والسودان»، وتصبح حياة الانسان عرضة للهلاك، وأي مشروع يدعى «الاستراتيجية القومية» عبارة عن «لغز» ومهما امتدت فترة تسويقه ما هو الا ضرب في مجال العدم ومضيعة الزمن. «3» في زمن غياب الفكرة في زمن غياب الفكرة كان لابد من الذكرى!! وان غياب الفكرة الأساسية وما يصحبها من «هبات» للانقاذ مما هو كائن فبالضرورة هناك بذرة فناء قد تولدت تلقائياً في رحم تلك الحالة المأساوية للشعب السوداني، وهي ليست في حاجة الى تعبئة «من دقنو وافتلو» وكل من يراهن على الشعب السوداني ووعيه أن يطمئن، ونفيدهم «في الشعر بيت» ان منطق التاريخ هو الذي يحدثنا وهو محكنا العملي والمفيد الوعيوي لتنشيط الذاكرة، لكل ما هو جائز وليس فقط بالاختزال للتجارب غير المفيدة، ولكن بمحدثات الزمن المتجددة، لأن فرص الوعي في ميزان العدل واحدة،?ومهما تمترست السلطة بالدرك وكالت للمعارضة من سب وسخط، فلابد عليها من «الالتفات الايجابي» لمحاسبة النفس الضالة والمضلة، والا فعليه يبقى التسليم الحتمي لما هو قادم وما القادم باستثناء عما هو حادث اليوم في العالم كما يتخيل بعض «المتنفذين في الانقاذ» طالما أن هناك «نوائب للدهر ودوام الحال من المحال»!! وان هناك طبيعة للفرد مفطورة على الملل والتمرد ناهيك عن نزعات العداء التي يمكنها بالتراكم ان تفعل بنفسها من حراك، هذا على مستوى الذات دون الآخر والذي هو كل يوم في شأن، ويزداد صبراً على صبر الى أن تأتي اللحظة الحاسمة وفي الغالب هو أول المتفاجئين بها ومن هنا أتت مفردة «الهبة او الفاجئة» أو سمها العاصفة أو ما تشاء!! «4» التغيير دون الإسقاط من كل هذا نخلص لماذا كانت المناداة بالتغيير السلمي، لا الاسقاط الدموي، كما هو حادث اليوم في بعض ثورات ما سمي بالربيع العربي وأيضاً لأن السودان هو الاستثناء في أي حاجة، فنحن من ناحية السكان فقط ناهيك عن جغرافية المكان «الباقية»!! مطالبون بكل ما تطلبه مواد حقوق الانسان من احترام الانسان لأخيه الانسان، فملامحنا الهجين حتى على مستوى الأسرة الواحدة، تعتبر اشكالية، تحتاج للوقوف ناهيك عن المناداة بانتفاء داء العنصرية العضال في السودان، فنحن في السودان الاشقاء من جهة الأم هم أعداء للأشقاء من جهة الأب، فقط اذا اس?صحبنا مصطلح «الشْرك» العدائي والذي وضعته الانقاذ لتفتيت النسيج الاجتماعي باسم «العرب والزرقة»، وعليك أن تقيس ذلك بالعديد من الصور والروايات المضحكة في شكل التداخلات الاجتماعية وما جنته عنصرية أصحاب المنبر من دعوة مركزية. ومن رهن بالنسبة للسكان الى «مثلث جغرافي» لا يمثل جملة سكانه ال «10%» من اثنيات القبائل السودانية الأخرى وخاصة اذا استبعدنا أصحاب الأصول من «الغجر والتكارين والأحباش»، وتبقى الثانية العقدة في التطاول في البنيان لرعاة الشاة، من الذين كسروا كل القلاشقات والاسكانات الشعبية باسم المعالجة للسكن?العشوائي، وليتها كانت معالجة، وهل المعالجة تقود الى المواجهة بالنار وسفك الدماء؟!!. علماً بأن الاستحقاق وبحق المواطنة، يشمل بالتساوي الساكن عشوائيا والمخطط، ولكن أن يحرم العشوائي من حقه، ويمنح استحقاقه ظلما الى «النازحين» الجدد باسم اعادة التخطيط وتوفر المقدرة المالية بالسعر الجديد «لقطعة الأرض» فتلك هي قمة الظلم وهكذا كيف أصبحت الأمور في السودان شائكة ومتداخلة، سواء أن كانت خدمة أو سلعة، ولكن اذا رجعنا الى وضعنا الاجتماعي مقارنة بما هو حادث في عالم اليوم، فنحن مازلنا في حاجة ماسة الى اعادة دولة الرعاي? الاجتماعية، طالما ان نسبة الفقر والجوع والمرض مازالت رابطة لم تبرح وضعها في عقد الثمانينات «أيام الجفاف والتصحر»، ومازال الذين عاشوا «أيام الهناء» في سودان الستينات يبكون على فردوسهم الذي فقدوه، حينما كانوا «القمة» في كل شيء، و«فعلاً كانوا بفوقوا العالم أجمع»!! وقت ان كان الجنيه السوداني يساوي «3» دولارات «الناس في حلم واللا في علم»؟!! وهذا المطلب يحتاج الى الرحمة لا الى دولة الشركات الأجنبية القابضة باسم الاستثمار على «النمط الأمريكي» فنحن شعب اغلبنا لا يحسن التعامل مع المستندات الرسمية، ناهيك عن ان نن?قل به عولمياً عبر التداول في الشراء والبيع بالعملات الورقية بل ونستبدلها ببطاقات الصراف الآلي بل تلك هي حياة الطفرة والطفرة حتى في علم الوراثة نتائجها وخيمة، بل آن الأوان للجميع، اذا كانوا حادبين على اخراج السودان من الأزمة والنفق المظلم، ان يتواضع الحكام أولاً ويسمعوا ماذا تقول لهم تجمعات المعارضة لماذا؟! لأن التعامل ب«بحبك وبكرهك» في مجال السلطة ما «بينفع» وسياسة الناس ما هي بالهين!! وأيضاً ندري كم «أن الفطامة» من ثدي السلطة صعبة، لكن بقاء الطفل حياً أهم من موته في اليد «الباطشة» والطفل السودا?ي اليوم مهدد في كل شيء وما نراه من «مسكنات» الحزب الحاكم «ما حتودي لي قدام».. فما عليهم الا الاعتراف والاعتراف بالفشل ما عيب «العيب الاصرار على الفشل». * واذا افترضنا ان الربيع العربي يحركه «الاسلامويون» فليكن ولكن أين النموذج؟!! وأي حركة اسلامية في العالم اليوم وصلت للسلطة بالانقلاب غير «انقاذ الترابي»؟! * وهل نموذج العراب في 30 يونيو 1989م هو البديل المطروح لحاصل ونتاج هبات الشعوب العربية اليوم؟! تبقى تلك هي الكارثة اذا كان الخلاص على يد «الترابي والقرضاوي والغنوشي»؟!! ولا تعليق. هامش: مناشدة: * سعادة الرئيس عمر حسن أحمد البشير، في يدك ان تعيد الخارطة الى وضعها الصحيح «والآن». * وفي يدك ان تذهب بالسودان وما عليه الى مزبلة التاريخ وشعب بهذا القدر من الصبر لا يستحق منك الالقاء به في مزبلة التاريخ!! والا نكون قد رهنا هويتنا الى الرافع الدولي «وأمريكا هي الطاعون والطاعون أمريكا» ومغالبتنا لها والنصر الموعود من عند الله سبحانه وتعالى، لا يتأتى أو يتم طالما اننا مازلنا عاجزين عن توحيد صفنا ومتعالين على بعضنا «وبيننا مزروع» مفردات العداء العرقي والديني واذا كنا حقيقة جادين في حماية «ما تبقى من وطن» فلنكف عن مشروع التعبئة العدائي، ونلجأ بها الى مربع السلم مرة أخرى وأنت سبق أن ?وقفت أطول حرب في افريقيا «حرب الجنوب» «2 مليون قتيل» فما أظنكم بالعاجز عن ايقافها اليوم بعد فصل الجنوب «في جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي» فهل نشهدكم تنادون بدولة السودان الشمالي بعيداً عن دعاوى «الخال العدائية» والتي أعادت بابن العم «عرمان» الى المنافي مرة أخرى.. نرجوك وأنتم أهل لذلك.. والسلام.