يبدو أن المؤتمر الوطني يجري تحت جسره كثير من المياه ولكن موجة الشباب هي الأعتى والأكثر وضوحا هذه الايام ، بما ترسمه لمستقبل في حركة التغيير المرتقب ، فما بين حقائب الوزارات التي تسلمها كثير من الشباب في الولايات المختلفة ، وماتحمله الحكومة الحكومة الاتحادية القادمة من اوجه شبابية جديدة ، يعكس مايدور في كواليس هذا الحزب استعدادا للمؤتمر التنشيطي العام وهو الاول بعد انفصال الجنوب ، والذي عليه ان يضع حلولا للكثير من التحديات التي تضع الوطني امام امتحان حقيقي في مقدمتها وضع الشباب في الحزب ، والقضايا الاجتماع?ة والاقتصادية والسياسية . وفي هذا الحوار تفتح (الصحافة) ملفات شباب الوطني في الجمهورية الثانية ورؤيتهم لما يدورحولهم على مستوى الشارع والحزب مع نائب امين امانة الشباب الدكتور عبيد الله محمد عبيد الله . *في هذه الايام يرتفع صوت الشباب في كل مكان في العالم وقد بدا هذا واضحا من خلال ثورات الربيع العربي فهل انتم امتداد لهذه الثورات الضاغطة ؟ - اولا الشباب داخل الوطني لايشكلون حركة ضغط على القيادة للاستجابة الى مطالبهم ،كل الامر ان هنالك عمليات تشاور مستمرة لاجراء اصلاحات بين شباب المؤتمر الوطني والقيادة ، بغرض الاصلاح والتغيير واتاحة فرص اكبر للشباب ، والذين يمثلون الركيزة الاساسية في الحزب ، كما انهم الفئة الاكثر في السودان بحسب التعداد الاخير الذي اثبت ان نسبتهم تتجاوز ال50% من عدد السكان الكلي وهذا يعني ان الشعب السوداني شعب شاب وهنالك استجابة كبيرة لمطالب الشباب . * ولكن يبدو المشهد بأكمله كثورة مطلبية للوصول الى السلطة ؟ - نحن في امانة الشباب في المؤتمر الوطني لدينا الكثير من الاعمال قدمناها عبر كثير من الواجهات والمنظمات،وقد شاركنا في توجيه كثير من السياسات الخاصة بقضايا الشباب ولعل اقرب نموذج هو المجلس الاعلى لتشغيل الخريجين الذي يرأسه رئيس الجمهورية وكان استجابة لمطالب الشباب وهنالك الكثير من الآليات والفعاليات التي تعمل على مستوى القواعد الجماهيرية ،سيقوم الشباب بإدارتها وقد ظهر دور الشباب الفاعل اخيرا في انتخابات اللجان الشعبية في الاحياء والتي تسلمها الشباب وقاموا بتحويلها الى مؤسسات فاعلة لخدمة المجتمع ، وكثير من ال?لايات تجد ان مجلس وزرائها شباب باستثناء الوالي . * لكن السودان يواجه تحدياتٍ كبيرة فأين أنتم منها الآن ؟ - أتفق معكم الآن تواجه البلاد مشاكل اقتصادية ، فالجميع كان يتوقع ذلك بعد انفصال الجنوب ، ولكن لم يعملوا على ايجاد بدائل في الزراعة والصناعة ، وزيادة ايرادات الموازنة بعيدا عن البترول ، وهذه من الاخطاء التي نعاني من نتائجها الآن ، ولكن معالجتها لاتبدو مستحيلة ، وليس صحيحا ان الشباب لن يستطيع حل هذه المشاكل واخراج البلاد الى وضع افضل، فالانقاذ عندما تفجرت لما يتجاوز عمر الرئيس ال45 عاما وكل مجلس قيادات الثورة كانوا من الشباب ويجب ان يثق الجميع في قدرات الشباب على تحمل المسئولية . * هذه الانجازات التي تتحدثون عنها كشباب غير ملموسة للشارع السوداني ؟ - نحن لدينا مشكلة الاعلام يظلمنا ولايحرص على النشاطات التي نقوم بها ، وهناك تقصير من اجهزة الاعلام تجاهنا ، لهذا السبب لايحسها المواطنون ويعتقدون اننا لانتحرك . * إذاً تريدون ان تكونوا في الحكومة ؟ - ليس صحيحا ، نحن نتحدث عن حركة تغيير واصلاح شاملة في كل شئ وفي جميع المراحل القاعدية والوسيطة والعليا ، والشباب يريدون نسبة تمثيل حقيقية مثلما حدث مع المرأة، فالنسبة التي حصلت عليها المرأة هي حد ادنى ويمكن ان تزيد ، ويجب ان تكون هنالك نسبة مماثلة للشباب وفقا للتعداد السكاني . *ماهي الآليات التي تضمن هذا التمثيل القوي للشباب خصوصا ان هنالك مؤتمراً عاماً للمؤتمر الوطني على الابواب ؟ - لقد تبنى الشباب مقترحا وقدموا ورقة محكمة بهذا الخصوص وحددت بأن يكون الحد الاقصى لتولي المناصب في المواقع القيادية دورتين وذلك على مستوى الحزب في الامانات والمكتب القيادي ورئاسة الحزب ، وكذلك الجهاز التنفيذي للدولة ، بما في ذلك ترشيح الرئيس والوزراء . * ماهي معاييركم التي سيتم بها اختيار الشباب في المواقع القيادية ؟ - سيتم اختيار الشباب لهذه المواقع وفقا لشروط الخبرة والكفاءة والقدرة ، وهناك شباب قادرون على تحمل هذه المسئولية ولهم من الامكانيات مايتيح لهم تسيير دفة الامور بشكل جيد ، والاختيار ليس خاليا من المعايير كما انه لايأتي نتيجة لقوة دفع الشباب لانها الاكثر والاقدر على الحراك . * إذا ماذا سيحدث للشيوخ ؟ - دور الخبرة لن يتوقف بل حراكهم الاجتماعي والسياسي سيصبح اقوى وهنالك مواعين في الحزب تستطيع استيعابهم وسيكون لهم القدرة على فعل الكثير من خلال آليات الحزب الاخرى . * اذا عدنا للمؤتمر العام القادم ماهو الجديد الذي سيحمله هذا المؤتمر ؟ المؤتمر القادم هو مؤتمر تنشيطي ، يعقد كل عامين بمعنى انه ليس اجرائيا ، يصرف وقته في اعمال الانتخاب والتصعيد ، ولذلك هذا المؤتمر هام جدا ، لانه يحدد رؤية القضايا القادمة ويقيم مسيرته السابقة ويكتسب اهمية خاصة لانه اول مؤتمر ينعقد بعد انفصال الجنوب ، ومن اهم القضايا التي سيناقشها هي القضية الاقتصادية والعلاقة المستقبلية مع دولة الجنوب ، وكثير من القضايا الاجتماعية التي تخص الشعب السوداني وعلاقة المؤتمر الوطني بالقوى السياسية والاحزاب الاخرى ، كما سيناقش تغيير النظام الاساسي للحزب ، فالوطني لايريد ان ينفرد وح?ه بالحكم على الرغم من انه جاء بأغلبية شعبية ، وكذلك والسياسة الخارجية ومناقشة الوضع الاقليمي والدولي من السودان وستقدم العديد من الاوراق التي سيناقشها اعضاء المؤتمر العام والاتفاق حول تفعيل آليات العمل في المرحلة القادمة . * هنالك متغير هام وضروري يتمثل في قضية الهوية هل سيناقش المؤتمر هذه القضية مابعد انفصال الجنوب ؟ - صمت برهة ... ثم اجاب : ماذا تقصدون تحديدا بقضية الهوية ؟ * نتحدث عن مسألة التنوع الثقافي والعرقي مابعد خروج جنوب السودان وحديث في المشروع الاسلامي السياسي ؟ - لم يؤثر انفصال الجنوب كثيرا في التنوع الثقافي والإثني في السودان بل احتفظ بكثير من تنوعه الثقافي والعرقي والديني مما يؤكد حالة التماسك في هويته رغم خروج عنصر هام من المكون السوداني . * وماذا عن هوية المشروع السياسي الاسلامي في السودان ؟ وهل المؤتمر الوطني حزب الحركة الاسلامية في السودان ؟ -المؤتمر الوطني ليس حزب الحركة الاسلامية في السودان ، وان يشكل الكثير من اعضاء الحركة الاسلامية مكوناته الاساسية في غالبية جمهوره ، لكن الوطني كيان جامع ، يحتوي على كثير من التيارات الفكرية ولهم خلفيات سياسية مختلفة ، بخلفياتهم السياسية تلك ،هم الآن اعضاء في الوطني ، الى جانب ان هنالك اصحاب ديانات غير الاسلام ينتمون اليه ، لذلك فالمؤتمر الوطني هو حزب جامع لكل السودانيين . * ولكن الكثيرين في الشارع السوداني يحملون الحركة الاسلامية كثيراً من الأخطاء التي يقع فيها المؤتمر الوطني في الحكم ؟ - إذا كنتم تقصدون الحركة الإسلامية قبل الإنقاذ فهي مسئولة تماما، لانها هي التي اتت بالانقاذ كثورة فعلا ، ولكن مابعد الانقاذ انفصلت الحركة الاسلامية ، فالمسئولية الآن هي مسئولية تاريخية .