فالاتحاد السوداني لكرة القدم يتعصب كثيرا أو يتجاوز كل حدود الشفافية الوطنية لفرض عناصر أجنبية من اللاعبين على اختلاف سحناتهم وألوانهم وهاهو يحاول الآن ضمهم إلى المنتخب الوطني . فيكيل بمكيالين عندما ينتهز الفرصة السانحة بفصل الجنوب لطرد أبنائه ومصادرة حقوقهم الرياضية الوطنية المكتسبة . فلعبة كرة القدم السودانية أسستها امدرمان العاصمة الوطنية على قيم الخير والفضيلة والجمال ... حيث جمعت عناصر وحدتها المتنوعة حول فكرها ودعوتها القومية في الفن والأدب والسياسة ... وضمنتها كل أهدافها السياسية والرياضية... فالاتحاد السوداني ومجلسة الحالي ملتزم أخلاقيا بمواصلة مسيرة إسلافه المؤسسين لرياضة كرة القدم في السودان وإفريقيا.... الذين احترموا العمق التاريخي والجغرافي والثقافي لعلاقات السودان وعاصمتها الوطنية امدرمان ، فشارك السودان انطلاق من فكر او أولئك المؤسسين وانتمائهم الوطني الإفريقي متضامنين مع إبداع امدرمان وثورتها السياسية الرياضية.. فكان قرار هؤلاء المؤسسين الاماجد للاتحاد السوداني وللاتحاد الإفريقي بإبعاد جنوب إفريقيا العنصرية عن المنظمة الرياضية الإفريقية الذي لم يأت من فراغ ... ويجب إلا تنجح الآن ?ياسة الفصل العنصري البغيضة وفكرها السالب في ملاعب السودان وامدرمان الرياضية بعد أن سقطت في مهدها «إفريقيا الجنوبية» استجابة لفكر امدرمان ومطالبها الثورية العادلة التي سبقت بها عصرها منذ العام 1957م عندما احتضنت الخرطوم أول دورة افريقية دون أن تشارك فيها دولة جنوب إفريقيا العنصرية رغم مشاركتها في كل مراحل واجتماعات التأسيس. فلقد كان إبعاد جنوب إفريقيا نصراً سياسيا ورياضياً قدمته امدرمان جنباً إلى جنب مع انجازها بنجاح فعاليات أول دورة افريقية هدية عظيمة ودرة كفاح امدرمان وهي تنعم بعبير استقلالها الوطني .... قدمتها امدرمان للقارة الإفريقية وشعوبها ودفعاً لتطلعاتها في الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية. فالاتحاد السوداني يجب أن ينحاز إلى تاريخه الكروي السياسي الإفريقي ومواقفه الرياضية الإنسانية النبيلة .. وينأى بنفسه عن السقوط في مستنقع السياسة العنصرية البغيضة التي تسيطر على فكر وعقول الآخرين الذين لم ينتموا إلى ثقافة امدرمان المدينة الفاضلة أو إبداعها الكروي الرياضي أو إلى دورها وملاعبها الفسيحة التي وسعت كل عناصر الوحدة أو تنوع القومية السودانية التي شكلتها امدرمان العاصمة الوطنية حول ثقافتها وأدبها وغنائها العاطفي للحب والوطن والثورة. نحن للقومية النبيلة ما بندور عصبية القبيلة تربى فينا ضغائن وبيلة تزيد مصائب الوطن العزيز فالسودان تكفيه مصائبه وآخرها فصل جنوبه الحبيب عن شماله بعد أن ضمته امدرمان واحتضنته طيلة عهودها الحضارية منذ كوش وكرمة ونبتة والبجراوية والنوبية المسيحية وحتى أواخر عصرها العربي الإسلامي مروراً بالتركية الاستعمارية والمهدية الوطنية والاستعمار الثنائي الى حقبة الاستقلال وحركته الوطنية حيث أنجزت امدرمان وأجازت دستورها الثقافي السياسي الوطني الرياضي حول أدبها الإنساني الراقي وغنائها العاطفي للحب والوطن والثورة. أنا أمدرمان تأمل في وجودي أنا السودان تمثل في ربوعي أنا ابن الشمال سكنته قلبي على ابن الجنوب ضميت ضلوعي