هناك اتجاه متنامي في وسائل الإعلام العربية من صحف وفضائيات إخبارية في الاعتماد على صحافة الكيان الصهيوني ومواقع العدو على «الإنترنت» وغيرها من وكالات الأنباء الأجنبية التي تسير في فلك الصهيونية العالمية كمصدر أساسي للمعلومات والأخبار رغم ما تتبناه هذه الجهات من وجهة نظر معادية للأمة العربية والإسلامية وما تضخه من أنباء ومعلومات مغلوطة وصياغات خبرية منحازة للأعداء . فقد نقلت صحيفة الحياة اللندنية يوم السبت الموافق 13مارس 2010م، عن عدد من الصحف العبرية مثل «هآرتس» و» يدعوت أحرنوت» و «معاريف» قصصاً خبرية عن مسار المفاوضات غير المباشرة بين السلطة الفلسطينية بقيادة رئيسها محمود عباس أبو مازن والعدو الصهيوني وتداعيات إعلان حكومة العدو لقرار بناء (1.600) وحدة استيطانية في القدسالشرقية في حضور نائب الرئيس الأمريكي «جوزيف بايدن» والتي اعتبرتها الإدارة الأمريكية إهانة بالغة لأوباما ونائبه رغم تأكيدهما لتعهد الولاياتالمتحدةالأمريكية بحماية أمن إسرائيل !! . ونسبت الحياة اللندنية لصحيفة معاريف قول بعض كبار المسئولين الأمريكيين : (إن إسرائيل وجهت «طعنة في الظهر» إلى الرئيس الأمريكي ونائبه، وأن الأول استشاط غضباً على إعلان البناء الجديد وأن نائبه عمل على تهدئته ولم يكن الأمر سهلاً) وأضافت أن «أوباما» طلب من نائبه اتخاذ خطوات إدانة أكثر صرامة من تلك التي بدرت منه . وتابعت الصحيفة أن نواباً يهوداً في الكونجرس توجهوا إلى البيت الأبيض بطلب اتخاذ إجراءات عقابية ضد إسرائيل على إحراجها بايدن . . ونقلت عن مسئولين عسكريين إسرائيليين كبار ردة فعلهم السلبية على ما حصل لنائب الرئيس الأمريكي في مرحلة حساسة من الاتصالات مع الأمريكيين فيما يتعلق بفرض عقوبات على إيران . وكانت الإدارة الأمريكية قد دفعت حلفاءها لإحياء عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث استجاب وزراء خارجية محور الاعتدال العربي بإعطاء السلطة الوطنية الفلسطينية الضوء الأخضر لبدء مفاوضات غير مباشرة مع الكيان الصهيوني خلال أربعة أشهر في رد فعل سريع على قمة دمشق الممانعة بين الرئيسين الإيراني أحمدي نجاد والسوري بشار الأسد التي انضم إليها الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد/ حسن نصر الله. . وبذلك منح العرب الفرصة للإدارة الأمريكية على تسويق مسار التفاوض السرمدي إلى ما شاء الله من السنوات والعقود دون الحصول على ضمانات كافية للفلسطينيين بتحقيق السلام العادل والشامل الذي تهدف إليه المبادرة العربية للسلام التي تقدم بها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأقرتها قمة بيروت العربية . والاعتذار الصهيوني يهدف لامتصاص ردة الفعل على توقيت إعلان بناء المستوطنات ولا يتعلق بإيقافها، وفي ظل المساعي الأمريكية للحصول على غطاء عربي لضرب إيران فليتلهَ الإعلام بحكاية «أوباما» الغضبان .