«الصورة وقعت .. ولايمكن ان نزيل تاريخا موجودا « بهذه الكلمات اجاب نائب رئيس المجلس الوطني هجو قسم السيد على سؤال لاحد الصحافيين في المؤتمر الصحفي الذي عقد بالبرلمان امس لاعلان انطلاق فعاليات مؤتمر اتحادات برلمانات افريقيا والذي دار سؤاله حول ازالة صورة زعيم المؤتمر الشعبي حسن عبدالله الترابي عن قائمة الصورة الخاصة بالرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة المجلس الوطني، والمثبتة على جداران القاعة الخضراء والتي تعتبر اكبر القاعات بالبرلمان وعادة ما تعقد فيها النشاطات الكبيرة للمجلس وعقد فيها امس المؤتمر الصحفي. رئيس?اللجنة الاعلامية للترتيب للمؤتمر الافريقي الفاتح عزالدين اكد خلال المؤتمر الصحفي ان المعرض المصاحب للمؤتمر الافريقي سيعرض التجربة البرلمانية دون ان يستثنى احدا، واستدل على ذلك بأنه سيعرض توثيقا للاستاذة فاطمة ابراهيم عن الحزب الشيوعي كأول امرأءة تدخل البرلمان في العام 1965م . الي هنا القصة كانت عادية، الا ان ما رصدته (الصحافة) ان صورة الترابي كانت تقبع خلف احد المقاعد بالقاعة والغريب ان جميع الصور كانت مثبتة في أماكنها بشكل واضح بما فيها صورة الزعيم اسماعيل الازهري بتسلسل واضح، لكل حقبة ولكل رئيس برلمان أو جمعية تشريعية أو مجلس شعب أو جمعية تأسيسية أو مجلس وطني، كما ان الصورتين اللتين توسطتهما صورة الترابي لم يلحق بهما اذى وهما لرئيس البرلمان الحالي احمد ابراهيم الطاهر ورئيس البرلمان الذي سبق الترابي ماقبل المفاصلة العقيد محمد الامين خليفة، كما ان صورة الترابي ظلت قابعة في مكا?ها على الجدران الخشبي الذي غطى مساحات واسعة من القاعة ضمن الصورة المثبتة باتقان يصعب معه القول ان سقوطها كان بفعل عوامل الطبيعة . وانقضى المؤتمر الصحفى في هدوء ولكن القصة تركت استفهامات كثيرة لدى المراقبين خاصة اذا ماربطت بقصة مشابهة رواها الصحفى بجريدة رأي الشعب احمد ابراهيم وذكر فيها انه في احدى الفعاليات التي اقامها اتحاد الصحافيين ورتب خلالها معرضا عرضت فيه صورلكافة المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات العامة الاخيرة باستثناء صورتي كل من القيادي في الحركة الشعبية ياسر عرمان وزعيم الحزب الشيوعي ?حمد ابرهيم نقد واكد الصحفي انه بنفسه سأل وقتها رئيس اتحاد الصحافيين محي الدين تيتاوي حول الواقعة، واكد ان تيتاوي نفض يد الاتحاد تماما عن الواقعة وقال انها ليست مسؤولية الاتحاد وانما مسؤولية من اعد المعرض والارشيف. « واخيرا هاهو البرلمان حاول اغلاق الباب امام اية تأويلات عبر التأكييد بأن الامر كله محض صدفة وخطأ خارج عن ارادة البشر، وربما قد يكون تم تلافيه بشروق شمس اليوم. المعروف ان وضع صور الرؤساء السابقين للمؤسسات الرسمية للدولة من التقاليد المرعية في أغلب دول العالم، وان الوحدة السياسية والادارية المعنية تحتفظ برؤسائها المتعاقبين عليها، اما عبر قائمة شرف تحمل اسماءهم ومعلومات عنهم أو عبر قائمة شرف بأسمائهم الى جانب صورهم والفترات التي تسنموا خلالها المواقع المحددة، وهذا النظام المعمول به على نطاق واسع يطبق اكثر في النظم الديمقراطية التي تحترم الرأي والرأي الآخر، وتحترم بصورة اخص التواصل بين الأجيال.