٭ في كل دول العالم التي تعتمد الديمقراطية نظاماً للحكم يتم اختيار الوزراء وفقاً لتخصصاتهم وامكاناتهم العلمية والاكاديمية والفكرية واسهاماتهم في مجالاتهم من خلال ما قدموه لبلادهم واسهاماتهم في الابحاث والدراسات. فالجهة التي تختارهم - رئيس الحكومة- يقوم بتقديم الوزراء الى البرلمان ليقوم (بفلفلتهم) ومناقشتهم في كل شيء فيما يشبه التحقيق لدى المباحث.. ومن ثم يتم التنقيب في سيرتهم الذاتية لمعرفة تاريخهم وهل من بينهم من (تخرجوا من السجون) أو (تجار عملة) أو عملوا في (غسيل الاموال) وكذا معرفة ارصدتهم وممتلكاتهم ومن اين جاءوا بها.. ولا يمكن تعيين وزير أو وزير دولة ما لم يوافق البرلمان حتى يصبح مساءلاً في الغد امام هذا البرلمان والذي يملك حق سحب الثقة من هذا الوزير أو ذاك أو من كل الحكومة لأنه السلطة الاعلى. ولكن في بلادنا بعد ان تجاوزنا العصر الذهبي الذي قاد فيه البلاد الكبار من القيادات وزراء جعلهم علماء ومفكرون وعباقرة وغالبيتهم عركتهم السياسة وخبرهم الناس وجربوهم في المواقف الوطنية، بيوتهم مفتوحة للناس وهم حاضرون في كل الملمات.. لم يغتنوا ولم يبنوا القصور، لم يترفعوا عن رفاق الامس ولم يتخلوا عن بسطاء الناس.. فاذا جاز لنا النظر فيما انجزته الثورة المصرية فإننا نسمع العجب المدهش من وزراء يعملون ضد شعبهم، ولا تتحدث عن ثرواتهم وما سلبوه ونهبوه، لكن هناك الكثير من الممارسات التي كشفت عنها التحقيقات تقول بأنهم كانوا ضد مصلحة الشعب المصري، فهم يستخفون بمبدأ استصلاح الاراضي كما قال احد وزراء الزراعة وهم ضد زراعة القمح (طالما امريكا ترسل القمح) وهم ضد القرار الوطني والقومي وهم يحولون دون المصالحة الفلسطينية.. وهم يغلقون المعابر بين مصر وغزة!!! وهم يتخلون عن الخطط السكانية.. وهم يغلقون مئات المصانع- اسوة بما يفعل أهلنا-?لماذا الصناعة طالما تستورد (الزبالة) برخص التراب من الدول التي لا تعرف الجودة.. وتريد ان تغتني بأى ثمن. وزراء جاءوا من أين؟ قال المهندس حسب الله الكفراوي وزير الاسكان الاسبق ان احمد عز كان يعمل (طبالاً) وان وزير الاعلام أنس الفقي كان يعمل (رقاصاً) في فرقة رضا. ونحن أيضاً كان لدينا وزراء على شاكلتهم ممن (يجهزون الملعب) وممن كانوا يحترفون التعاطي.. ولكن الآن لدينا من هم افضل لكنهم يتفننون في الاساءة لخصومهم، ويظل البعض منهم يبحث في القواميس عن الكلمات البذيئة التي يهين بها خصومه، وكأنه (شيخ منصر) أو زعيم عصابة.. وكأن العمل العام بكل حرماته صار اقطاعية له ولحزبه.. سألوا وزير مالية نظام مبارك (غالي) لماذا لا تزيدون المرتبات للشعب المصري؟ قال للصحفيين (حيروحوا يسكروا بيها!!!!!).