٭ بعد أن دخلت السودان واستقرت على أرفف دكاكينه و«كناتينه» وبقالاته الكبيرة والصغيرة وطباليها الرسمية والعشوائية، وتناولتها الايدي وتداولتها، واستطاعت أن تعبر بكل يسر وسهولة للولايات المختلفة حتى الجنوبية منها قبل الانفصال.. استيقظت السلطات الصحية بعد كل ما سبق ذكره وقررت القيام بحملة تفتيشية على المستحضرات الصيدلانية والعشابين. ٭ امتلأت الشوارع والطرقات بالاعلانات والترويج عن هذا العشّاب او ذاك، حتى ان بعضهن او بعضهم اطلق في حملته الترويجية علاج أمراض مازالت أبحاثها العلمية تحت المجهر من أجل إيجاد علاج ناجع لها، ودفع بعضهم بإعلاناته إلى شاشة التلفاز الذي منحها المساحة «ووسّع لها». ٭ قفزة في الظلام ذلك الانجراف وراء الجمال المعلن عنه في البورشورات واللافات والطبالي والفراشة، وخطير جداً الانسياق وراء التسويق وجني المال من سموم تنفث يومياً في «عروق» الفتيات اللاتي يلهثن وراء الجمال ولو كان على حساب العافية، مع «رقابة» ظلت أعينها تشاهد بينما عملها يقصر ويتقازم. والدليل على ذلك «غرق البلد» في مستنقع «زبالات» العالم التي تتكدس هنا في وطني مرفقة بالصور «المغرية» التي يظل اللهاث نحو محاكاتها والخروج ب «شبهها أو أفضل» هو السائد وسط الفتيات اللائي بعن «السُمرة» ب «بياض» زائف أهدرن فيه المال?و«قددن» أجسادهن بالحقن المستجلبة من دول صارت أولوياتها تصدير «البياض» لوطني «الاسمر». ٭ بعد أن صادفت الظواهر السالبة «طقساً مناسباً» وتمكنت فيه، قرر المجلس القومي للسموم والصيدلة انطلاق حملته التصحيحية» لتعديل الظواهر السالبة وتحويلها لأخرى إيجابية بتوفير مستحضرات صيدلانية ذات مأمونية وجودة عالية، لكن جاء هذا «التعديل» متأخراً جداً، وبعد أن انتشرت وعمت الحضر ولم تسلم منها القرى!! ٭ غابت التوعية من جانب السلطات الصحية، وبعد أن استيقظت آلياتها قررت أن «تغزو» الأسواق والمحال التجارية ب «حملة» تنال بها «رضاء» نفسها وتكسب بها «أجر» كنس المستحضرات غير المأمونة التي تفتقد للجودة.. ولكن هل تنجح هذه الحملة؟ لا أخال ذلك!! ٭ إن الحملة التفتيشية التي أطلقها المجلس ستدفع العشّابين وعارضي الجمال الرخيص إلى الهرب بمعروضاتهم إلى أماكن آمنة لا تصلها يد المجلس الذي يجتهد الآن في القضاء على الظواهر السالبة، لكنه وبعد أيام قلائل ستهدأ «فورته» ويعود لمقاعده، ليعود أصحاب المحال والمستحضرات للظهور ثانية وفي نفس المكان، بعد أن يكون المجلس قد فكر في حملة تفتيشية لمنتج آخر غزا الأسواق من باب مفتوح، فتنتهي حملته قبل أن تبدأ! ٭ المراجعة الشاملة التي تود السلطات الصحية إجراؤها يجب أن تكون في إطار التوعية والتثقيف و«التخويف» والتحذير من المنتجات المتداولة التي «شوّهت» وجه بلدي ومسخته مسخاً منفراً.. فهل تفعل؟ همسة: ونادت عليه مراراً.. لكنه أدار ظهره.. عابساً.. ليفترق الطريق..