وافق حزب المؤتمر الوطني على بعض المقترحات التي دفع بها الحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل حول برنامج الحكومة المقبلة، والوضع الاقتصادي وازمة دارفور والنيل الازرق وجنوب كردفان والقضايا العالقة بين الخرطوم وجوبا، بينما ارجأ الرد على مقترح يتعلق بقيام انتخابات مبكرة. وقطع المؤتمر الوطني بمشاركة كل القوى السياسية في الحكومة لجديدة عدا «الشيوعي والشعبي،» مؤكدا اجراء محادثات مع الاحزاب المشاركة من اجل الاتفاق علي التفاصيل. وابلغت لجنة الحوار بالمؤتمر الوطني، نظيرتها بالحزب الاتحادي الديمقراطي الاصل في اجتماع استمر حتى ساعة متأخرة من ليل امس الاول، موافقتها على بعض المقترحات واشراك الحزب الاتحادي بصورة فاعلة لايجاد حلول لقضايا الحدود مع دولة جنوب السودان والاقتصاد وتأهيل المشاريع الزراعية وعلى رأسها مشروع الجزيرة وقضية دارفور ومناطق جنوب كردفان والنيل الازرق. وقالت مصادرقريبة من الاجتماع ل»الصحافة» ان المؤتمر الوطني أرجأ الرد على مقترح حول قيام انتخابات مبكرة الى حين اجراء مزيد من التشاور. وقالت المصادر ان الحزب الاتحادي يرغب في اجراء انتخابات مبكرة لاجازة الدستور الدائم عبر جمعية تأسيسية منتخبة. لكن عضو الهيئة القيادية والمشرف السياسي على ولاية البحر الاحمر، تاج السر الميرغني، قال انهم اتفقوا مع المؤتمر الوطني على انتخابات مبكرة دون مستوى الرئاسة، واعتبر ذلك من اهم مكاسب مشاركة الاتحادي. واكد تاج السر في حوار مع «الصحافة» ان مشاركة الحزب ستكون وفقا لبرنامج متفق عليه ولن تكون ديكورية، وستعمل على معالجة قضايا البلاد الملحة خاصة الاطراف المشتعلة في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق، وذلك بالاستفادة من صلات الحزب الاتحادي ومبادراته المطروحة للوفاق الوطني، بجانب معالجة الضائقة المعيشية. وافاد بأن قرار المشاركة اجيز بالاغلبية وعلى الرافضين دخول الحكومة، مشيرا الى انه على علي محمود حسنين والتوم هجو، احترام الممارسة الديمقراطية واستبعد ان تكون للقرار تداعيات سالبة على تماسك الحزب. من جانبه، أعلن الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل بوحدة طابت الشيخ عبد المحمود الإدارية، عن موقفه الرافض لمشاركة الحزب في الحكومة القادمة استنادا على دستور ومباديء الحزب الرافضة للمشاركة في أية حكومة شمولية. وقال عضو لجنة الحزب بمدينة طابت عادل علي أحمودة ل»الصحافة» إن قاعدة الحزب بطابت ترفض مشاركة الحزب في الحكومة القادمة، وزاد «إنه بحسب علمهم ان السيد محمد عثمان الميرغني أوكل للمشرفين السياسيين للحزب بالولايات رفع تقارير لهيئة الحزب عن رأي قواعده في المشاركة» وتابع «ثمة اجتماع تم بصورة متعجلة بالمناقل إبان عطلة عيد الأضحى المنصرم لم تتمكن لجنة الحزب بطابت من المشاركة فيه لتعذر وصولها لجهة إبلاغها هاتفيا قبل ساعة من موعد الاجتماع، ومع ذلك لم يتم تنويرهم بما جرى في الاجتماع حتى أمس الأول». واضاف احمودة «وبناء?عليه ترفع لجنة الحزب بطابت صوتها الرافض للمشاركة» ودعا هيئة الحزب للوقوف على مواقف المناطق الأخرى بولاية الجزيرة. وفي دوائر المؤتمر الوطني كشف رئيس القطاع السياسي بالحزب، قطبي المهدي، في تصريحات صحفية امس عن وجود اطراف بحزب الامة القومي راغبة في المشاركة في الحكومة ،خاصة بالولايات، وقال هناك بعض الشخصيات المهمة ستشارك بصورة فردية في الحكومة. واضاف «ما اعلمه ان قيادات كثيرة راغبة في المشاركة حتى على مستوى المركز». واعتبر قطبي فوائد مشاركة الافراد تعتمد علي من هم المشاركون وماذا يمثلون ووزنهم وتاريخهم السياسي ونفوذهم داخل الحزب وكيان الانصار، وقال ان مشاركة هؤلاء اكثر من فردية. واكد قطبي ان اعلان الحكومة سيكون قريبا، وقال ان شكل الحكومة اصبح واضحا وستكون هناك محادثات مع المشاركين للاتفاق معهم علي التفاصيل، واضاف ان كل القوى مشاركة عدا الاحزاب التي كان لها موقف واضح «الشعبي والشيوعي» اما الاحزاب الكبرى فهي مشاركة وتبقت التفاصيل النهائية حول شكل الحكومة.