تعتبر ولاية النيل الأبيض من أغنى ولايات السودان من ناحية توفر المياه، حيث يشقها النيل الأبيض «الذى أخذت اسمها منه» لمسافة تزيد عن الخمسمائة كيلومتر، ورغم ذلك فإن الكثير من المناطق حتى التى تلك تقع على شاطئ هذا النهر تعاني عدم توفرالمياه الصالحة للشرب، ناهيك عن تلك التى تبعد بأكثر من ثلاثين كيلومترا، فهى ظلت ولعشرات السنوات تشكو من شح المياه. الكثير من الأفكار والعديد من العقود وقعت خلال العهود السابقة ومن ولاة ووزراء مع شركات متخصصة من أجل إقامة مشاريع للمياه تحل مشكلة العطش فى الكثير من المناطق، خاصة تلك التى تقع غرب النيل الأبيض، إلا أن هذه العقود ظل الكثير منها حبيس الأدراج دون أن يحدث أى تغيير على أرض الواقع، إلى أن جاء الفرج على يد وزارة الكهرباء والسدود التى قادت مبادرة لإقامة سدود فى بعض المناطق لوضع حل جذرى لما يكابده المواطنون خاصة المزارعين بسبب شح المياه خاصة فى فصل الصيف. وقد ركزت وزارة السدود على منطقة تندلتى باعتبار أنها من أكثرالمناطق معاناة لعدم توفر المياه خاصة فى فترة الجفاف، وقررت إقامة سد فى منطقة الأعوج لتخزين مياه الأمطار ومياه خور أبو حبل للاستفادة منها فى فصل الصيف، حيث سيوفر هذا المشروع ملايين الأمتار المكعبة من المياه ستكفى سكان المنطقة شر العطش وتضع حداً لمشكلة ظلت تؤرقهم جيلاً بعد جيل. المهندس أسامة عبد الله وزير الكهرباء والسدود، قام خلال الأسبوع الماضى بزيارة للمنطقة تفقد فيها سير العمل فى هذا السد، حيث أكد أن العمل يسير بصورة جيدة، وقال «حسب شبكة الشروق» إن مثل هذه المشاريع تهدف الوزارة من إنشائها إلى استقرار المواطن وعلى وجه الخصوص المزارعين، إضافة إلى رفع معدلات الإنتاج من المحاصيل التى تزرع فى المنطقة، وأكد اهتمام الدولة بمشاريع المياه، مشيراً إلى أن مدينة تندلتى سيتم ربطها بخط الربط الرئيسى للمياه. الفريق معاش أحمد الأمين معتمد تندلتى ذكر أن أهالى المنطقة فى أمس الحاجة لمثل هذه البنيات التحتية، وقال إن هنالك ثلاثة مشاريع أساسية تشهدها المنطقة، وهى مشروع سد الأعوج والربط الكهربائى وسوق صادرالماشية. الكثير من المواطنين عبروا عن فرحتهم بتواصل العمل فى سد الأعوج، وأكدوا أنه يمثل حلاً ناجعاً لمشلكة المياه بالمنطقة، وذكروا أن شكواهم من انعدام المياه خلال السنوات الماضية وجدت أخيرا اذناً صاغية، وأشادوا بوزارة الكهرباء والسدود لتمويل مشروع سد الأعوج، كما ثمنوا جهود المعتمد واهتمامه بالأمر، مما جعل العمل يسير بصورة جيدة. الكثير من المتابعين لمشكلة المياه بالنيل الأبيض يرون أن مشروع سد الأعوج خطوة ممتازة، وقالوا إنه سيساهم وبشكل كبير فى إحداث حالة من الاستقرار وسط المزارعين بعد تفشي ظاهرة الهجرة خلال السنوات الماضية، وأشادوا بجهود وزارة الكهرباء والسدود من أجل إعادة صياغة البيئة الزراعية، إلا أنهم عادوا وأكدوا أن هنالك الكثير من المناطق بشمال غرب الولاية وغرب الدويم تحتاج إلى مثل هذه المشاريع، وطالبوا حكومة الولاية بالسعي لتنفيذ مشاريع شبيهة بمشروع سد الأعوج بتلك المناطق، مشيرين إلى أنها مناطق ثروة حيوانية ضخمة ويعانى أصحا? المواشي كثيراً في سبيل الحصول على المياه لهم ولمواشيهم. وزارة التخطيط العمراني بالولاية قامت ببعض الجهود خلال الفترة الماضية، بهدف توفير المياه لسكان المناطق النائية فى غرب الولاية مثل قرية أم سنيطة وما جاورها، إلا أن المشوار مازال طويلاً من أجل تحقيق الهدف المنشود من المشاريع التى طرحت لحل المشكلة .