الامبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس والتي استعمرت بلادنا سنين عددا .. تركت اشهر خدمة مدنية في العالم في ثلاث دول الهند، غانا ، وفي بلادنا حيث أسس الاستعمار كليات ومعاهد ارتفع بفضلها اسم السودان عاليا ولاتكاد تخلو مدينة سودانية من بصمة انجليزية معمارية. في مدينة كوستي وقبل الجلاء خلف الانجليز مباني معمارية مازالت الي اليوم هذا صالحة للسكن والعمل وشاهدة علي مدي اخلاص الانجليز في العمل .. ويعتبر حي « السرايات » في وسط مدينة كوستي من اميز الاحياء من الناحية الجمالية والعمرانية وحتي البيئية فقد سبق في بنيانه نظريات العمران البيئي بمساحته الواسعة ونظام تهويته الطبيعي صيفا وشتاء دون استخدام اجهزة تكييف او تسخين . يقول الصادق حلو موسى احد ملاك المنازل بحي السرايات ان معظم منازل الحي شيدت في عشرينيات القرن الماضي وشيدت المنازل في ربوة عالية بالمدينة في متعارض ولا يتعد عددها العشرين بيتا. ويوضح حلو ان المنازل تعود بملكيتها الي مديرية النيل الابيض، مشيرا الي ان مفتش المديرية كان يسكن في اول منازل الحي قبالة مستشفى العيون حاليا ، وبعض المنازل كانت تعود الي بنوك مثل المنزل التابع لبنك باركليز، والبنك العثماني ، ومعظم المنازل كانت تتبع لشركة لحوم كوستي والتي اوقفت فجأة بقرار سياسي في خمسينيات القرن الماضي وآلت منازلها بالبيع الي كل من دكتور جرجس عياد والشيخ المنصوري وادارة الكهرباء وعبدالله يعقوب الحلو واسرة حلو موسى ودكتور الدسوقي والبنك الزراعي واخرين. ويؤكد الحلو ان تلك المنازل شيدت بالحجر والاسمنت ومكونة من طابقين بدون استخدام حديد تسليح وتبلغ مساحة المنزل في الغالب من 4 آلاف الي 5 آلاف متر، ومازالت الي اليوم بحالتها الراهنة لم تتصدع وتحيط بها حدائق غناء.