احتضنت الشارقة في الفترة من 16 الى 26 نوفمبر الدورة الثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تحول الى عرس ثقافي عربي كبير يؤمه اقطاب الفكر والثقافة والناشرون من مختلف انحاء العالم. شارك في المعرض اكثر من 90 دار نشر ، واقيمت فيه اكثر من 300 فعالية تنوعت بين الملتقيات الفكرية والندوات والمحاضرات ودور المسرح، وبرامج ضخمة للاطفال. وقد اقيمت امسية لمناقشة تجربة مسرح الجيب وهشاشة التجربة في مصر ، دار فيها حديث حول تقويم التجربة ومفهوم التجريب الذي تأسس عليه المسرح، ونوقشت ايجابياتها وسلبياتها وشارك في الندوة المخرج هشام عطوة والناقد خالد رسلان والمخرجة اللبنانية لينا الابيض. .. كما تمت مناقشة تجربة الروائية الاماراتية سارة الجروان والتي تحدثت عن عشرين سنة من الكتابة والتواصل مع القاريء ، استفادتها من حكايات الكبار الذين عايشوا تاريخ الخليج المبكر، واعقبتها الرواية اللبنانية صبح والتي اثارت روايتها جدلا في جائزة البوكر العربية للرواية ، وتحدثت عن هذه القضية التي اثارها الاستاذ عصام ابو القاسم وتناولت الروائية اللبنانية ، تجربتها في حكايات مريم وتعبيرها عن الحرب اللبنانية وتناولها للاشياء المخيفة وهي تفضل هذه التسمية على مصطلح (المسكوت عنه)... ودارت مناقشة حول تجربة الكاتبين، ?مصطلح الادب النسوي ساهم فيها الاستاذ نبيل سليمان وعصام ابو القاسم وآخرون وادار الندوة الاستاذ عبدالفتاح صبري ... وجاءت امسيات اخرى حول تجارب الروائيين العرب، وكان من ضمنهم د. واسيني الاعرج، ابراهيم اصلان، امير تاج السر، وقد شارك الاستاذ جمال الغيطاني بالقاء الضوء على تجربة اصلان. واقيمت عدة امسيات شعرية لشعراء من الامارات وخارجها، وقدم المسرح عروضه اليومية وحظي قطاع الاطفال بالنصيب الاكبر في هذا المهرجان الثقافي مع تخصيص قاعات خاصة بهم، ومراسم ، ومسارح.. كما تدفقت جموع كبيرة من طلاب وطالبات المدارس، والجامعات، ومنسوبي المؤسسات الرسمية والاجهزة النظامية على المعرض. وكان لافتا قرار الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة بتقديم مكتبة خاصة لكل بيت وهو مشروع يعد الاول من نوعه، وهي مبادرة تستحق ان ينوه بها، وان تصبح رسالة لكل المهتمين برقي الامة وتطورها، وهي لفتة تدل على وعي باحتياجات العصر. ومن ضمن عشرات الندوات التي عقدت في هذه الدورة ندوة حول اشكالية القراءة والنشر العلمي، وقد حضرها السيد عبدالله العيوس مدير دائرة الثقافة والاعلام بالشارقة، وقد تحدث في الندوة الكاتب والناشر الإماراتي قيس صدقي ومحمد حلقان الصوافي وادارها د. علي النعيمي وحضرها طلاب المدارس، ودار نقاش حول جعل القراءة امرا محببا للاطفال ، وان هناك أزمة قراءة كما توجد أزمة كاتب لآن الكُتاب غير متفرغين لهذا العمل.. واقيمت ندوة حوارية حول الابداع بين (الورقي وسطوة الالكتروني) تحدث فيها د. فاضل تامر (العراق) ود. ابراهيم الجرادي الذي قال ان الابداع الورقي ما زال مسيطرا على الابداع الالكتروني والدليل على ذلك ان اكثر الشعراء انتشارا حتى الآن هم الورقيون مثل محمود درويش وكذلك هو الحال مع الرواية الورقية وبقية الاجناس الادبية. وفي ختام المعرض خاطب الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي الحفل الختامي للمعرض. والذي أكد فيه أن إمارة الشارقة ستمضي قدماً في مشروعها الثقافي الفريد عبر المزيد من التطوير لكافة الأحداث والفعاليات الثقافية التي تقام في الإمارة وأبرزها معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي حقق في دورته الثلاثين لهذا العام نجاحاً غير مسبوق على كافة المستويات. وأكد صاحب السمو حاكم الشارقة في تصريحات له بمناسبة ختام فعاليات الدورة الثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب أن النجاح الكبير الذي حققته الدورة الثلاثين لمعرض الشارقة الدولي للكتاب كان حصاد 30 عاما من العمل الدؤوب والتراكم الثقافي في الإمارة الذي شيد على أسس متينة، مشيراً إلى أن هذا النجاح لن يكون سوى دافعاً نحو المزيد من العمل لتحقيق الطموحات وبلوغ الغايات للإرتقاء بالثقافة العربية والإسلامية نحو مستويات عالمية. وفي رد لسموه على ما نشرته بعض الصحف المحلية يوم أمس من أراء ومقترحات لعدد من النقاد والشعراء والأدباء والمثقفين العرب قائلا: «نحن في معرض الشارقة الدولي للكتاب لا نسعى وراء الكم في ما نقدمه من برامج ثقافية وإنما نحرص على التنوع في كافة البرامج التي لا تتعارض مع بعضها البعض في المبدأ، حيث عملنا على أن تكون برامجنا الثقافية لخدمة مختلف شرائح المثقفين، ولاشك في أن الإقبال الكبير الذي حظيت به مختلف البرامج الثقافية لمعرض الشارقة الدولي للكتاب ليس سوى دليل على نجاح هذه البرامج الذي يشكل لنا دافعا نحو المزيد من ?لتطوير لها في الدورات القادمة بإذن الله». وأشار صاحب السمو حاكم الشارقة الى أن معرض الشارقة الدولي للكتاب قد حرص منذ مطلع التسعينيات على تخصيص جوائز للكتاب الإماراتي بما في ذلك التأليف والإعداد والدراسات والترجمة والطباعة حيث ضم المعرض منذ أكثر من 20 عاماً أربع جوائز مخصصة للكتاب الإماراتي تتمثل في جائزة أفضل مؤلف إماراتي، وجائزة أفضل إعداد ودراسات إماراتية، وجائزة أفضل كتاب إماراتي مترجم وأفضل كتاب مطبوع في دولة الإمارات، وهذا يدل على حرص معرض الشارقة الدولي للكتاب على الاهتمام بالكتاب والأدباء الإماراتيين كذلك الناشرين وكل ما يتعلق بالبرنامج ا?ثقافي الإماراتي». وأن معرض الشارقة الدولي كان قد أنشأ أول نادي للقراءة يبث على الهواء مباشرة وذلك عبر تلفزيون الشارقة بعنوان «في حضرة الكتاب» وذلك لتشجيع كافة شرائح المجتمع على القراءة حيث بدأ بث هذا البرنامج منذ شهر يناير من العام 2011، كما أن معرض الشارقة الدولي للكتاب يضم نادي الكتاب العربي، في حين أن الشارقة تضم عددا كبيرا من أندية القراءة والكتابة التابعة لعدد من المؤسسات الثقافية في الإمارة، وهي بلا شك مكملة لمشروع «ثقافة بلا حدود» الذي يوزع المكتبات بالمجّان على الأسر في إمارة الشارقة «، وأشار سموه إلى أن المعرض سيق?م في السنوات القادمة المزيد من البرامج الثقافية الداعمة لكافة المواهب الكتابية الناشئة (الكتاب الجدد) في دولة الإمارات ، والأخذ بيدهم وتشجعيهم نحو المزيد من العطاء والإبداع الثقافي، و لهذا قام معرض الشارقة الدولي للكتاب بدعوة مجموعة من المثقفين الإماراتيين للمشاركة في عدد من الندوات التي تشارك بها إدارة المعرض في مختلف أنحاء العالم». وفي ختام تصريحاته عبر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة عن بالغ سعادته بالنجاح الكبير الذي حققه معرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الثلاثين والتي استقطبت 900 ناشراً مثلوا 50 دولة من مختلف أنحاء العالم على مدى 10 أيام ، حيث جاءت دورة هذا العام مميزة بما قدمته من تنوع كبير في الفعاليات والمشاركين التي هدفت في جلها إلى منح زوار المعرض تجربة ثقافية غنية من خلال الكم الهائل من العناوين التي تجاوزت حاجز 300 ألف عنوان ، حيث وجه سموه حديثه للناشرين والأدباء والكتاب والم?قفين والزوار قائلاً» نعدكم أننا إن كنا قد وفقنا في أن يحظى معرض هذا العام بإعجابكم ، فإن الدورة الواحدة والثلاثين للمعرض في العام القادم ستكون أفضل بكثير بإذن الله «. الجدير بالذكر أن معرض الشارقة الدولي للكتاب الذي انطلقت فعاليات الدورة الثلاثين له هذا العام في منتصف شهر نوفمبر الجاري وذلك بالتنسيق مع المعارض الأخرى العربية والعالمية ، ستنطلق فعاليات الدورة الواحدة والثلاثين له في السابع من شهر نوفمبر 2012 مما يسمح للزوار بفرص أكبر لإقتناء المزيد من العناوين الثقافية.