سيعقد اعتباراً من يوم الإثنين 28/11/2011م ولمدة أسبوعين مؤتمر الأممالمتحدة لتغير المناخ بمدينة ديربان بجنوب افريقيا.. فهل من جديد؟ نفس التحديات التى قابلت مؤتمر كوبنهاجن «2009م» لازالت فى الانتظار، وستقوم الاغلبية بالاحتجاج والرفض اذا لم تغير استراتيجيتها فى التفاوض، كما ستقوم الاقلية الغنية بفعل ما تريد اذا لم يتم التوصل الى اتفاق. وفى محاولة للخروج بنتائج ايجابية من هذا المؤتمر يمكن النظر بعين الاعتبار الى النقاط التالية: ٭ هنالك تحولات كبيرة فى مجال الاقتصاد على المستوى الدولى اثرت على اولويات الشارع المؤثر، ومؤشرات ذلك واضحة فى حركات الاحتجاج من احتلال وول استريت وكاتدرائية القديس بول، إلى إطاحة بعض حكومات منطقة اليورو. ونتيجة لذلك من المتوقع أن يقل دعم الشارع المؤثر لموضوع تغير المناخ فى السنوات القادمة. والشارع المؤثر هو بالضرورة من مكونات مجتمع الاغنياء. ٭ موضوع الصين يجب مناقشته بموضوعية من قبل مجموعة ال 77 + الصين. لقد أصبحت الصين من الملوثين الكبار وايضا الهند، ولا يستقيم عقلا اعتبارهما من الدول النامية. ويجب أن تتحملا نصيبهما من تخفيض الانبعاثات الغازية وخاصة غاز ثانى اكسيد الكربون. ولا احد ينكر أن الصين دعمت معظم دول العالم الثالث اقتصادياً وسياسياً فى ظل المصالح المشتركة، ولكن حقائق الاشياء تقول إن الصين اصبحت دولة صناعية كبرى ذات هيمنة اقتصادية ملحوظة. وبناءً على ذلك عليها الايفاء بالتزاماتها تجاه الاتفاقية الاطارية لتغير المناخ. فإلى متى ستقوم مجموعة ال «77» بتوفير غطاء آمن للصين في ما يتعلق بعدم مساهمتها الجادة فى حل مشكلة تغير المناخ؟ ٭ الصفقة البديلة لبروتكول كيوتو التي ستقدمها حكومة المملكة المتحدة والتى تطالب بأن يكون عام 2020م بداية الالتزام القانونى لتنفيذ التعهدات التى سيتم الاتفاق عليها، هى الفرصة التى يجب ألا تضيع، وضياعها يعنى مزيداً من تراكم الانبعاثات الغازية الضارة، وظهور الآثار السالبة لتغير المناخ بدرجة كبيرة خاصة فى أرياف دول العالم الثالث. ٭ إن التركيز فى الحصول على أكبر دعم لمشروعات التكيف مع آثار التغير المناخي ومعالجة المشكلات الناتجة عن الجفاف والتصحر وتدهور التنوع الحيوي، هو الاجدى والانفع لدول العالم الثالث. وفى الختام لا بد من دعم وطنى ملموس للمحافظة على المناطق الريفية من التدهور، خاصة التى تعتمد على الأمطار فى الزراعة وتربية الحيوان، حتى يمكن التخفيف من آثار التغيرات المناخية المتوقعة. مدير سابق للإدارة العامة للموارد الطبيعية وزارة الزراعة والغابات.