* منذ أن كتب قصيدته «تمائم من طقوس لقبيلة» في الثالث من نوفمبر عام «1985» لم يتناول قلم الشاعر الدكتور السفير عمر عبد الماجد «المدينة» التي تقطنها «القبيلة» سالفة الذكر إلا في سبتمبر هذا العام حيث منح مدينة الصبا التي شهدت براءته الأولى وأحلامه الصغيرة موسوعة شعره مَقَاطع ل «أليس» ذات المدينة التي سكب من قبل في جوفها الحب والرحيق فنسج ميلاده حكاية الهوى في قلب الصبي.. * بعد زمن ليس بالقصير، عاودت شاعرنا أشواقه القديمة فسافر شعره الى «أليس» المدينة التي أهداها التاريخ هذا الاسم ومنحته هي ل «صبايا» أطلق أباؤهن الاسم عليهم فخلدن الاسم اجتماعياً بثنائية تاريخ العشق والحقيقة وتوجها د.عمر بقصيدة اهتزت لها المشاعر طرباً وطاوعها العقل انحناءً لشاعر ما انفك يكتب بقلم «سَنين» يسيل منه الحبر كلمات على الأوراق التي تتخذ من شجر الجميز الذي يميز «أليس» خلفية ل «لوحته» التي أبدع فارسم وجده القديم فيها.. * عمر عبد الماجد يلتقط قفازه على عجل ويصلح من شأن «عمامته» ويغوص في المدينة التي فارقها سنوات ساقه فيها القدر الى موانئ وأرصفة أحلى المدن العالمية فكتب الجمال والحب والشعر على شواطئها وخلدها بقصائد ذابت في خلجاتها وأنهارها فخرجت مياهها «ممزوجة» ب «غزل» شاعر لينحت القصيدة لوحة «جدارية» صاخبة.. وتستحق.. فكم شربت مدائن عشقه سُكراً حتى الثمالة.. * عمر عبد الماجد يعرّف القارئ بأن «أليس» هي مدينة الكوة الحالية التي افترع حديثه عنها ب «فعل ماضي» ربما عمد منه الشاعر الوصف القديم لأيام كانت تتدثر فيها المدينة بالهدوء والسلام والطيبة والتسامح الذي كان يحيط المدن بلا استثناء و«أليس» واحدة من تلك المدن لكنها اليوم «وا حسرتاه قد ثوت جنوبها على صحاف الآكلين/ من كل كاسر وجارح». * لعمر عبد الماجد أدوات وصف تفرد اجنحتها محلقة بالقارئ في سماوات الوصف السرمدي لاشعاره التي تختزن تجارب ثرة لشاعر ينقش الكلمات فوق الماء فتستحيل جهراً الى «سر الأسرار» الذي يحكي «موروث» قبيلته التي تصف من يغادر مدينته «أليس» «ويأخذون حفنة من التراب/ ان خطا مغادراً لكي يعود!!»/ وكي تبارك الأسلاف دربه!!» باختزان أمنيات الأوبة «المباركة» ب «الرُقى».. * في قصيدته القديمة لذات المدينة والتي علقها «تمائم» على أفرع الجميز والنخيل ورغم فارق الزمن وولادة جيل جديد بين القصيدتين إلا أن عُمَراً مازال يرصف ويجسر هوة بعده عن المدينة ب «الكلمات» الموغلة في عشق الشجر والمياه وضوء القمر فيجتر ذكرى حبيبة قلبها «جوهرة» طبعت قبلتها الأولى في قلبه الشفيف/ كانت أليس مثل قلب الجوهرة/ مثل برق الرمح في سحابة الغبار/ زاهية بلونها الأزرق عند نجمة السحر/ أو حينما يطل ضوء القمر ضاحكاً على المياه والشجر.. * يستند عمر ويستعين بالواحد العظيم كعادته دائماً في عمق وصفه للطبيعة والجمال بخالق الكون فلا يفارق اسم الجلالة لسانه وهو في قمة «دهشته» للأشياء «الله ما أروعها مدينة كانت محصنة بالحب من براثن الشقاق/ ومن محافل النفاق/ * قصيدة عمر الغارقة في مزيج التاريخ القديم والجديد تستحق أن «تكون» مقاطع من موسوعة طويلة.. * همسة من موسوعة أليس للشاعر عمر عبد الماجد: الله ما أروعها مدينة كانت.. تغوص للقيعان في غرارة النهر.. لتلقط النجوم للخلود والبقاء والأثر.. وتنحت الصخور معبداً ومئذنة..