*بعد ساعات فقط من حديث السيد وزير الشباب والرياضة والذى أبدى خلاله ( شفقته وقلقه على مستقبل المنتخب ) وإنتقد الإختيار وقال إن هناك مجاملات وجدد حديثه عن المدرب الأجنبى فبعد ساعات فقط من حديث الأستاذ حاج ماجد سوار والذى هو بمثابة رأى سلبى وليس أيجابيا لسيادته فى المنتخب الوطنى، جاء الرد عمليا من صقور الجديان والجهاز الفنى للمنتخب على حديث الوزير ورأيه فيهم وبالطبع فإن الهواتف الجوالة ( الموبايلات ) قد نقلت ما قاله السيد الوزير بحذافيره وبالتفاصيل المملة والزيادة إلى ( منطقة العمليات ) فى العاصمة التنزانية ?ار السلام حيث يقاتل المنتخب هناك وهذا ما كان له فعل السحر فى دواخل صقور الجديان ومن خلفهم قائدهم الفنى وأركان حربه، حيث تضاعفت همتهم وقوة إرادتهم وإزداوا صلابة ولعبوا وكأنهم يودون الرد وإثبات ذواتهم ووجودهم وإزالة تخوفات وقلق السيد الوزير ورأيه السالب فى قدراتهم وكفاءتهم والتقليل من شأنهم، فلعبوا كما لم يلعبوا من قبل وإستطاعوا أن ينتزعوا بطاقة التأهل للمباراة قبل النهائية بعد أن هزموا بورندى بهدفين برغم أنهم أكملوا المواجهة وهم ( ناقصين بعد طرد اللاعب نجم الدين ) وهذا ما يجعلنا نقول ( رب ضارة نافعة ) *لا أود الرد المباشر على ما قاله السيد الوزير الأخ حاج ماجد سوار ولكن أرى أنه حديث يستحق التعليق عليه لا سيما وأنه غاية الخطورة وبالغ الحساسية خصوصا وأنه صادر من الشخص المسؤول عن إدارة ورعاية الرياضة فى البلد وبالطبع فهو يعتبر ( رأى الحكومة ) على إعتبار أنه جاء من الوزير المختص وأقول إنه حتى وإن كان ما نطق به السيد الوزير صحيحا ومهما تكن حيثياته والأسانيد ومبرراته إلا أنه صدر فى وقت غير مناسب حيث لم يراعِ الظرف الذى يمر به المنتخب ويكفى أن الوسائط نقلته فى نفس اليوم الذى سيؤدى فيه صقور الجديان مباراة مهمة ?ليس أمامهم فيها إلا الفوز حتى يستمروا فى البطولة وما يجعلنا نكرر السؤال هو ( ما هى مناسبة هذا الحديث أو الدواعى التى جعلت سيادته يتناول أمر المنتخب وهو فى قلب مشاركة باسم البلد)؟ *الحديث عن مدرب أجنبى أصبح ممجوجا ومكررا هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد تأكد ومن خلال التجارب أن الخبراء الأجانب يفشلون على الدوام مع المنتخب الوطنى ونقول إنه وقياسا على التعقيد الحادث الأن فى كرة القدم والعصبية القاتلة والمنتشرة وفى ظل قيادة وتحكم الإعلام الرياضى المتعصب والملون على العقلية الإدارية فى السودان ومع إنفعال الجمهور والحساسية المفرطة والعدا ء المستحكم والكراهية التى أصبحت سمة للعلاقة، فإن أى مدرب أجنبى يأتى إلى هنا سيكون مصيره الفشل وستتم مهاجمته وإساءته والتقليل من شأنه وإستفزازه وسيطالبون ?رحيله وسيهاجمونه قبل أن يبدأ عمله بعد أن يسخروا منه وقطعا عندها ( سيلعن اليوم الذى جعله يدخل في هذه التجربة ) ولكن وإن سلمنا جدلا أن المدرب الأجنبى سيأتى فما هى الجهة التى ستوفر له راتبه ومخصصاته وحوافزه والوسائل والمعينات، وهل يعلمون كم يبلغ مرتب ومخصصات مدرب المنتخب ؟؟؟ . فى إعتقادى أن أى حديث ( فلسفى ) غير واقعى ولا يراعى الإمكانيات المتاحة والقدرات الفعلية الموجود والمعطيات سيبقى فى النهاية مجرد ( كلام للإستهلاك لا بودى ولا بجيب ) *ما كان لأى مدرب فى العالم أن يحقق أو ينجز ما حققه كابتن محمد عبدالله مازدا لمنتخب السودان الوطنى لكرة القدم وهذا ليس مجرد رأى أو مجاملة فهذه هى الحقيقة التى يؤكدها الواقع وتقرها الأرقام ويعلمها كل السودانيين ولا يستطيع أحد إنكارها لأنها مثبتة ومؤكدة ومرئية ومحسوسة وفى إعتقادى ومن واقع متابعة ومعرفة ومعلومة وبحث فإنه ليس بمقدور أى مدرب فى العالم ومهما تكن كفاءته ونجوميته وشهرته وشطارته أن يقود المنتخب مثلما يقوده الأخ مازدا وذلك لسبب واحد وهو أن واقعنا وسلوكنا وطبائعنا تختلف عن كل البشر والعالمين فقيادة م?تخبنا ليست محصورة فى الملعب فقط ولا هى فى إختيار اللاعبين وتوظيفهم وتزويدهم بجرعات اللياقة بل لا بد من وجود من يعرف إمكانياتهم الفكرية وسلوكهم وطبائعهم ومستوى إستيعابهم وقدر إنفعالهم هذا من جانب، ومن آخر فنحن شعب يتعامل مع كرة القدم على إعتبار أنها حلبة عراك وعداء وكراهية وتحزب وخصومة ومجال للعصبية و للنميمة والتحدى، وجميعنا يتعامل مع المباراة فيها وكأنها معركة والخسارة فيها ( فضيحة وعيب ومصيبة كبيرة وكارثة وعار) فهل يمكن لمدرب أجنبى مهما كان أن يحقق نجاحا فى ظل هذا الوضع المعقد والملتهب والمنفجر على الدو?م و لا يعرف الهدوء ولا الإستقرار؟ *يحسب لكابتن مازدا أنه أعاد لكرة القدم السودانية مجدها وسيرتها الأولى و نفض منها غبار أربعين عاما عندما أوصل المنتخب لنهائيات الأمم الأفريقية التى أقيمت بدولة غانا فى العام ( 2008 ) وهاهو يكرر ويعزز إنجازه الأول بآخر و بعد أربع سنوات فقط حيث صعد بصقور الجديان للنهائيات الأفريقية المرتقبة والتى ستنطلق بعد شهر واحد فى غينيا والجابون وقبلها كان قد صعد بالمنتخب لنهائيات البطولة العربية حينما تصدر مجموعة لبنان كما حصل على بطولة سيكافا بإثيوبيا التى إستضافتها إثيوبيا فى العام ( 2007 )، ويحسب له أيضا أنه حقق نص?ا قياسيا على المنتخب المصرى بطل أفريقيا لثلاث مرات بأربعة أهداف كأكبر هزيمة يتعرض لها منتخب الفراعنة من منتخب أفريقى قبل أربعة شهور توج منتخبنا بكأس شركة ( أل جى ) العالمية بعد أن قهر نظيره الكينى بهدف فى مباراة جرت أحداثها بالعاصمة الكينية نيروبى وشهدها أكثر من خمسين ألف متفرج. أفبعد كل هذا تسعون لتغييره وتشككون فى كفاءته وقدراته ( لا كرامة لنبى عند قومه ، وخيرا تعمل وشرا تلقى ) ونحن مع المثل الذى يقول ( لالوب بلدنا ولا تمر الناس ) وكما يقول أهلنا فى دارفور ( أب سلمبويتى ولا كدكاية زول - يدربنا مازدا ود ?لدنا ولسنا فى حاجة لمورينو الغريب ) ونعيد شعار زمان ( نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع وغير محتاجين للأجانب )