وقعت مشادة كلامية بين مندوبي السودان وجمهورية جنوب السودان، في مجلس الأمن الدولي مساء امس الاول، وسط تصاعد حدة التوتر بين البلدين،بينما ابدى رئيس قسم عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة ايرفيه لادسو، ، عن قلق المنظمة الدولية من الوضع الأمني في أبيي ،وطالب بتوسيع التفويض الممنوح لبعثة قوات الأممالمتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي ليشمل دعم الآليات المتعلقة بالحدود. وبدأ مندوبا البلدين بمقاطعة بعضهما البعض خلال إلقاء الكلمات في قاعة مجلس الأمن في الجلسة التي خصصت للسودان، وأخذا بتوجيه الاتهامات المتبادلة حول عمليات تسلل عبر الحدود وانتهاك معاهدات السلام. واتهم سفير السودان لدى الأممالمتحدة، دفع الله الحاج علي عثمان، الجنوب بدعم المتمردين في المناطق المضطربة في جنوب كردفان والنيل الأزرق، والتي تقع في الشمال،وقال عثمان «نأمل أن توقف حكومة جنوب السودان، على الفور انتهاكاتها الصارخة والاعتداءات، وتستعيد المنطق». وفي الشهر الماضي، قالت الأممالمتحدة إن القوات المسلحة السودانية قصفت مخيم للاجئين في جنوب كردفان، بينما رد عثمان امس، ان المعسكر كان يستخدم لتدريب ودعم المقاتلين المتمردين،وأكدت الاممالمتحدة أن 37 شخصا قتلوا واصيب 22 اخرون في هجوم في منطقة حدودية في جنوب السودان،وقالت المتحدثة باسم الأممالمتحدة مارتن نيسيركي إنه «لم يكن هناك ما يكفي من المعلومات حتى الآن لتحديد من المسؤول عن هذا الهجوم». من جهته، قال ديفيد بوم شوات مندوب جنوب السودان لدى الأممالمتحدة بالوكالة «ليس من الحق أو الإنصاف أن نتوقع أن تفعل جنوب السودان أكثر مما فعلت، دون أي تحرك من جمهورية السودان». وقال ايرفيه لادسو، رئيس قسم عمليات حفظ السلام للأمم المتحدة أمام مجلس الأمن ، انه تم احراز «تقدم ضئيل للغاية» في إنشاء الهيئة الإدارية لمنطقة أبيي، مشيرا إلى أن مواقف البلدين لا تزال «بعيدة جدا» من التوصل الى اتفاق طويل الأجل. واضاف، إن الوضع الأمني في أبيي مازال هشا، مشيرا إلى عدم انسحاب قوات الجانبين من المنطقة حتى الآن بما يخالف الاتفاق الذي توصلا إليه في العشرين من يونيو ،وتابع «إن وجود القوات المسلحة وعدم تحقيق تقدم سياسي وفق اتفاق العشرين من يونيو يثير القلق بالنظر إلى أننا مقبلون على نهاية موسم الأمطار وبدء هجرة المسيرية عبورا بمنطقة أبيي، إن الهجرة هذا العام تحدث بشكل سريع فقد شوهدت أعداد كبيرة من الرعاة في أبيي والمناطق المحيطة بالبلدة منذ أكثر من شهر». واوضح لادسوس ،ان رئيس قوة الأممالمتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي تحدث مع زعماء قبيلة المسيرية وشجعهم على إبطاء هجرة أفراد القبيلة الذين يقومون بتلك الرحلة الموسمية،وذكر أن البعثة غيرت انتشارها في أبيي وأقامت نقاط تفتيش لمنع دخول الميليشيات المسلحة إلى البلدة، ولكنه قال إن رفض البعثة طلب القوات المسلحة السودانية بإزالة إحدى نقاط التفتيش دفع القوات إلى تعزيز وجودها في أبيي. وتتطرق لادسوس إلى القضايا العالقة الأخرى بين الجانبين، حيث قال: «من المهم أن يشجع مجلس الأمن الدولي الجانبين على التوصل إلى اتفاق حول ترسيم مناطق الحدود ومواقع آليات المراقبة والتفاصيل التقنية تحت رعاية الاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى ذلك آمل أن ينظر المجلس في توسيع التفويض الممنوح لبعثة قوات الأممالمتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي ليشمل دعم الآليات المتعلقة بالحدود، كما أوصى بذلك الأمين العام في تقريره في التاسع والعشرين من سبتمبر». وشدد وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام على أن العودة إلى طاولة المفاوضات أساسية لمنع دخول الدولتين في هاوية العنف الذي سيؤثر حتما على المنطقة بأسرها.