أنا مرشح على القائمة الحزبية في ولاية الخرطوم عن الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد»وليس الغرض من هذه المقدمة الدعاية الإنتخابية» ، ولكن كلما تطوعت لإخبار شخص بهذا الأمر إلا وسألني بقوله(وما هي هذه القوائم؟)،يستوى في ذلك المتعلمون وأنصاف المتعلمين..الشباب والكبار...النساء والرجال. هذا السؤال تلوكه ألسنة الناخبين والإنتخابات لا يفصلنا عنها سوى بضعة أيام.ومن المؤسف أن مفوضية الإنتخابات التي أهدرت أموالاً طائلة على التوعية الإنتخابية لم تعالج هذا السؤال الحيوي،فالقوائم هي تجربة جديدة لدى الناخب المخضرم لم يعهدها طوال التجارب السابقة فما بالك بالناخبين الجدد من شرائح الشباب ؟ المفوضية في هذه الأيام أصبحت سوقاً رائجاً للتكسب من موسم الإنتخابات،فالإعلانات الوافرة مبذولة لكل أهل الإعلام والطباعة والتصميم وحتى أهل الدراما من ممثلي الكوميديا ..هي مولد زاخر بكل أنواع (الحمص) وغيره من الحلويات،لكن المفوضية تعامت عن جوهر الرسالة الإعلامية المطلوب إيصالها ،وراحت تنفق الاموال يميناً ويساراً دون إدراك للمضمون الإعلامي المطلوب والمرجو. هذه الأعمال الدرامية القصيرة التي تفيض سماجة وضحالة في الفكرة(من شاكلة أخونا خلف الله) والذي يصور الناخب في شكل الإنسان المعتوه أو الأبله فطير العقل،هي مجرد إسترزاق وإهتبال للرزق من سوق المفوضية . ان الجرعة الإعلامية المطلوبة في هذه المرحلة ليس حض الناس على التصويت،فالمواطن الذي حرص على التسجيل لا يحتاج إلى(درس عصر ساذج) ليدفعه للتصويت،ولكن المطلوب تبصير الناس عن ماهية هذه القوائم،وأن يتفهم المواطن أن هناك قائمتين للمرأة وقائمتين حزبيتين ، اثنان للمجلس الوطنى واثنان للمجلس التشريعى للولاية . لا نود أن نبكي على اللبن المسكوب ولكن أعتقد أنه كان من الأجدى أن تنفصل الإنتخابات الولائية الخاصة بالمجالس التشريعية للولايات ببطاقاتها الثلاث والتي تشمل الدوائر الجغرافية الولائية وقائمة المرأة والقائمة الحزبية...أن تنفصل بفترة زمنية مستقلة عن إنتخابات الهيئة التشريعية القومية ورئاسة الجهمورية والوالي.مثل هذا الفصل كان حتماً سيقلل الإرباك حتى يصوت الناخب في شمال السودان بثلاث بطاقات ولائية في المرحلة الأولى،ثم بخمس بطاقات قومية في المرحلة الثانية وهي بطاقات رئاسة الجمهورية والوالي والدائرة الجغرافية والقائمتان الحزبية والنسائية. نأمل أن تعالج المفوضية ضبابية الجرعة الإعلامية قبل ان ينفد (الحمص) وينفض المولد.