وحدة السدود تعيد الدولة إلى سؤال التنمية المؤجَّل    قرارات اجتماع اللجنة التنسيقية برئاسة أسامة عطا المنان    تراجع أسعار الذهب عقب موجة ارتفاع قياسية    عثمان ميرغني يكتب: لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟    شول لام دينق يكتب: كيف تستخدم السعودية شبكة حلفائها لإعادة رسم موازين القوة من الخليج إلى شمال أفريقيا؟    مناوي : حين يستباح الوطن يصبح الصمت خيانة ويغدو الوقوف دفاعآ عن النفس موقف شرف    الخارجية ترحب بالبيان الصحفي لجامعة الدول العربية    ألمانيا تدعو لتحرك عاجل: السودان يعيش أسوأ أزمة إنسانية    ياسر محجوب الحسين يكتب: الإعلام الأميركي وحماية الدعم السريع    الفوارق الفنية وراء الخسارة بثلاثية جزائرية    نادي القوز ابوحمد يعلن الانسحاب ويُشكّل لجنة قانونية لاسترداد الحقوق    السعودية..فتح مركز لامتحانات الشهادة السودانية للعام 2025م    كامل ادريس يلتقي نائب الأمين العام للأمم المتحدة بنيويورك    محرز يسجل أسرع هدف في كأس أفريقيا    شاهد بالصور.. أسطورة ريال مدريد يتابع مباراة المنتخبين السوداني والجزائري.. تعرف على الأسباب!!    شاهد بالفيديو.. الطالب صاحب المقطع الضجة يقدم اعتذاره للشعب السوداني: (ما قمت به يحدث في الكثير من المدارس.. تجمعني علاقة صداقة بأستاذي ولم أقصد إهانته وإدارة المدرسة اتخذت القرار الصحيح بفصلي)    وزير الداخلية التركي يكشف تفاصيل اختفاء طائرة رئيس أركان الجيش الليبي    سر عن حياته كشفه لامين يامال.. لماذا يستيقظ ليلاً؟    "سر صحي" في حبات التمر لا يظهر سريعا.. تعرف عليه    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة تسابيح خاطر تستعرض جمالها بالفستان الأحمر والجمهور يتغزل ويسخر: (أجمل جنجويدية)    شاهد بالصورة.. الناشط محمد "تروس" يعود لإثارة الجدل ويستعرض "لباسه" الذي ظهر به في الحفل الضجة    والي الخرطوم: عودة المؤسسات الاتحادية خطوة مهمة تعكس تحسن الأوضاع الأمنية والخدمية بالعاصمة    فيديو يثير الجدل في السودان    إسحق أحمد فضل الله يكتب: كسلا 2    ولاية الجزيرة تبحث تمليك الجمعيات التعاونية الزراعية طلمبات ري تعمل بنظام الطاقة الشمسية    شرطة ولاية نهر النيل تضبط كمية من المخدرات في عمليتين نوعيتين    الكابلي ووردي.. نفس الزول!!    حسين خوجلي يكتب: الكاميرا الجارحة    احذر من الاستحمام بالماء البارد.. فقد يرفع ضغط الدم لديك فجأة    في افتتاح منافسات كأس الأمم الإفريقية.. المغرب يدشّن مشواره بهدفي جزر القمر    استقالة مدير بنك شهير في السودان بعد أيام من تعيينه    كيف تكيف مستهلكو القهوة بالعالم مع موجة الغلاء؟    4 فواكه مجففة تقوي المناعة في الشتاء    اكتشاف هجوم احتيالي يخترق حسابك على "واتسآب" دون أن تشعر    ريال مدريد يزيد الضغط على برشلونة.. ومبابي يعادل رقم رونالدو    رحيل الفنانة المصرية سمية الألفي عن 72 عاما    قبور مرعبة وخطيرة!    شاهد بالصورة.. "كنت بضاريهم من الناس خائفة عليهم من العين".. وزيرة القراية السودانية وحسناء الإعلام "تغريد الخواض" تفاجئ متابعيها ببناتها والجمهور: (أول مرة نعرف إنك كنتي متزوجة)    حملة مشتركة ببحري الكبرى تسفر عن توقيف (216) أجنبي وتسليمهم لإدارة مراقبة الأجانب    عزمي عبد الرازق يكتب: عودة لنظام (ACD).. محاولة اختراق السودان مستمرة!    انخفاض أسعار السلع الغذائية بسوق أبو حمامة للبيع المخفض    ضبط أخطر تجار الحشيش وبحوزته كمية كبيرة من البنقو    البرهان يصل الرياض    ترامب يعلن: الجيش الأمريكي سيبدأ بشن غارات على الأراضي الفنزويلية    قوات الجمارك بكسلا تحبط تهريب (10) آلاف حبة كبتاجون    مسيّرتان انتحاريتان للميليشيا في الخرطوم والقبض على المتّهمين    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (حديث نفس...)    حريق سوق شهير يسفر عن خسائر كبيرة للتجار السودانيين    مياه الخرطوم تكشف تفاصيل بشأن محطة سوبا وتنويه للمواطنين    محافظ بنك السودان المركزي تزور ولاية الجزيرة وتؤكد دعم البنك لجهود التعافي الاقتصادي    الصحة الاتحادية تُشدد الرقابة بمطار بورتسودان لمواجهة خطر ماربورغ القادم من إثيوبيا    مقترح برلماني بريطاني: توفير مسار آمن لدخول السودانيين إلى بريطانيا بسهولة    الشتاء واكتئاب حواء الموسمي    عثمان ميرغني يكتب: تصريحات ترامب المفاجئة ..    "كرتي والكلاب".. ومأساة شعب!    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الولايات


طوكر تخضع لجراحة تجميل ناجحة
بورتسودان: ود أحمد
في الايام الماضية زار الولاية عدد من سفراء الاتحاد الاوربي في اطار زيارته لمحلية طوكر للاطمئنان والوقوف علي مشروع دلتا طوكر، خاصة بعد التمويل الذي قدمه لإعادة بناء هذا المشروع.. وكانت الزيارة بشارة خير لمواطني المحلية، حيث تجمعوا صفوفا فرحة باستقبال الخواجات، خاصة ان طوكر في الايام الاخيرة همشت من قبل حكومة الولاية حيث ابعدت من خط زيارة الرئيس الاولي والثانية، فكانت هذه الزيارة هي بداية امل لاستعادة الحياة للمواطنين. ومدينة طوكر تعتبر مدينة تاريخية، وارتبط اسمها بمدينة لاكنشير البريطانية عبر انتاج القطن، و?انت البورصة العالمية حينها تحدد من طوكر. هذا بجانب ان طوكر تعتبر من المدن الاولى في السودان من حيث الحراك الثقافي، حيث كانت تعرض فيها الأفلام المصرية كعرض اول ومن ثم لبقية مدن السودان. ومرت السنين والايام وجاء الاوربيون ليعيدوا تلك الامجاد من جديد لاهل طوكر عبر مشروع دلتا طوكر. عمر علي عثمان المدير الوطني للمشروع النموذجي لتأهيل دلتا طوكر قال إن مشروع دلتا طوكر يتكون من 406 آلاف فدان، لكن هذه المساحة تأثرت بزحف الرمال وانتشار اشجار المسكيت، مما ساعد على تقليص هذه المساحات، ايضا سوء الادارة في فترات الحكم ا?مختلفة منذ الاستقلال والى الآن هو الآخر ايضا كان له الدور في انهيار هذا المشروع، وحتى السكان تركوا المنطقة في فترة الحرب ونزحوا الى سواكن وبورتسودان بحثاً عن كسب العيش، واهم هذه الاسباب تذبذب خور بركة نسبة للتقلبات المناخية. فكل هذه الاسباب تجمعت وكتبت النهاية لهذا المشروع العملاق، والمساحة المتاحة الآن 100 ألف فدان، والمساحة المستفاد منها قد تصل الى الف فدان أو 50 او 40 الف فدان، نسبة لوجود الاحزمة الغابية. ومساحة مشروع دلتا طوكر التي نحن الآن بصدد الحديث عنها تمثل 53% من اراضي الولاية، ونجاح المشروع يعني?توفير الأمن الغذائي للولاية وايجاد فرص عمالة لاهل المنطقة، بجانب ان المشروع سيوفر أعلافاً للحيوانات، واهم ما في الأمر دعم المشروع للاقتصاد الوطني عبر محصول القطن. وزيارة الاتحاد الاوربي لمدينة طوكر كانت ضمن منظومة المشروع النموذجي من أجل استعادة القدرات الانتاجية في شمال السودان، وهذا المشروع تمويله يقدر ب 3.166 الف يورو لمدة اربع سنوات، وكان من المفترض ان تكون البداية في عام 2008م الا انها بدأت في يناير 2010م واستهدف المشروع عدداً من النقاط المهمة:
1 إزالة أشجار المسكيت من الدلتا.
2 ترويض نهر البركة وادارة المياه السنوية
3 الاصلاح المؤسسي وتحسين بيئة العمل.
4 التصنيع الغذائي ورفع كفاءة المزارعين وتنمية المرأة الريفية
5 اصلاح الاراضي الزراعية وحفظ تاريخ المشروع الذي بدأ تسجيله في عام 1900م وحتى الآن، وكل هذا من اجل تحسين سبل المعيشة في مشروع دلتا طوكر، بالاضافة للوقوف على انشطة وانجازات المشروع في خلال تلك الفترة الفائتة.
أما حسن ارتيقة مدير مشروع دلتا طوكر، فقد قال: نحن استفدنا من هذا البرنامج، خاصة ان البداية كانت عملية، وذلك من خلال الدعم العيني، حيث اعطونا عربتين لاندكروزر، وساهموا معنا في خطة الري وفي عملية الترويض لخور بركة، وقاموا ايضا باظهار علامات الدلتا. وانحصرت اهداف الزيارة في عدد من المحاور، منها أولاً: الوقوف على الاشياء التي نفذت، ثانياً المصداقية من جانب حكومة الولاية، بمعني أن يقوموا هم بدفع ما عليهم من مستحقات، على ان تلتزم الحكومة بما تبقى، وجلسوا مع السيد الوالي ووصل لاتفاق معهم، ثالثا: الاوربيون طلبوا ا?راراً بالمحافظة على هذا المشروع.
وقال أرتيقة: حتى العمالة استفادت من هذا المشروع من خلال رفع مقدراتهم عبر الورش، وقام الاوربيون أيضا بصيانة الاستراحة واطلعونا على عدد من المشاريع المستقبلية، منها عمل مصانع لتجفيف وتعبئة التوابل.
عمر نابوسي رئيس رابطة طوكر بجامعة البحر الاحمر سابقاً قال إن زيارة سفراء الاتحاد الاوربي لطوكر تأتي في ظل توجه العالم للزراعة ومنتجاتها، ونحن مواطني طوكر نشكر دور الجهات المختصة التي ساعدت في نجاح الزيارة، متمنين مزيداً من الاهتمام بهذا المشروع الذي يمثل الامن الغذائي للولاية وللشرق ككل، في ظل ما يدور من تذبذب في الايرادات البترولية.
مهرجان السياحة.. وجه مشرق لبورتسودان
بورتسودان: الصحافة
تلبس ولاية البحر الاحمر هذه الايام حلة زاهية احتفاء بمهرجانات السياحة، ويعتبر هذا المهرجان هو الخامس في المرتبة، ودرجت الولاية على اقامة مثل هذه الاحتفالات لعكس تراث وثقافة اهل الولاية خاصة، والولاية بها عدد من المقومات السياحية من جبال ومنتجعات وساحل البحر الاحمر، وطوال هذه الاعوام التي مرت لم تظهر هذه الجماليات الا بعد مجيء هذا الوالي الهمام محمد طاهر ايلا الذي كرس كل جهوده لكي تصبح هذه الولاية قبلة جميلة للزائرين، وها هي بورتسودان أصبحت مثل العروس يتهافت عليها الزوار من اجانب ومواطنين من الولايات الاخرى?
«الصحافة» تجولت داخل المعرض المصاحب للمهرجان، واكثر ما يميزه أن تشعر كأنك داخل مدينة اخرى، وذلك من خلال وجود مكتب للطبيب والشرطة والاذاعة الداخلية وغرف ال VIP. وكانت اولي محطاتنا هي اجنحة تراث البني عامر والحباب بشعارهم الترحابي اكوبام. والهدندوه والأمرأر بشعارهم ايتانينا، وهو شعار المهرجان، هذا بجانب مشاركات بقية القبائل في الولاية وكل يحتفي بارثه وثقافته ويعكسها للزائرين. وهذا يعكس اواصر العلاقات المجتمعية ومدى ترابط النسيج الاجتماعي بالولاية. وجامعة البحر الاحمر ايضا هي الاخرى شكلت حضوراً من خلال روابط?ا الثقافية والاكادمية وعكس ابداعات ومواهب الطلاب. ويوجد بالمعرض أيضا بعض الاجنحة من خارج الولاية مثل مركز راشد دياب من الخرطوم الذي شارك بمعرض تشكيلي وعرض لوحات تشكيلية.
والتقينا بالمهندس محمد ادريس الذي قال: جئت زائرا للمعرض من كسلا واعجبت بهذا المهرجان، لذلك قمت بحجز جناح لعرض بعض التصاميم الديكورية والمعرض أصبح متنفساً للأسر وخاصة في الفترة المسائية.
كما التقينا بأماني الزبير الاذاعة الداخلية للمعرض التي قالت إن معظم الزوار اجانب ومن مواطني الولايات الاخرى، لذلك نقوم بتعريف كامل عن كل المجموعات المشاركة، حتى الكافتريات والمقاهي ومبردات المياه في كل انحاء المعرض. وايضا الاتحادات بكل فروعها لها غرف واجنحة، على سبيل المثال اتحاد المرأة واتحاد مناصرة المرأة اعلاميا واتحاد المكفوفين. ويوجد أكبر جناح لمعرض الكتاب.. وحتى الاطفال تجدهم في قمة السعادة، حيث يقوم أحد الشبان بنقش الاشكال الجميلة على وجوههم.. اما الفنانون فهم موزعون على كل ايام المعرض، ومنهم فنا?ون من الولاية ونجوم الغد والفنان الكبير علي إبراهيم اللحو.
فرقة فنون كردفان.. الفن لترقية المجتمع
الأبيض: الصحافة
في عام 1962 أصدر الفريق ابراهيم عبود رئيس جمهورية السودان آنذاك قراراً بتكوين فرق فنية باقاليم السودان المختلفة، على أن تحضر وتقدم عروضها بالخرطوم، ووقتها كانت كردفان تعج وتزدحم بالمبدعين الذين انتظموا فى روابط فنية مثل رابطة كردفان الفنية التى ضمت ابراهيم موسى ابا وصديق عباس وخليل اسماعيل وجمعة جابر وحسين محمود واحمد هارون وكثيرين من المبدعين، ورابطة نادى العمال بحى القبة، ونادى السكة حديد، ونادى الاعمال وعدد آخر من الأندية التى اصبحت نواة لقيام فرقة فنون كردفان.
وتم تكوين البعثة الفنية من عدد من المبدعين فى مختلف مجالات الفنون قارب عددهم ال 90 من فنانين وفرقة إكروبات وفرقة للفنون الشعبية ومسرحيين وشعراء تم إعدادهم لمنافسة المديريات المقامة بالخرطوم، وجاء تكوين البعثة مشكلاً وموزعاً على كل انحاء كردفان الكبرى، حيث جاء صديق عباس من النهود وعبد الرحمن نور الدين من بابنوسة وبابكر الشهير «بود النوبة» من بارا، إضافة إلى ابراهيم موسى أبا وحسن حسان الزبير وحمودة محمد حامد ومحمد جعفر من الأبيض، وكانت الفرقة الفنية بقيادة الموسيقار المبدع جمعة جابر.
وبفضل منافسة الأقاليم ظهرت مواهب مثل الثنائى الكردفانى «أم بلينة السنوسى وفاطمة عوض» كأول ثنائى نسائى في السودان، وهذا الثنائى يعتبر من اكتشاف الموسيقار جمعة جابر الذى لحن لهما أغنية «الحياة حلوة» التى لاقت رواجاً فى تلك الفترة، كما لحن لهما الأستاذ أحمد هارون أحد الأفذاذ الذين قامت الفرقة على أكتافهم أغنية «أرحمونى يا ناس وحنو عليَّ»، وحازت كردفان على الصدارة بتقديمها أوبريت «وطنى الغالى»، ويعتبر أول أوبريت سودانى من أعمال جمعة جابر، وأذهل ابراهيم موسى أبا الحضور بأغانيه التراثية بمصاحبة الموسيقى لأول مر? بالسودان، وقدمت فرقة الإكروبات عروضها الرائعة، وتعتبر أول فرقة إكروبات خارج العاصمة، أما فرقة الفنون الشعبية فكان لها القدح المعلى في تعريف الجمهور بالتراث الكردفاني.
ونسبة للنجاح والإقبال الذى وجدته الفرقة بالخرطوم، وجه وزير الاستعلامات طلعت فريد بأن تجوب الفرقة كل مديريات السودان لتقديم عروضها، واستمرت الرحلة لمدة شهرين، وصحبتها بعثة من الإذعة القومية لبث نشاط الفرقة لباقى السودان، ومن ثم عادت إلى الأبيض، ليتفرغ جمعة جابر وعوض محمدانى وأبو عاقلة يوسف مفتش الثقافة والإعلام آنذاك لتأسيس دار للفرقة. وكان لوجود السيد عثمان محجوب المراقب المالى للمديرية الأثر الكبير في تشييد دار للفرقة، وهى الدار الموجودة الآن، كما قام بتشييد ورشة ليعمل بها منسوبو الفرقة، وتشمل مختلف التخ?صات لحام، مكانيكا، برادة ... الخ، أما الأثاث والآلات الموسيقية فقد تكفل بإحضارها الطيب عبد العليم مراقب مطار الأبيض.
وفي تلك الحقبة كانت الأبيض تعج بشعراء من العيار الثقيل أمثال حدباى وسيد عبد العزيز وقاسم عثمان بريمة والأمي، الذين ساهموا بصورة كبيرة في ترقية الفن، وذلك بدعوتهم للفنانين فى كل جمعة بمنزل أحدهم، ويجرى النقاش والحوار والتصحيح، الأمر الذى ساهم وبصورة كبيرة في مسيرة أداء الفنانين وترقية أدائهم، ولم يقف دور الفرقة الرائد عند التعريف بالفن الكردفانى بل تعداه إلى احتضان الوافدين من مدن السودان الأخرى الذين أصبحت الابيض سكناً ووطنا لهم، وهم مجموعة الحقيبة التى شكلت وجدان الكثيرين من أهل كردفان، مثل صديق رفاعة وع?د الفتاح عباس وحيدر محمد أحمد والهميم والأمين، وبفضلهم ازدهرت اغنية الحقيبة في كردفان.
وتعتبر فترة السبعينيات العصر الذهبى للفرقة التى تألق فيها الموسيقار محمدانى مدنى وعبد القادر سالم وابراهيم موسى أبا وصديق عباس وعبد الرحمن عبد الله، وجاء من بعدهم الجيل الحالى الذى يقوده عز الدين الزمخشرى وعبد الله بدوى وعلى عبد القادر وعز الدين ونميرى حسين والتومات «بدور وبدرية» ومحفوظ عليش.
وللفرقة دور كبير في احياء النشاط المسرحى، حيث لمعت وتألقت أسماء كان لها القدح المعلى، مثل عابدين عريف والتوم ومحمد المجتبى موسى وموسى شيخ الربع.
وقبل شهرين تكون مجلس إدارة جديد للفرقة ضم كلاً من محمدانى مدنى رئيساً وحمودة محمد حامد نائباً للرئيس وعزين الدين الزمخشرى سكرتيراً وعمر عبد الرحمن لشؤون الأعضاء وعضوية آخرين.
وتحدث عمر عبد الرحمن نيابةً عن مجلس الإدارة بأنهم قد قاموا بحصر العضوية واستخراج البطاقات وتأهيل مبانى الفرقة وصيانتها وقيام نادى مشاهدة. ومستقبلاً يجرى الإعداد لإنشاء دكاكين استثمارية بالسور الشمالى، وتأهيل المسرح لاستضافة المناسبات الخاصة حتى تعود فرقة فنون كردفان رائدة للفن بكردفان والسودان.
من معالم الأبيض
خزان المديرية
عمر عبد الله: الأبيض
أتلك فكتوريا أم ذاك خزان
له هدير وأمواج وشطآن
ترى البواسق قد صفت بجانبه
كأن خطها للناس فنان
وموكب الطير خفاق على الغدير
وفي الشطين أفنان
ويرقص الشجر المخضر في طرب
فتنثني منه أوراق وأغصان
الأبيات أعلاه شدا بها الشاعر التجانى عامر ضمن قصيدة يصف بها خزان المديرية بالأ بيض، ولعله قد أجاد الوصف.
وخزان المديرية يعتبر من معالم الأبيض، ويقع فى الاتجاه الجنوبى للمد ينة، ويعتبر المورد الرئيسى الذى تعتمد عليه مدينة الأبيض في مياه الشرب، وقبل تشييد الخزان كانت الأبيض تعتمد في شربها على مياه الآبار التى كان يحفرها المقتدرون والإنجليز داخل منازلهم، إضافة إلى آبار استثمارية تم حفرها لسد حاجة المواطنين من المياه مثل آبار كرياكو وبئر تبينة. وبعض الحفائر التى تمتلئ بالماه في فصل الخريف.
ومع بداية الأربعينيات ونتيجة للتوسع العمرانى والسكانى للمدينة، كان لا بد في التفكير في موارد أخرى للمياه تكفى حاجة السكان، فكانت فكرة إنشاء خزانات تسع مياه الأودية والخيران التى تضيع هدراً لعدم وجود ماعون لتخزينها، ومن ثم تم تكليف المستر هندرسون مدير مصلحة الأشغال آنذاك ومعه تيم من العاملين بالمصلحة انجليز وسودانيين لإجراء دراسة لقيام خزان، وتم إنشاء خزان بنو وود البغا جنوب الأبيض على بعد عدة كيلومترات، وخزان المديرية داخل الأبيض باعتباره خزاناً رئيسياً تجرى فيه عملية تصفية وفلترة المياه وضخها إلى الشبكة ا?داخلية للمدينة، بعد أن يتم تجميع المياه التى تدخله من خور المطار ومن خزان بنو وود البغا عبر خط ناقل من الأنابيب، وتبلغ سعة المياه التى ترد إليه حوالى 11 ألف متر مكعب من المياه.
ولم يكتف القائمون بتصميم الخزان بإنشاء ماعون يحتفظ بالمياه فقط، بل قاموا بزراعة الأشجار المختلفة حوله، مما جعل منه منتجعاً تتوسطه المياه وتحفه الأشجار من كل جانب التى يقترن حفيف أوراقها مع زقزقة العصافير والطيور من مختلف الأشكال والالوان، مشكلة لوحة بديعة من الجمال الطبيعى يعجز البيان عن وصفها، مما جعل الخزان مقصداً لطلاب النزهة والترويح عن النفس وقبلة لكل السكان والزوار رسميين كانوا او شعبيين.
ودرجت الحكومات التى تعاقبت على كردفان وحتى زمن قريب على الاهتمام بالخزان ونظافته. ولعل الفريق الفاتح بشارة كان من أكثر الحكام الذين أولوا الخزان عنايتهم واهتمامهم، وذلك عند توليه أمر الولاية حاكماً فى عهد مايو، فقام بإنشاء استراحة بكل منافعها داخل الخزان، لتوفير وسائل الراحة لزوار الولاية الذين غالباً ما يتم الاحتفال والاحتفاء بهم داخل الخزان، وقائمة زوار الخزان تضم رؤساء وسفراء وشعراء أجانب سجلوا زيارة للخزان للاستمتاع بالخضرة والماء والجو الطبيعى الخلاب. ومن الطرائف التى حدثت أثناء الاحتفال بالممثل الشهي? دريد لحام عندما أقامت له حكومة الولاية انذاك احتفالاً على شرفه، وتضمن البرنامج وجبة بنظام البوفيه المفتوح، وما أن انتهى آخر المدعوين الذين اصطفوا لتعبئة صحونهم بما لذ وطاب من الطعام، حتى تسللت مجموعة من المتشردين كانت تراقب ما يحدث من خلال سور الأشجار الكثيف الذى يحيط بالمكان وعينهم على الطعام الشهى الموضوع على بعد أمتار منهم، وتحركوا نحوه بنفس نظام الضيوف ولم يستطع أحد صدهم لسبب بسيط هو أن دريد لحام قد زار المدينة بصفته سفير النوايا الحسنة للأطفال، وبصفة خاصة أطفال الشوارع. ويحكى أن طلاب مدرسة خور طقت ق? هتفوا من داخل الخزان فى إحدى السنوات مطالبين بعودة الإنجليز من فرط أعجابهم بالمناظر الخلابة والبديعة التى شاهدوها عند زيارتهم للخزان، وقال العم حامد محمود وهو من الذين عاصروا فترة انشاء الخزان، بأنه شكل نقلة كبيرة فى مجال المياه الصالحة للشرب، واصبح علامة فارقة، وصار أحد معالم الأبيض التى لا تخطئها العين، وشكل وجدان الكثير من أهالى المدينة، حيث كان الخزان مرتع صبا الكثيرين، إضافة إلى اثره البيئى الكبير في تلطيف الجو وحجز الأتربة والغبار بفضل الاشجار العالية والكثيفة التى تحيط به وتمتد حوله إلى مسافات كبي?ة، مكونة بما يعرف بغابة المديرية التى يقصدها الشباب فى مجموعات يحملون النبال لصيد الطيور ونصب الشراك لها، إضافة إلى كونها مرعى خصباً للماشية من الأغنام والأبقار التى كان سكان المدينة يهتمون بتربيتها للاستفادة من ألبانها.
أما الآن فالخزان أصبح يعاني الإهمال، وقد مرت سنين دون أن تمتد له يد الإصلاح والنظافة السنوية، وتقلصت مساحة غابة المديرية من حوله، ولكن أشجاره الباسقة مازالت تقاوم الزمن وفعل الإنسان فى تحدٍ مثير، وكما يقولون فإن الأشجار تموت واقفة.
تجاوزوا حالة الانغلاق
النوبيون يمارسون حالة الانفتاح على الآخر
الخرطوم: هبة الله صلاح الدين
تعتبر القبائل النوبية من ابرز المجموعات السكانية والرئيسية في الخريطة الديموغرافية المكونة للسودان الحديث، وهم الاصل بين المجموعات السكانية، كما ان القبائل العربية الوافدة تصاهرت مع النوبيين، وكان نتيجة الاختلاط معظم القبائل العربية الموجود.
يقول الدكتور متوكل احمد امين في كتابه «النوبة التراث والانسان عبر القرون»: «اختلف البعض في اصل النوبة وحدود منطقتهم، ولو ان هناك ما يقرب الاجماع على ان النوبيين هم اولئك القوم الذين يسكنون بين الشلال الاول والرابع، او يعتقد ان هناك صلة قوية بينهم وبين المصريين، وذهب البعض الى ان المصريين جالية نوبية نزحت من الجنوب الى الشمال، ويسوقون الادلة، ومنها ان المصريين في عصر ما قبل التاريخ كانوا يدفنون موتاهم ورؤوسهم متجهة نحو موطنهم الاصلي في الجنوب، ويذهب فريق آخر الى القول بأن النوبيين اصلهم مصريون نزحوا من مصر ?لى الجنوب، ولعل وجود الآثار المصرية والآلهة والاهرامات معالم يستدلون بها على ذلك».
ويشير امين الى انه ورد من قبل في التوراة وفي الانجيل اسم «كوش»، ويقال ان كوش هذا هو جد النوبيين وأخ «مصرايم» جد المصريين، وكلاهم من حام بن نوح. ويقال ان كلمة نوبي مشتقة من الكلمة النوبية «نب» التي تعني «الذهب»، فقد عرفت بلاد النوبة بأنها مصدر للذهب منذ اقدم العصور. وقسم د. امين العنصر النوبي الى اربعة عناصر رئيسية وهم: الكنوز ويرجع اصل بني كنز الى قبيلة ربيعة التي استقرت جنوب اسوان حتى قيام السد العالي الذي ادى الى تهجيرهم مع بقية النوبيين المصريين الى كوم أمبو، والعنصر الثاني هم الفاديجا او الحلفاويون. وا?رابع المحس ثم الدناقلة.
وعرف اهل النوبة بالانغلاق على انفسهم وعدم الانفتاح على الآخر، وظلوا طيلة الحقب الماضية لا يتزاوجون الا فيما بينهم، ولا يتداخلون مع الآخرين في ترسيخ واضح لمفهوم القبلية الشديدة، فاهل النوبة يرون انهم اصحاب حضارة تمتد لسبعة آلاف سنة، فهم اصل الحضارة في السودان، لهذا غلب عليهم طابع الترفع عن الآخر من القبائل غير النوبية.. ولكن هل مازال ذلك السياج ضاربا قيوده على النوبيين؟ هل مازالوا يعيشون في عزلتهم ويرفضون كل ما هو غير نوبي؟ ام ان هناك بعض القبائل اقتحمت هذه العزلة وتمازجت مع غيرها؟
يقول حاج عبده سيد علي وهو من جزيرة صاي بارض المحس، ان هناك تمازجا وتصاهرا بقدر لا بأس به، وهناك في ارض النوبة دخلت مجموعة من القبائل مثل الشايقية والجعليين بغرض التجارة واستوطنوا مع النوبيين وتزوجوا منهم وامتلكوا بيوت ايضاً، ناهيك عن التداخل الذي حدث داخل العاصمة التي تتضاءل فيها القبلية بشكل كبير، فيما ذكرت حاجة سكينة هاشم انها رفضت تزويج ابنتها لاحد ابناء الجزيرة، مبينة انها ترفض فكرة مصاهرة غير النوبيين، لأنها لا تطمئن إلى ابنتها مع من اسمتهم بالغرباء اي غير الناطقين بالنوبية. وفي ذات السياق أبان أشرف خ?يل وهو من ابناء حلفا، انه يحرص على الاختلاط مع ابناء كل القبائل حتى يحدث تبادل ثقافي، مشيراً الى ان النوبيين ليسوا شعب الله المختار كما يظنون، انما عليهم قبول الآخر وتقييمه بناءً على فهمه ووعيه لا مصادرة حقه لمجرد انه غير نوبي؟ مبيناً ان اللغة النوبية ايضا آخذة في التلاشي خاصة بين الاجيال الجديدة التي تمردت عليها، وما تبقى منها عبارة عن مفردات نوبية مختلطة بأخرى عربية.
ذكريات حسن وهي من بنات دنقلا، اشارت الى ان الحس النوبي القديم الذي يبلغ حد العنصرية تراجع كثيرا، وحدث تغير كبير في النسيج الاجتماعي في السودان، فما عادت هناك ذات النظرة الاستعلائية لدى النوبيين، بل اصبحوا اكثر مرونة في التعاطي مع الآخر، وحدث انتشار واسع لمختلف قبائل السودان في مناطق النوبة، واردفت ذكريات قائلة: حتى رطانة الدناقلة ما عادت محتفظة بحضورها الكبير على السنة أهلها، بل هزمتها اللغة العربية، وظلت هناك بقايا مفردات فقط عند كبار السن الذين مازالوا محتفظين بها باعتبارها ثقافة تعبر عنهم وعن وجودهم.
ومن جانبه عزا فكري عبد الرحيم حالة التمازج بين الحلفاويين والقبائل الاخرى الى تهجيرهم من منطقة حلفا القديمة الى حلفا الجديدة التي يقطنها عدد من قبائل الشرق والشمال، وأشار فكري الى انه وعلى الرغم من ان الحلفاويين حاولوا الحفاظ على عنصرهم وسكنوا في قرى بعيدة من مركز المدينة، الا انه لا بد وان تفك هذه العزلة بفعل الحراك المجتمعي وحركة الابناء للدراسة والتوظيف.
سوق الجمال بالدامر
جمال الزينة والسباق تتصدر الطلبات
الدامر: الزين محمد المصطفى
مدينة الدامر من الناحية التاريخية بدأت قبل مئات السنين، وكانت تعرف بدور الابواب، ومع بدايات التأسيس بدأت القبائل تتجمع حول المدينة، ومع تكاثر القبائل نشأ سوق الدامرالشهير بسوق السبت، وسوق الجمال بالدامر المشهور في السودان وخارج السودان شهد نشاطا واسعا في البيع والشراء والتسويق. ونقف شاهداً على مدى الاقبال الذي يجده السوق من التاجر الوطنيين والاجانب.
وخارج السوق التقينا بالعم عبد الله احمد موسى ابو سيف تاجر جمال من قبيلة البشاريين داخل راكوبته وتحدث قائلا: نحن نربي وندرب الابل، وابل البشاريين فيها عقال شريريب وعقال قبيلة حمد عوراب، وللجمال وسم لكل قبيلة، ووسم البشاريين موجود بالسودان وخارج السودان، وجمال الزينة تمتاز بالسرعة والقوة والنحافة، ونقوم بتدريبها ولها اكل خاص وشرب خاص، ونهتم بها أكثر، ويأتي الينا التجار من السعودية ودول الامارات وقطر وجمهورية مصر العربية لشراء حرائر الابل السودانية.
وفي مدخل السوق داخل كشك التقينا بالدكتورة منى عبد الله والدكتور محمد سر الختم وسألناهما عن طبيبعة عملهما، فقالت الدكتورة منى عبد الله: المواشي تدخل السوق الساعة السابعة صباحا، ويقوم التيم العامل بالكشف عليها قبل الدخول الى السوق، والولاية خالية نسبيا من أمراض الحيوانات.
وداخل مكتب المحلية بالسوق التقينا بالموظف محمد احمد مختار الذي قال: الجمال التي تدخل السوق اكثر من خمسمائة جمل ذبيح، وتذهب الى ولاية كردفان الابيض، بارا، النهود والى جمهورية مصر العربية. وجمال السباق في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات وقطر، وهنالك اقبال كبير على شراء جمال السباق، والجمال تأتي الى سوق الدامر من مناطق ولاية البحر الاحمر درديب ومسمار ومن البطانة نهر عطبرة ومن منطقة شندي. وقال يوجد بالسوق سبعة عشر ضامنا، والضامن هو ضامن القبيلة في البيع والشراء، ومن اشهر الضامنين بسوق الدامر الشيخ ا?مد التقيل من قبيلة الفادنية، محمد عيد من الرشايدة، محمد اوهاج من الهدندوة، عمر حمدادي ضامن البطاحين، وعلى كرار من البشاريين.
وفي تجوالنا داخل السوق التقينا بالعم محمد بلة قاعونا صاحب جزارة بسوق الدامر، وقال: الجمال ذكرت في القرآن وهي سفينة الصحراء، ولها فوائد كثيرة، فلحمها طيب وفيه فائده غذائية، ولبن الابل علاج لعدد من الامراض، ومدينة الدامر تذبح الابل يومين في الاسبوع، ويوجد عليه اقبال من اهل الريف لأنهم يعلمون قيمته الغذائية.
وقال إن جمال الزينة «جمال السباق» تمتاز بالسرعة والنحافة وتجد اهتماماً من اصحابها بالاكل والشرب والتدريب.
الميس «ميدان السباق»: ويوجد بالدامر ميدان شرق السوق تقام به السباقات التي تجد اهتماماً كبيراً من اصحاب الابل والمواطنين والمسؤولين بالولاية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.