ظل أمرالتعليم بالسودان خاصة فى السنوات الأخيرة مادة مثيرة للجدل والنقاش سواء من المهمومين من التربويين أو المعلمين أو من أولياء الأمور أو حتى من التلاميذ، حيث أقيمت الكثير من الندوات والمؤتمرات التى ناقشت قضاياه بمختلف أنواعها ومسمياتها، والتى هدفت للخروج بمقترحات تأتى من القاعدة المتمثلة فى المعلمين، والكل يتابع هذه الأيام المؤتمرات والمنتديات التى انتظمت عددا من ولايات السودان، حيث ناقشت المعوقات التى أثرت سلبا على التعليم، ومن ثم تضع الحلول الناجعة ،والخروج بتوصيات عملية من أجل رفعها لمؤتمرالتعليم ?لعام الثالث والذى سينعقد فى الخرطوم قريبا. وزارة التربية والتعليم إستجابت للنداءات والتوصيات الخاصة بضرورة وضع حد لهذه المشاكل وفى مقدمتها السلم التعليمى وذلك بإعادة تقييمه وكذلك المنهج وغيرها من القضايا الملحة ، حيث ذكر دكتورمعتصم عبدالرحيم وكيل الوزارة وفى تصريحات ل«smc» أن هنالك الكثيرمن الدراسات والبحوث قد أجريت على قضايا التعليم سواء السلم التعليمى أو المنهج أو المعلم ، وقال ان مؤتمرالتعليم المقبل سيناقشها ويقوم بتحليلها والخروج بأجودها وأنها ستعرض أولا على مؤتمرالمناهج قبل رفعها للمؤتمر العام الثالث. مدينة الدويم تحتضن صرحين تعليميين وأكاديميين كبيرين ومؤثرين «المركزا القومى للمناهج وجامعة بخت الرضا» ، يقومان بدور كبير فى عملية التحضير للمؤتمر وذلك بعقد عدة منتديات تنويرية بعدة محليات حضرها عدد من المسؤولين وقادة التعليم وجمع غفيرمن المعلمين كان آخرها الثلاثاء الماضى ،حيث شهدت قاعة الشؤون العلمية بجامعة بخت الرضا منتدى ناقش قضية السلم التعليمى، حيث قدم البروفسير الطيب عبد الوهاب مدير الجامعة الورقة التى أعدها الأستاذ يوسف المغربى والتى تناولت القضية من كافة مناحيها . البروف الطيب أكد أن الندوة هدفت لتلمس آراء ومقترحات المهتمين بقضايا التعليم خصوصا المعلمين بإعتبار أنهم يمثلون رأس الرمح فى العملية التعليمية ،وقال أن بخت الرضا مناهج وجامعة مهيأة للخروج بمقترحات بناءة فى ما يختص بقضايا التعليم مشيرا إلى أن هذا الاسم يحظى قوميا ودوليا باحترام وتقديرالمعنيين بالتعليم ،واشاد بالمقترحات التى قدمها المعلمون ،وقال انه سيتم عكسها للمؤتمرالتعليم العام الثالث ،وأعلن عن قيام منتدى شهرى حتى تتاح الفرصة للمعلمين لإبداء آرائهم ولإثراء النقاش حول قضايا التعليم. الأستاذ على الجاك «المركز القومى للمناهج» عبر عن سعادته بالاهتمام الكبير الذى وجده المنتدى ،وقال ان قضية السلم التعليمى كانت ومازالت محل بحث من الخبراء والباحثين ،وأكد أن هنالك عدة خيارات بهذا الخصوص وأنها ستناقش فى المؤتمر المقبل . دكتور إدريس محمد عمر وكيل جامعة بخت الرضا قال ان المنتدى مثل فرصة ممتازة لتبادل الأفكار والمقترحات مابين القائمين على أمر التعليم العام والعالى ،وأبان بأن المؤسستين كانتا فى السابق تعملان بتناغم كبير وتسيران فى خطين متوازيين من أجل النهوض بالتعليم بكافة جوانبه، وقال أن السلم التعليمى من القضايا الهامة والمؤثرة بشكل مباشر على التعليم سواء من ناحية التحصيل أو نوعية المخرج ،وقال ان الحلقة الأولى مخرجها صار ضعيفا وأنه لابد من مراعاة ذلك فى اختيار السلم التعليمى بحيث تكون هنالك حلقتان قبل وصول الطالب إلى الجام?ة، حتى يكون الخريج متميزا. الأستاذ محمود سائح مدير مرحلة الأساس بوحدة الدويم الإدارية، قال ان قيام المنتدى دليل على الاهتمام بمشكلات التعليم، وقال ان من أبرز المشكلات هى ضعف إعداد المعلم حيث إنتقد عملية التعيين التى تتم وفق مجاملات وأن الكثير من المعلمين الذين عينوا فى الفترة الأخيرة جاؤوا من المنزل إلى المدرسة ، وبخصوص رؤيته حول السلم التعليمي قال انه مع خيار زيادة سنة لمرحلة الأساس لتصبح تسع سنوات. دكتورعبد الله «المناهج»قال ان هنالك سنة ضائعة يختلف الناس حول أين يتم وضعها ،فى الأساس أو الثانوى ،وقال أنه يساند الرأى الذى يطالب بأن تضاف إلى المرحلة الثانوية. الأساذ هيثم مسند «الشؤون العلمية» ربط مابين قانون الطفل وما يواجهه التلاميذ بمرحلة الأساس من اضطهاد من أقرانهم الكبار، مؤكدا أن هنالك فارقا كبيرا بين من هم فى الصف الثامن والصفوف الدنيا، واقترح أن يعود السلم التعليمى لنظام أربع سنوات لكل مرحلة. الأستاذ حسن حسين ذكر بان نظام الأربع سنوات كان مخرجه ممتازا ومؤهلا للحياة بعكس ما يحدث الآن، وقال ان معظم المعلمين الذين تم تعيينهم اخيرا من حملة الشهادة الثانوية وأن خريجى الجامعات لا يتم تعيينهم. «الصحافة» لاحظت أن معظم المداخلات عبرت عن رغبتها فى تغيير السلم التعليمى الحالى، فهناك من نادى بأن تقلص سنوات مرحلة الاساس إلى ثلاث ومنهم من قال سبع ثم خمس والبعض طالب بإعادة السلم السابق بنظام ست سنوات للمرحلة الإبتدائية وثلاث للمتوسطة ومثلها للثانوى. بعض المتابعين لقضية السلم التعليمى نبهوا بأن هنالك حلقة غير موجودة فى هذه القضية وهى ضرورة إجراء دراسة عميقة تستهدف التلاميذ فى مرحلتى الأساس والثانوى تقف على رؤيتهم حول القضية من خلال معايشتهم لها بالتركيز على النواحى التربوية باعتبار أنه لا جدوى من تعليم بدون تربية.