ظلت الحكومة السودانية طوال عهد الانقاذ تشكو من انعدام وجود الاجهزة الرقابية، فالحكومة هي حكومة الحزب والحزب هو الحزب الحاكم ولذلك كثرت التجاوزات واستقر اسم السودان سنوياً ضمن قائمة الدول « السايبة » والدول الاكثر فساداً لدي منظمة الشفافية العالمية وتراكمت ديون السودان لدي المؤسسات المالية الدولية لعدم الجدولة الجادة وعدم قدرة مايسمي بالقطاع الاقتصادي انتشال البلاد من حفرة الحزب وحكومته وكبح جماح التخبط والتجاوزات وعدم وجود الرقيب المحاسب والقانون الرادع . واذا كانت برلمانات الدنيا هي الجهة الرقابية الحفيظة علي مصالح الشعوب فإن برلمان السودان ظل يعج بالمعينين من اصحاب الجلابيب الذين لا يستطيعون معارضة من عينهم والا اخرج من «الجلباب» وفقد المخصصات ولذلك لن تجد ما يوحي بان البرلمانيين السودانيين خلال العقدين الماضيين شكلوا اضافة للتجربة البرلمانية، ولكنك ستجد العجب العجاب من المواقف المضادة لمصلحة الشعب ودونكم وآخر آثام احد اعضاء البرلمان وهو يحرض زملاءه بعدم « الركون الي غضب الشارع في زيادة اسعار المحروقات »، اي بالواضح البرلماني الذي كان وزيراً ذات يوم يقول ?اصحابه من عضوية الحزب الحاكم بلسان الحال لسنا مكلفين بالاستجابة لمطالب الجماهير !!!. مثل هذا البرلماني المزيف هل يرجي منه خير ؟ ان آفة الانقاذ انها جاءت سليمة بادئ الامر ثم ما لبث ان استولي عليها الشيطان وعياله بخيله ورجله ووزرائه وبقية شذاذ الآفاق فاصبحت أسوأ حكومة في تاريخ السودان انقسمت البلاد بسببها الي شمال وجنوب وتكون جنوب جديد حمل السلاح وهو لن يضعه حتي يحصل علي ما حصل عليه الجنوب القديم، واصبحت الثقافة السائدة هي أحمل السلاح وستدخل القصر وتكون من زمرة النافذين وستتحسن احوال عشيرتك الاقربين وقبيلتك وكفي . ان الديار التي لا يوجد فيها تمساح يقدل فيها الورل ، كما يقول المثل السيار وبانعدام الرقابة والمعارضة البرلمانية الحقيقية انتكس السودان واصبح اضحوكة العالم وسلة فساد الدنيا تطارده العقوبات واللعنات ويهيم العديد من ابنائه علي وجوههم في المنافي او يضطرون الي حمل السلاح لقتل بعضهم البعض بحثاً عن العدالة والحقوق المهضومة فيما تواصل بطانة الحكام تزييف الحقائق بشأن الاوضاع ليستمر العمي والتعامي حتي تأتيهم الصيحة فإذا هم مبلسون . ليس صحيحاً ان التشكيلة الاخيرة تمثل حكومة قومية وليس صحيحاً وجود عشرات الاحزاب فيها بل الصحيح وجود العشرات من الانتهازيين الذين لا يمثلون الا انفسهم وعشيرتهم الاقربين ولذلك لن تكون مقبولة ولن تفلح في حل مشاكل السودان لانها بنيت علي باطل . المسؤول يريد تغيير الأثاث حبل الكذب دائماً ما يكون قصيراً جداً بحيث يلتف حول الكذابين فقد انكشف الغطاء المسمي ب« حكومة التقشف » حينما رصدت المصادر قيام وزير اتحادي - قبل ان يجف مداد تعيينه في التشكيلة الجديدة - بتغيير كافة الاثاثات التي كان يستخدمها الوزير السابق والتي كانت تغطي طابقاً بكامله، الوزير القديم كان قد اشتري الاثاثات بالشئ الفلاني مما لا يستطيع متابعته المراجع العام، والوزير الجديد اشتري الاثاثات ايضاً بالشئ الفلاني وكله من مال الشعب المسكين، والأنكي ان مثل هذه التصرفات ليست مقصورة علي الوزراء الاتحاديين فقد اكدت المصاد? ان المعتمدين ايضاً طلعوا في الكفر وقام معتمد باحدي محليات ولاية الخرطوم بتغيير الاثاثات التي كان يستخدمها المعتمد السابق، والناس في حيرة يتساءلون هل هذه هي حكومة التقشف ؟ ام ان تغيير الاثاثات عملية صحية المقصود بها ان المسؤولين السابقين كانوا « جربانين » ؟ انه مجرد سؤال .