هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    "من الجنسيتين البنجلاديشية والسودانية" .. القبض على (5) مقيمين في خميس مشيط لارتكابهم عمليات نصب واحتيال – صورة    دبابيس ودالشريف    "نسبة التدمير والخراب 80%".. لجنة معاينة مباني وزارة الخارجية تكمل أعمالها وترفع تقريرها    التراخي والتماهي مع الخونة والعملاء شجّع عدداً منهم للعبور الآمن حتي عمق غرب ولاية كردفان وشاركوا في استباحة مدينة النهود    وزير التربية ب(النيل الأبيض) يقدم التهنئة لأسرة مدرسة الجديدة بنات وإحراز الطالبة فاطمة نور الدائم 96% ضمن أوائل الشهادة السودانية    النهود…شنب نمر    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    "المركز الثالث".. دي بروين ينجو بمانشستر سيتي من كمين وولفرهامبتون    منتخب الضعين شمال يودع بطولة الصداقة للمحليات    ندوة الشيوعي    الإعيسر: قادة المليشيا المتمردة ومنتسبوها والدول التي دعمتها سينالون أشد العقاب    د. عبد اللطيف البوني يكتب: لا هذا ولا ذاك    الرئاسة السورية: القصف الإسرائيلي قرب القصر الرئاسي تصعيد خطير    عثمان ميرغني يكتب: هل رئيس الوزراء "كوز"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    المرة الثالثة.. نصف النهائي الآسيوي يعاند النصر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إذا توترت العلاقات بين البلدين فالسبب(ابليس)
الفريق أول ركن عبد الرحمن سر الختم سفير السودان بإثيوبيا :

دعا الفريق اول ركن عبد الرحمن سر الختم سفير السودان باديس ابابا ومندوب السودان للاتحاد الافريقي، الى الوقوف على اسباب قيام الثورات العربية التي اطاحت بالرؤساء زين العابدين بن علي وحسني مبارك ومعمر القذافي وتحليلها لتفادي وصول الربيع العربي الى السودان، منوها الى ضرورة وضع اجراءات وقائية وحلول جذرية لمعالجة تدهور الوضع الاقتصادي بالبلاد وقال ان القيادة اللصيقة بالشعب والحرية والممارسة السياسية الديمقراطية تقف ضد وصول الربيع للسودان، وقال سر الختم ان حسني مبارك ساهم بعلاقاته مع امريكا واسرائيل في تشويه صورة ?لنظام الحاكم في السودان حتى اصبح الغرب يرى السودان راعيا للارهاب، وقال ان نجاح الثورة المصرية سيقود الى التعاون وحل قضية حلايب والتكامل والوحدة بين البلدين.
وكشف سر الختم عن فوائد كبيرة لسد الالفية الاثيوبي، موضحا ان السد يهدف لانتاج طاقة كهرومائية تدعم مشاريع التنمية بين البلدين الشقيقين، مشيرا الى جهود لانارة القرى الحدودية مبينا ان لجنة فنية تضم وزراء الري بإثيوبيا والسودان ومصر وبيت خبرة اجنبي تدرس حاليا تأثيراته على الدول الثلاث، ووصف سر الختم العلاقات بين الخرطوم واديس ابابا بالممتازة وكشف عن تعاون مثمر بين البلدين في المجالات الامنية والاقتصادية، مشيدا بدور اثيوبيا في حفظ الاستقرار في منطقة ابيي ورعاية المباحثات بين السودان ودولة الجنوب، مثمنا دورها في?حفظ امن الحدود وعدم تدخلها في الحرب الدائرة في النيل الازرق.
* عايشت مصر قبل الثورة وارهاصات الثورة وماتلاها كيف كانت مصر في عهد مبارك؟
= ذهبت الي مصر بتكليف من الرئيس البشير عندما كنت واليًا للجزيرة لتطوير علاقتنا مع مصر وتحريكها وتنشيطها في مجالات محددة وبذلنا في القاهرة ما نستطيع من جهود ووجدتُ بصراحة كل إحترام وتعاون من الرئيس مبارك شخصيا ومن معاونية خاصة عمر سليمان وأبو الغيط ووزير التعاون الدولى فايزة أبو النجا والمؤسسات المصرية والجالية السودانية بتناقضاتها السياسية، ولكن وجدنا احيانا أن ما يتم العمل به معنا شيء وما يُضمر في اتجاهات مضادة شي اخر، خاصة في التعامل مع المعارضة وحركات التمرد وتحفظنا حول بعض القضايا الإستراتيجية ومصر قبل?سقوط مبارك كانت مستقرة سياسيا مستقرة شكلا فقط وكانت في إطار حكم شمولي مسيطر عليه امنيا ولكن كانت في أحشاء النظام هناك حركة سياسية مضادة غير واضحة المعالم بحكم القبضة والهيمنة الأمنية والسياسية، بعد ان تحولت مصر لطبقتين الاولي متقدمة المستوي والثانية مسحوقة وتسارعت الخطى في اتجاه التململ السياسي خلال السنوات الخمس الأخيرة إلى أن وُلدت الثورة في 25 يناير ولكن في فترة الاستقرار السياسي المظهري تمت تنمية اقتصادية كبيرة ولكنها كانت على حساب قيم ومبادئ سياسية تختلف عن قيم ومبادئ الشعب المصري، وهذا التعارض أشعل ا?ثورة رغم انجازات النظام التنموية ، ومصر كانت موالية للغرب ولسياسات اسرائيل بل لعبت دور الشريك لاسرائيل في تبني السياسات الأمريكية في المنطقة.
* ومصر بعد سقوط مبارك ؟
= الثورة المصرية جاءت في أعقاب التونسية وتأثرت بها وكانت بعض الدوافع مشتركة منها الكبت السياسي والهيمنة الأمنية مع احتكار السلطة على مستوي الحزب الوطني والقيادات القديمة وصارت المصلحة متبادلة والعمل يتم بسياسة (شيلني واشيلك)، مع الإتجاه لتوريث جمال مبارك بتزوير انتخابات 2005 وتعديل بعض مواد الدستور ولجأ الشعب الي التعبئة والحشد بالانترنت والخروج للشارع سلميا والانتشار والتصاعد وتحول الشعار من الشعب يريد اسقاط النظام الي اعدام الرئيس، والآن مصر تعاني من اضطراب سياسي سببه الأول تعارض توجهات شعارات الثورة من ?فض الهيمنة والكبت وعدم تبعية مصر للغرب مع توجهات اسرائيل وامريكا التي تحاول احتواء الثورة وتشتيت كتل الشعب المتراصة وظهرت تيارات سياسية عديدة داخل شباب الثورة الذي يتشرخ الآن في ظل حريات وأجواء ديموقراطية وتعددية حزبية، وهذا التشدد ادي للاضراب ولكن رغم القتامة اري انه مخاض لميلاد مصر الجديدة القائدة للامة الإسلامية والعربية بحسب موقعها وثقلها السكاني وتاريخها المناهض للاستعمار.
* البعض يرى أن علاقات مصر الخارجية مع أمريكا وإسرائيل وايران والخليج. هل تتوقع علاقة جديدة مع السودان خاصة فيما يتعلق بحلايب أم أن ذلك مرتبط بوصول الإسلاميين للسلطة؟
= فلننظر بموضوعية للمرحلة التي تمر بها مصر الان سياسيًا، هي في مرحلة تقودها مؤسسات انتقالية هي المجلس العسكري ممثل السلطة العليا سياسيًا هو مجلس مؤقت ولايته محددة ومهامه حددتها الثورة بمطالب من ميدان التحرير بمنفستو محدد ومطلوب منه أن ينظم الحياة السياسية ويهيئ البلاد لانتخابات رئاسية وبرلمانية ثم يسلم السلطة في الفترة المحددة لحكومة منتخبة ورئيس منتخب ،وهذه مرحلة لبناء الدستور والمؤسسات التشريعية، والشعب المصري يتابع تنفيذ برامج الثورة من خلال ضغوطه الجماهيرية من ميدان التحرير على المجلس العسكري لتنفيذ مط?لبه وهذا لا يعطي المجلس أية فرصة للخروج عن ولاية الشعب لذلك القضايا الكبرى لن تحسمها إلا مؤسسات تشريعية منتخبة، والقرارات الإستراتيجية كقضية حلايب أو التكامل أو الوحدة فلن تنجزها هذه الهيئات السياسية التي تحكم الآن، فالمجلس العسكري لا نتوقع منه ولا نطلب منه أن يحقِّق قرارات نعلم أنها تحتاج لمؤسسة منتخبة ومسنودة برأي الشعب المصري ، والجهاز التنفيذي أو الحكومة المعينة هي أيضًا ليست وليدة لمؤسسة منتخبة مؤقتة وليس لديها أيضًا صلاحية لقرارات إستراتيجية ولابد أن نستغل هذه الفترة في تعريف الشعب المصري عبر مؤسساته?السياسية واحزابة الجديدة في اليمين واليسار بالشعب السوداني لأن النظام السابق كان يحجب الصورة الحقيقية للسودان وللنظام الحاكم عنه وعن الرأي العام الإقليمي والدولي لما لمبارك من علاقات مع أمريكا وإسرائيل والغرب وكان مبارك يقول ان نظام السودان إسلامي إرهابي، ولابد ان نعطي صورة حقيقية عن السودان بعد الانفصال فالشعب المصري ومؤسساته لا يعرفون كثيرًا عن السودان ونوضح انه لم يفقد الكثير من مقوماته الإستراتيجية ، واذا مساحة السودان قبل الانفصال مليون ميل مربع هي الان 2 مليون كلم مربع، فيها كل مدخرات السودان الطبيع?ة من ارض وبترول وذهب ومياه مع شواطئ البحر الاحمر وصحيح فقدنا 28% ولكن ال 72 أكثر، فقدنا 8 ملايين من السكان ونحن الآن 32 مليونًا، ولازلنا سلة غذاء العالم، وننتظر مؤسسات حاكمة مصرية منتخبة نؤسس معها علاقات مشتركة دون خوف من الماضي ،وبدلا من (الشخبطة في الحيطان) وقول ان حلايب سودانية ومصر استولت عليها او حلايب مصرية لايمكن دخولها تأسست الآن قناعة لدى الشعبين بأن قضية حلايب يجب أن تحل سلميًا وتكون منطقة تكامل تدار بواسطة البلدين كخطوة للتكامل يؤدي الي وحدة .
*هل الوحدة هي حلم السودانيين وحدهم أم هي أشواق متبادلة؟
= شعار الوحدة رفعناه بمصر منذ أن لاحت بوادر الانفصال وأنا شاهد عصر، وتحدث الاخ الرئيس البشير في مراحل خلت، ولكن المناخ في عهد مبارك لم يكن ملائمًا ، ولكن بعد اندلاع الثورة زار الرئيس البشير مصر كأول رئيس عربي مسلم يزورها والتقى بطنطاوي ولأول مرة الرئيس تحدث عن شعار الوحدة بصوت عال انابة عن شعبه وقال لطنطاوي ان حديث الوحدة هو حديث المجتمع السوداني ووجد الحديث صدًى طيبًا لدى المجلس العسكري وعرض الرئيس الوحدة على الأحزاب المصرية ووجد حديثه صدًى طيبًا لدى كافة مكوِّنات المجتمع المصري والان فرص تحقيق الوحدة كبي?ة.
* تغير النظام في تونس ومصر وليبيا مع ثورات في اليمن وسوريا برأيك لماذا لم يصل الربيع العربي السودان ؟
= صراحة لا توجد دولة عربية بعيدة عن الربيع العربي واي انسان في السودان يعتقد ان الربيع بعيد عنه فهذا إحساس (بجيب الربيع ذاتو،) والربيع ظاهرة يجب ان نتحسب لها والربيع لديه مقومات غير موجودة في السودان الان وهذا ما يجعله بعيدًا ولكن يؤتى الحذر من مأمنه، لذلك يجب أن نحلل الربيع العربي بكل أبعاده لانه لا يتكرر بنفس الصورة فدوافعه تتفاوت، واقول اذا كانت دوافعه في تونس او مصر ان القيادة تعيش في برج عاجي، نجد في السودان الرئيس البشير موجود في (اي فاتحة) و( أنا عرفت إنو في كوبر فك ليهو مظاهرة) وبالتالي سياسياً هنا? تباين كبير بين السودان والدول التي قام فيها الربيع العربي ونجد ايضا اختلافا بين السودان والعرب في الممارسة السياسية الديموقراطية نحن لدينا حرية في الرأي والتعبير وعدد ضخم من الصحف السياسية وبالعكس نحن (ساكين) الأحزاب المعارضة لتشارك معنا في الحكم ويجب أن نبحث عن العوامل التي يمكن ان تدعو لقيام ربيع في السودان ومعرفة نقاط الضعف ونضع لها معالجات بإجراءات وقائية وأكبر مهدد لنا الان هو الأزمة الاقتصادية لان لها آثار سالبة في كل بيت وفرد ويجب حلها حتي لا تحدث زعزعة في الامن والاستقرار.
* كيف ترى مستقبل العلاقة بين السودان واثيوبيا خاصة الحدود ونزاع المزارعين على الفشقة وغيرها من التوترات؟
= اقول وبثقة ان العلاقة مع إثيوبيا الان في ذروة الامتياز وليس هناك أي توتر ، وعلينا ان نحافظ عليها ونطورها ايجابا ولا نرجع للخلف وقد كان هناك اجتماع في بحردار الاثيوبية يضم 120 سودانيًا منهم 4 ولاة لكسلا وسنار والقضارف والنيل الأزرق والأمين العام للحكم اللامركزي الأمين دفع الله وكل أعضاء حكوماتهم والمؤتمر لتنمية الحدود، التنمية تعني أننا تجاوزنا أية توترات حدودية ، ووصل لاثيوببا وفد من القوات المسلحة السودانية في لجنة مشتركة بين البلدين تناقش الموضوعات الإستراتيجية في التعامل العسكري وخرج بنتائج ممتازة جد? وبعد فترة تجتمع اللجنة الوزارية الرئاسية بمستوى وزيري خارجية البلدين ونأمل ان تنتهي هذه المنظومة باجتماع الرئيسين البشير وزناوي.
* هل إثيوبيا مؤهلة لاحتضان قضايا السودان بنفس مستوى الدوحة خاصة بعد رفض المؤتمر الوطني لاتفاق د.نافع على نافع وتعثر مفاوضات السودان ودولة الجنوب حول البترول ؟
= المقارنة بين الدوحة وإثيوبيا في هذه القضايا لا يجمعها إلا أنها تسعى لاستقرار السودان ولكن في ظروفها وموضوعها وآلياتها مختلفة تماماً فاجتماع الدوحة كان عبارة عن تنفيذ لاتفاق الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية على حل مشكلة دارفور بجهود مشتركة شاركهم فيها المجتمع الدولي، وبالتالي تعتبر الدوحة مستضيفة ومنسقة ولكن موجهة من الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي وأمنت عليه المجموعات الدولية وبعد مارثون طويل وفقت الدوحة للوصول لوثيقة أسهمت في استقرار دارفور بدرجة كبيرة ، وإثيوبيا لديها مبادرتها في معالجة قضايا معينة?بيننا وبين حكومة الجنوب وهذا أيضاً نتيجة لاتفاقات إقليمية وبجهود ثنائية، وباعتبار أن مقر الاتحاد الإفريقي في أديس تستضيف إثيوبيا بعض الجهود بتوجيه من الاتحاد الإفريقي لمعالجة القضايا المعلقة بين السودان والجنوب ولولا ثقتنا في المجموعة العربية والإفريقية في حل قضية دارفور في قطر لما قبلنا ولما نجحنا، وبنفس القدر لولا ثقتنا في إثيوبيا والمجموعة الإفريقية والاتحاد الإفريقي ولجنة أمبيكي لما قبلنا ولما نجحنا، وفي هذا الجانب لا نحمِّل إثيوبيا أي تعثر لاتفاقيات او تحفظ على بعض الجوانب السياسية او تعليق لمحادثات ?ين السودان والجنوب ولقاء أمبيكي والطرفين لم يفشل والحوار مستمر في موضوع النفط وسيتواصل الحوار في الخرطوم ، القضايا الأخرى وضع لها برنامج زمني ، ونحيي اخواننا في إثيوبيا حكومة وشعباً، فالرئيس ملس أثمرت جهوده عن استقرار وهدوء الوضع في أبيي، ونشكر مجموعة امبيكي والاتحاد الافريقي واليونميد والقوات المسلحة الإثيوبية المنتشرة الآن في أبيي ودارفور ونترحم على شهدائهم فالإثيوبيون يمهرون علاقتهم مع السودانيين بدمهم وعرقهم .
* كيف تنظر لعلاقة إثيوبيا بدولة الجنوب الوليدة وهل يمكن أن تحدث تقاطعات في علاقتها بالسودان؟
= إثيوبيا دولة ذات سيادة وكذلك دولة الجنوب وتنظيم العلاقة بينهما نحن لسنا طرفاً فيه، ولكن نحترم سيادة البلدين ونحترم علاقتهما مع بعضهما ونتمني ان تكون علاقة وطيدة لمصلحة اثيوبيا ودولة الجنوب ولا أتوقع حدوث تقاطعات فإثيوبيا تلعب دورًا إيجابياً في معالجة الخلافات بين السودان وجنوب السودان وتعضيد السلام والتعايش السلمي.
* الي اي مدي يمكن ان تؤثر أحداث النيل الأزرق على العلاقة بين السودان وإثيوبيا؟
= إثيوبيا ليست طرفاً في الأحداث ونشيد بدورها وموقفها طوال هذه الاحداث وهي ظلت تستقبل اللاجئين السودانيين في اراضيها ونشكرها على هذا الامر، واثيوبيا لم تتدخل لمساندة التمرد بل هناك تعاون وثيق سياسي وأمني وعسكري بين الخرطوم واديس ابابا في حماية الحدود على النيل الأزرق باعتبار ان امن البلدين متكامل ولا يتجزأ ولأن انتشار هذا التمرد من شأنه زعزعة الأمن حتى داخل إثيوبيا نفسها.
* كيف تري حيادية السودان في التعامل مع اثيوبيا وارتريا المتنازعتين خاصة ان هناك تجربة سابقة عندما مال نحو العراق في حربها مع الكويت، فأثر ذلك على العلاقة حتى الآن؟
= السودان ليس طرفا في النزاع القائم بين اديس ابابا واسمرا ولن يكون طرفا في اي نزاع بين البلدين بل نتمنى أن تعود العلاقات طيبة وهذه قضية تخصهما وانا لا أتكلم عن فرضيات بل عن واقع ماثل الآن، وسياستنا الاحترام متبادل بين السودان وإريتريا وبين السودان وإثيوبيا وهذا الاحترام قائم على أسس موضوعية وعلى المصالح المشتركة بيننا وبين الدولتين.
* ملف المياه والسدود من الملفات التي يمكن أن تعزز او تؤدي لسوء العلاقات. ما الجديد في هذا الملف ؟
= من الأشياء الإيجابية بين الخرطوم واديس ابابا هذا الملف وقبل فترة استضافت اثيوبيا اجتماعا ثلاثياً ضم وزراء الري في السودان ومصر وإثيوبيا وكان ناجحاً وتعلّق بسد الألفية الاثيوبي وكان لطمأنة شعبي مصر والسودان بأن السد لا يشكل أي خطر عليهم وخرج بتكوين لجنة ثلاثية فنية مشتركة مع مرجعية لبيت خبرة اجنبي لعمل دراسات تفصيلية حول تأثيرات السد على الدول، والسد يعضد العلاقة بين الخرطوم والقاهرة واديس ويؤسس لعلاقات منتجة وهناك تعاون كبير في ملف المياه والكهرباء الناتجة من التوليد بموجبه ستتم انارة القري الحدودية المش?ركة بين السودان واثيوبيا .
* يعاني السودان من تدفق اللاجئين الإثيوبيين وتهريب البشر وطالبي العمل عبر الحدود ، ما هي رؤيتكم للحد من ذلك التدفق؟
= السودان ليس به لاجئون بالمعنى القانوني للجوء إلا قلة متبقية من مجموعات قديمة لاسباب غير موضوعية فتعريف اللاجئ - وقد كنت وزيرًا لشؤون اللاجئين سابقا - هو من يغادر بلده لدولة اخري بسبب خوف مؤسس من اضطهاد بسبب اللون أو الدين أو العرق أو المعتقد السياسي وإثيوبيا الآن ليس بها خوف مؤسس، بل هناك حريات ورأي عام مفتوح وصحافة، ومن يذهبون إلى السودان هم مهاجرون اقتصاديون يبحثون عن فرص عمل وهذا طبيعي ولكن هناك مجموعات دخلت بطريقة غير قانونية، ونسعى لمعالجة الأمر مع السلطات المختصة و خصوصية في العلاقة بين البلدين تسم? بهذه الهجرة وأنا كسفير أدعو لتفهم هذه العلاقة، فليس هناك ما يزعج من تواجد الإثيوبيين في السودان كما يشاع وسوق العمل يحتاج لعمالة اثيوبية ومكتب جوازات السفارة هنا يزوره يوميا عدد كبير حسنا لهم بيئة العمل وشيدنا مكاتب راقية لاستقبال الاثيوبيين الراغبين في دخول السودان بطريقة قانونية .
* ولكن إثيوبيا من الدول التي تعاني من انتشار كبير للإيدز أليس في ذلك ما يبرر الخوف من الهجرة وكيف يمكن للسفارة حماية ابناء السودان من هذا الخطر؟
= نحن كسودانيين ننظر لمسألة الحماية من الايدز من منظور ديني واخلاقي وتحكمنا ثقافاتنا وعاداتنا وتقالدينا السمحة بالدرجة الأولى، ويفترض أن تكون أساس حماية الفرد السوداني من الايدز واعتقد ان اي شخص يزور دولة سياحية ومنفتحة وثقافتها في العلاقات الجنسية مختلفة ويتوقع وجود الايدز عليه ان يرفع درجة الوعي والحذر في سلوكه ونحن كسفارة ليس عندنا اي قانون او مرجعية او اجراء في متابعة كل شخص يزور البلاد.
* ألا ترى أن عدم وجود قنصلية إعلامية بالسفارة في الوقت الذي أصبحت إثيوبيا محطة للسودان في قضاياه السياسية أمرًا غير منطقي؟
= سؤال ممتاز جداً، بعد اختياري سفيرا بإثيوبيا تعرفت على السفارة ومتطلباتها وانا في الخرطوم ووجدت اننا كنا ننظر للعلاقة بين البلدين من منظور أمني عسكري وهذه مسألة تخطيناها ولم يعد الامن هاجسا كما كان قديما، وتبين لي ان العلاقات اصبحت متميزة بين البلدين واتضح ان البعثة تحتاج لتطوير العمل اولا بخلق هيكل جديد او جسم في السفارة للتخطيط ورعاية وتطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية وثانيا بخلق جسم ثقافي وثالثا بخلق جسم اعلامي جديد فإثيوبيا الان محطة فيها الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة بإ?ريقيا وأكثر من 120 منظمة طوعية إضافة لأن اثيوبيا بها كل ملفات السودان سواء كانت أبيي أو المحكمة الجنائية الدولية أو دارفور، مع النشاط الثقافي بين البلدين فإذا كانت هناك توترات وشكوك قديمة فسببها ابليس الذي يظهر حال غياب المعلومة والاعلام، لذلك لابد من وجود مركز إعلامي قوي بالسفارة يوصل المعلومة ويحافظ على العلاقات المشتركة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.