فى صبيحة 16 ديسمبر 2011م سجل ذلك الشاب الفقير لله اسمه فى كتاب الخالدين.. بكلمات واضحة لا لبس فيها.. بأن كرامة الانسان خصيصة عزيزة لا يمكن التفريط فيها مهما كان الثمن.. حتى الحياة على ظاهر الارض لو دعا الداعي... فالبوعزيزي لم يستسلم لضغوط الفقر وعذاباته... فكل ذلك مقدور عليه كما فعل... بالعمل لتوفير لقمة العيش الحلال.. وهذا شأن كل الشرفاء من شباب أوطاننا العربية الذين هبوا لاحتلال الشارع استجابة وتجاوباً مع ندائك الخالد... فقد ضحيت بحياتك الغالية عربوناً للحياة الكريمة لشعوبنا العربية.. بل لشعوب العالم بأس?ه.. فقد كان رحيلك «نوبة صحيان» داوية توقظ البشرية.. وفي قبضتك وبقوة الشباب العربي الفتية باقة من الأمل المقدس بألا بقاء بعد الآن للظلم والظلام... لا للخنوع للفجرة اللئام.. فالشعب يريد.. وللشعب إرادة لا تقهر.. وقد كان لنا ما دعوت إليه... فقد زحفت الملايين في تونس الخضراء ومصر المحروسة بتاريخها التليد وبأهل الله الأولياء.. الى ليبيا عمر المختار الى الاردن أرض الأنبياء... الى اليمن السعيد الحكمة والذكاء فذهب الفراعنة الطواغيت الى مزبلة التاريخ... بن علي الجبان الذي هرب إلى الأراضي المقدسة واهماً بأن ذلك يكفر ?ه أوزاره المخجلة.. بينما دبرت شريكته ليلى الطرابلسي تهريب أطنان الذهب وملايين الدولارات.. لمواصلة «البزنس» في أروبا وامريكا... وهرب مبارك وأسرته فأعاده الثوار لقاعة المحكمة ذليلاً مدعياً المرض بعد أن كان قبل أسبوعين بوافر صحته يخاطب الشعب المصري بترهاته وأكاذيبه «البايخة»... ومات معمر القذافي على يد من قبضوا الثمن لتهريبه خارج خطوط الثوار... مات بعد أن احتمى بماسورة الصرف الصحي... جزاءً وفاقاً على إبادة شعبه بالدبابات والطائرات والصواريخ... وذهب الطاغية في اليمن تلاحقه اللعنات والمطالبة بالمحاكمة. واليوم في ذكرى البوعزيزي نكرر المشاهد ولا نمل... فالثورة ماضية للإمام تقاتل فلول الثورة المضادة... وتسد الطرق أمام الواهمين بسرقة إنجازات الشباب والعودة بالأوطان الى الخلف والتخلف.. ولكن هيهات.. إننا نكرر حتى يفهم بقية الطواغيت أن الزمن قد تجاوزهم... وأن التغيير الديمقراطي... والعدالة الاجتماعية ورد الحقوق لاهلها قد تجذرت واضحت قانوناً لا يمكن الخروج عليه... فهل يفهم أسد سوريا المزعوم ذلك؟ فالقانون سارٍ في السودان أيضاً... بل في كل مكان في العالم... فقد زالت حواجز الخوف إلى الأبد بإذن الله.. فسلام على البو?زيزي في الخالدين.