*والعالم من أدناه الي أقصاه في حالة تغيير.. ورياح التغيير التي اجتاحت العالم العربي من شرقه الي مغربه اطلقها الشباب الذي حطم قيود الظلم والظلام... وشيع الطواغيت الي مثواهم الاخير في مزبلة التاريخ في أسوأ صورة... فالقذافي الذي كان يدعي الشجاعة والفرسنة لم يجد مكاناً يهرب اليه غير مجاري الصرف الصحي... ولم يسعفه «عقله الناقص» رؤيه الشرك الذي نصبه الذين وعدوه بتنظيم هروبه... فبينما كان الثوار يريدونه حياً لمحاكمة علنية تكشف وتفضح كل جرائمه أمام العالم واستخلاص حقائقها، فقد كان الآخرون ينصبون الشرك لقتله بالصو?ة التي تضيع فيها كل المعالم!... بحيث تذهب «الاسرار» معه للجحيم... ولكن هل تكتب البراءة لمن شاركوه وتواطأوا معه وتسلموا الرشاوى؟... سيما وأن ثوار ليبيا قد وضعوا ايديهم علي اكداس من الوثائق واعتقلو عدداً من حاشيته وزبانيته الكبار.. *ولان كل الطواغيت من ذات الشاكلة... فانهم يواجهون ثورة الشعب «السلمية» في اليمن وسوريا بالدبابات والطائرات توهماً بأنهم سيهربون من المصير المحتوم... في حين أن «المعادلة» قد بانت حقائقها ومآلاتها لكل ذي بصر وبصيرة.. وأن الاسد في سوريا وعبدالله في اليمن يجولان في «فراغ»... فلا إبادة الجماهير وبرنامج القتل اليومي... ولا المراوغات والمناورات... وتوهم «كسب الوقت» يمكن أن يغير «النتيجة»... بل أن كل دقيقة «في الحساب الجاري» مضافة بالتأكيد لارصدتهم «المفلسة»... *وهذا مالايفهمه «السائرون» في الركاب... من المطبلين من ذوي الضمائر الميتة والاقلام المكرية... فربان سفائنهم قد فقد «القيادة»... والمركب مطوح بفعل «الامواج» العالية العاتية... وكل «متورط» لسان حاله كيف الخلاص؟ بل حتي «الدبابين» والطيارين وامناء المخازن والخزائن غارقون في البحث عن سبل مغادرة السفينة الغارقة... والهروب بجلدهم من ميادين المعركة الخاسرة... فذلك ولاغيره هو منطق «الحالة» الراهنة في قصور الطواغيت وترساناتهم المسلحة حتي الاسنان... والثورة «السلمية» هنا وهناك تخطو نحو النصر لانها قد دفعت الضريبة كام?ة... دماء اريقت... وشهداء رجال ونساء واطفال ذهبوا لجنان الخلد تعلو هاماتهم هالات العزة والكرامة... فالارواح ترخص في سبيل الحرية والعدالة وحقوق الانسان.. *نقول ذلك ونكرره ساعة بساعة... ولانمله... لان ذلك هو الشهادة الواجب اداؤها في كل لحظة وكل حين... دحضاً لافتراءات الطواغيت واوهام وترهات الذين فاتهم الزمن وغاب وعيهم وركضهم وراء السراب... فثورة التغيير مداها كوني لاتحده حدود شاءها الله العلي القدير لعباده الصالحين الفقراء والمساكين... ودوام الحال من المحال في السودان وفي كل مكان... والسلام علي من اتبع الهدى... وعرف الطريق المستقيم.