إنها أمي ونعم الأم التي ولدت وربت وهي في قمة حزنها . تحملت وعرفت ورأت ما لا يمكن أن يراه غيرها من مآسي الزمان ومصائب الدنيا وهي ذات قلب طيب لا يتحمل هذه الأشياء التي تحدث لها قلبها قلب عصفور صغير . شامة عباس امرأة قلما نجد مثلها هذا الزمان في عصر العولمة والإنترنت والاتصالات الحديثة التي غيبت عقول الناس وغيرت أفكارها هذه المرأة سليلة الحسب والنسب يكفي انها سليلة المرحوم عباس السيد أحمد وهو في زمانه مثال الشرف والرجولة والكرامة والعفة ويكفي أنه مربي الأجيال كيف لا وهو مربي الصافي جعفر وغيره من رجال الدين والدنيا رجل قلما نجد مثله في هذا الزمان ويكفينا شرفا أنه العضو الأول في الطريقة العجيمية هذا الرجل هو أبوها وأمها ووالدتها المرحومة نورة عبد الله نوري التي تطرقت إليها في المقال السابق الذي كان بعنو?ن ( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ) الذي صدر بموقع جريدة الصحافة في يوم الجمعة 12 رمضان /1432ه والموافق 12/أغسطس /2011م بالعدد (9846) تحدثت عنها بما يكفي لأن ترى الأمة الإسلامية جمعاء مقدار هذه المرأة في دينها ودنياها ويكفينا شرفا أنها كافحت إلى الرمق الأخير من عمرها وماتت وهي شايلة هم الناس . ولدت شامة عباس في السجانة وترعرعت فيها وسط أم وأب لا يكفون عن ذكر الله ثانية واحدة رأت من هذه الدنيا صعوبات وأهوالاً لم يرها أحد ولكنها كانت قمة في الصبر والتجلد وكانت ومازالت قمة في الطيبة والرقة والمعاملة الحسنة ويكفيها قدرا أن أقول إنها ( مرة ضيفان ) أأتوني بامرأة في هذه المدينة الخرطومية الواسعة ذات الثلاث بقاع بمرة ضيفان . أمي تعيش في وسط نسوان ذات عولمة جديدة بمفاهيم ومبادئ قديمة يكفيني أن أقول إنها وبشهادة كل الناس تحملت صدمة مرضها الخبيث الذي جاءها فجأة في الثدي بكل جلد وكل صبر وكل تحمل . هل جزاء هذه المرأة التلاعب بها وبعد أن بنت آمالها وأحلامها لاداء فريضة الحج ذهبت لتقدم أوراقها للحج بوكالة سوداتل أو بمجموعة سوداتل العريقة وسددت رسومها قبل أشهر وأخذت منها الأوراق والرسوم هي وأختها ووعدوهم بالحج مع أول الأفواج الذاهبة إلى الحرم . وبدأت الاستعدادات للحج بالذكر المستمر لله والاستعداد النفسي والديني وملء القلب بذكر الله والتفقه بشعائر الحج ، وكلما تذهب لسوداتل لتسأل عن آخر التطورات في الإجراءات المتعلقة بالحج يجيبون عليها قاربنا على الانتهاء وأنتِ سوف تذهبين بالتأكيد تجهزي للسفر . ? وبعد أن أعدت شنطة السفر ذهبت للتطعيم واستخراج الكرت الصحي وسألت فأكدوا لها أنها ستسافر لا شك في هذا وهي( يامؤمن يا مصدق) صدقتهم وجعلتنا نصدقهم وفي اليوم الموعود ذهبوا ليفاجأوا بأنهم لن يذهبوا ( يعني لا يرحموا لا يخلوا رحمة الله تنزل ) كان السؤال لماذا لم تسافر أمي وكانت الإجابة أنهم لم يحصلوا على التأشيرات لجوازات الحجاج لأن وفاة الأمير السعودي لخبطت الأمور وكان السؤال التالي لماذا لم تخطرونا من الأول أي قبل يومين على الأقل لكي نرى طريقة أخرى ألم تجدوا غير آخر يوم في التأشيرات حتى تخبروننا بالأمر . كانت ا?إجابة كان عندنا عشم إنها تتأشر لآخر لحظة ونحن كنا نحاول ولم تنفع محاولاتنا . ما هذا أليس هوالضحك على الذقون . ما ذنبنا نحن إذا كان لم يعطوهم التأشيرات ما ذنب أمي المريضة والتي ليس لها أمنية إلا حج بيت الله . هل هذا يعقل ؟ ما هذا الذي يحدث يا أولياء أمورنا . لماذا يأخذوا نقود المرأة المسكينة المريضة والمرأة التي تمنت من كل قلبها أن تلحق بركب الحجاج الذاهبين إلى رسول الله لكي يقولوا لها لم تتأشر الجوازات لوفاة أمير إذا كان السعوديون أنفسهم لم يعطلوا شعائر الحج ومن توفي هو أميرهم فنأتي نحن ونعطلها . أجب على سؤالي ياولي أمرنا هل يعقل أن تكون وفاة أمير سعودي سببا في إلغاء إجراءات فريضة الحج ؟ قولوا هذا الكلام لطفل صغير سيقول وبملء فمه لسوداتل لا يعقل . إنني ومن مقالي هذا أخاطب جميع ولاة أمرنا لكي يردوا على سؤالي هل يعقل هذا الكلام ؟ ما ذنبنا يا ولاة امرنا ؟ ما ذنب أمي حتى تحرم من أمنيتها بعد ان بنوا لها آمالا عريضة ( يعني عملو ليها من البحر طحينة ) أنا بوجه سؤالاً واضحاً وصريحاً ( الحصل مع أمي وامثالها ده تسموهوا شنو ؟ ) أين وكالة الحج والعمرة من هذا الذي يحدث و لماذا يعطون فرصة لأمثال هؤلاء ليلعبوا بعقولنا . انا لا أقول إنكم مذنبون ولا أحملكم مسؤولية ما حدث ولكن أقول إن أمثال هؤلاء يجب أن تنظروا إليهم بعين العقاب وعين المساءلة وعين الردع ومن رأي كلامي خطا فليحاسبني وأنا مستعدة للحساب . هل نفقد الثقة في خلق الله ماهذا الذي يجري في هذه الدنيا أجيبوني بأي إجابة وأنا راضية . كم أم وكم شامة مثل امي وجدت نفس المصير لمجرد أنهم وثقوا ببعض من لا يهمهم شئ في هذه الدنيا سوى اللعب بعقول الناس . وأمي ككل مرة تحدث فيها مصيبة تتحمل صابرة وتقول هذا قدر وهذا مصير لا يمكن الهروب منه تحملت صدمة عدم ذهابها للحج بكل جلد وصبر بالرغم من أن الصدمة كانت شديدة عليها إلا أنها تمسكت بحبل الصبر وقالت إن كان هذا قدرك يارب فإني راضية . أنا أولا وأخيرا أقول إنه قدر من رب العباد وانه لم ينادِ المنادي بعد ولكن رب العباد قال : - أسعَ يا عبد وأنا أسعى معاك كيف تسعى سيدة مثل أمي وفي هذا البلد يوجد أمثال هؤلاء ؟ لا أريد أن أكثر الحديث أكثر من ذلك وخير الكلام ما قل ودل ولكن ما فعلته مجموعة سوداتل بأمي لن أغفره لها ما حييت وإذا كان حق أمي وأمثالها ضاع عند العباد فلن يضيع عند رب العباد . وأخيرا وليس آخر لا أقول وداعا بل إلى لقاء آخر .