عند منحنى النيل العظيم في نقطة التقائه بنهر عطبرة تطل مدرسة عطبرة الثانوية القديمة بمبانيها الشامخة ويراها بوضوح راكب القطار وهو على مدخل الكبري العتيق فتزدهى بها أعين القادمين الى مدينة عطبرة مهد السكة الحديد. يعود تأسيس هذه المدرسة الى العام 1954م وهى رابع مدرسة ثانوية تنشأ مع رصيفاتها وادى سيدنا وحنتوب والمؤتمر . صممت السكة الحديد مبانى المدرسة على نمط فريد وتجلت روعة الابداع المعمارى فى الموقع قبالة نهر النيل وكان ترتيب الفصول والمعامل والداخليات والمسرح وصالة الموسيقى على صور كأنها تستقرأ المستقبل بان هذا المكان سيكون منبعاً للتفوق ويعطى الوطن رجالاً افذاذاً فى مجالات الطب والهندسة والمؤسسات العسكرية. ويقول حسن أحمد الشيخ الباحث والمؤرخ في تاريخ مدينة عطبرة ظلت مدرسة عطبرة الثانوية القديمة تحرز المراكز المتقدمة على مستوى السودان ونذكر هنا على سبيل المثال الشهيد محمود محمد شريف أول الشهادة السودانية 1966 والطيب ا?ريح خلف الله اول الشهادة السودانية 1974م وجمال عابدين الأول عام 1978م وأحمد عبدالله الحسن أول الشهادة السودانية 1993 ومن ابرز المديرين الذين تعاقبوا على ادارة المدرسة المرحوم فريجون وعبد الرحمن عبدالله وعلي صالح داؤد ومحمد عبد المجيد طلسم والد البلابل وكانت المدرسة تستقدم أساتذة اللغة الإنجليزية من بريطانيا لتجويد هذه المادة لطلابها وقد اوصى احد الاساتذة البريطانيين الذين عملوا بالمدرسة اسرته بتحويل جزء من معاشه الشهري بعد رحيله لصالح مدرسة عطبرة الثانوية، وظل المبلغ يصل الى المدرسة عن طريق الحوالة البريدية لفترة طويلة ومن عطبرة الثانوية تخرج الكثير من المشاهير والقادة هم على سبيل المثال البروفيسور أحمد علي قنيف والزبير أحمد حسن - الدكتورعبدالله علي ابراهيم - أمين حسن عمر - عبد الوهاب أحمد حمزه - الشاعرالراحل محمود محمد مدني والسفير عبد الباسط السنوسي و?دير تحرير الصحافة حسن البطري - اللواء العوض محمد الحسن -الشاعر الراحل محمد جعفرعثمان - كمال حامد - الزين عباس عمارة وكانت المدرسة تعج بالنشاط الأدبي والثقاقي والفني وقد عرض طلاب شعبة المسرح بعض اعمال الكاتب العالمى شكسبير في مسارح القاهرة في الستينيات .