الأخ الكريم .... محجوب فضل بدري - تحية طيبة أطلعت على مقالك السودنة المنشور بعمودك المقروء ولكن المفروض بالصفحة الثالثة من صحيفة آخر لحظة بتاريخ 28/7/2010م . وقد إنتابني شعور غامر بالفرحه والسرور ، إذ أعادني إلي أيام الطلب والدراسة بمدرسة عطبرة الثانوية القديمة ، وتذكرت مقالاً سطرته لصحيفة الرأي العام ونشر في 10يناير 2005م ، وهانذا أرسل لك ذلك المقال ، فأن رأيت في نشرة فائدة فأفعل وإن لم تجد فلك العذر. مع تحياتي،،،،، عثمان هجا أبو الخير المحامي - الخرطوم عطبرة.. عاصمة الحديد والنار ستُعاد سيرتها الأولى جاء في الأنباء، أن عطبرة، عاصمة الحديد والنار، مقر رئاسة سكك حديد السودان سابقاً، ستعاد سيرتها الأولى، إذ قامت وزارة النقل أخيراً بالاتصال ببعض الشركات العالمية الكبرى للنهوض بمرافق السكة الحديد، وإعادة الحياة الى ورش السكة الحديد، وكما جاء في النبأ فإن عطبرة ستعاد سيرتها الأولى وستعاد الى سابق «مجدها التليد» ولتفعيل ذلك فقد تم إنشاء لجنة عليا لمعالجة تأهيل السكة الحديد يرأسها السيد رئيس الجمهورية . أسعدني هذا النبأ، وسبقني بالسعادة ابن عطبرة الجليل الكاتب والأديب والمفكر د. محمد إبراهيم الشوش . لقد أرجعني النبأ الى أيام خلت قضيتها وأقراني من الطلاب المقبولين بالسنة الأولى بمدرسة عطبرة الثانوية الحكومية «القديمة» للعام 1960م ويبدو أن سلوانا وسعادتنا نجدها دائماً في اجترار ذكريات الماضي والصبا. بهرنا بتلك المدرسة الحديقة، والتي أعطت إطلالتها على النيل وعلى ضفته الشرقية مع اقتران نهر عطبرة مع النيل - أعطتها موقعاً ساحراً بهيجاً تكثر في أرجائها أشجار النخيل المثمرة - وأدنى رصيفها المطل على النيل وتحت أقدامنا مباشرة أخضر اللوبيا وأينع، جو المدرسة العام يعبق برائحة الجروف واللوبيا والبرم والطين كما صورها كاتبنا الكبير الطيب صالح في كتابه موسم الهجرة الى الشمال. جاء البرالمة من كل أرياف عطبرة - شمالاً وجنوباً وبهرهم ذلك الجو الساحر، فطاب لهم المقام والدرس والتحصيل، أخبرنا عن تاريخ المدرسة الأكاديمي المشرف الناصع وتفوقها الأكاديمي من بين المدارس الثانوية الأخرى - سمعنا عن النظار الذين تعاقبوا فيها - فريجون، وعبدالرحمن عبدالله، وعاصرنا نظارها أحمد حسن فضل السيد وعبدالقادر حسن الضو ومحمد عبدالمجيد طلسم، نهلنا العلم على أيدي أساتذتها الأجلاء.. محمد البكري أبوحراز ومحمد الطيب وعثمان الطيب ومستر ليني وابراهيم ملاسي ونجيب ولبيب ووداعة وآخرين. سمعنا عن طلابها المتفوقين «عبدالله أدب» دكتور عبدالله علي إبراهيم - الكاتب والمفكر المعروف وعن عوض الكريم وداعة الله واحمد حسين، وكنا حضوراً لهجمات وضربات أبو جنزير، شُغفنا حقاً بالسكة الحديد وبعمالها في «أبرولاتهم» يمتطون عجلات الرالي - ما زال دوي صفارة السكة الحديد يدوي في آذاننا عند التاسعة - ساعة الإفطار - كنا نفاخر بعلامة مدرستنا المميزة - «قطار البخار» طلاب المدارس الثانوية الأخرى، هدهد حنتوب وخرطوم فيل الخرطوم الثانوية وفنار بورتسودان الثانوية. عشنا، ومعظمنا من أبناء العُمال، جو العمال الاشتراكي - ولا أقول الشيوعي - وعشنا جو الطبقة العاملة ونقاباتها العاتية والتي كانت بُعبُعاً لكثيرمن الحكومات - وهذه آفة عطبرة ومصيبتها الكبرى - والتي تحاول الآن الإنعتاق عنها - مارسنا الاضراب أيام حكومة الرئيس عبود - وفي عهده خرجنا كأول مدرسة تخرج في مظاهرة ضخمة ضد قرار الحكومة وقتذاك - التنازل لمصر، عن حلفا، لقيام السد العالي. شاهدنا أتيام عطبرة الرياضية.. الأمل، والهدف، والأمير، والشبيبة، وشجعنا حسن صعوط وشجع غيرنا لبودي، إذن، ستعود الحياة لعطبرة كما كانت سابقاً وستعود الحياة الى سوق القيقر وورشة المرمة والنجارين وستعود صفارة السكة الحديد العريقة - وستعود قهوة الابس كما كانت - وستعود قطارات الشمال.. اكسبريس حلفا ومشترك كريمة والمحلي وقطار العمال ويعود السنطور، وستعود لنا السعادة من جديد برؤية عطبرة عاصمة للحديد والنار في سيرتها الأولى إن شاء الله. عثمان هجا أبو الخير