٭ على شرف الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال السودان السياسي، أود أن أسوق لقراء «صدى» الراقي وهو قراءة سريعة لكتاب الدكتور موسى عبد الله حامد «استقلال السودان بين الواقعية والرومانسية». ٭ الفصل الثاني من كتاب دكتور موسى عبد الله حامد «استقلال السودان بين الواقعية والرومانسية» نوقشت فيه موضوعات كثيرة تناولها في اطار مناقشات مع آراء عديدة وردت حول احداث تطورات الحراك السياسي.. وغلبت عليها مناقشات مع ما كتب دكتور القدال في شأن التاريخ السياسي للحركة الوطنية ورؤوس موضوعات هذا الفصل جاءت كالآتي: النزاع المصري البريطاني على السودان.. الكلمة المكتوبة... جريدة الحضارة... نادي الخريجين.. تقرير ملز... السودان لمن.. جمعية الاتحاد السوداني جمعية اللواء الأبيض.. مؤتمر العباسية... ثورة 1924.. تسلسل الأ?داث.. محاكمة المعتقلين.. تقييم الأحداث. ٭ لما كان هذا الفصل يحتوى على الكثير من الأحداث التي أختلف على تقييمها كثير من الناس تناولها دكتور موسى بشيء من التفصيل والصبر.. اهتم بتفاصيل حركة جمعية اللواء الأبيض.. وجمعية الاتحاد السوداني وموقفهما من الحركة الاستقلالية.. وعن مؤتمر العباسية جاء الآتي: ٭ وأما السيد عبد الرحمن المهدي فقد كانت جمعية اللواء الأبيض في نظره امتدادا للحركة الوطنية المصرية كما ذكر وعلى اثر اعلان سعد زغلول في خطاب العرش في مارس 1924 عن استعداد حكومته للتفاوض مع الحكومة البرلمانية دون قيد أو شرط لتحقيق الأماني القومية بالنسبة لمصر والسودان.. وجه السيد عبد الرحمن الدعوة للزعماء والأعيان والتجار في منزله بالعباسية بأم درمان في العاشر من يونيو 1924 بهدف التفاكر بصراحة وشجاعة حتى لا يترك مستقبل السودان بدون أن يكون لهم رأي بالأمر فقد أراد السيد عبد الرحمن أن يكون جبهة أخرى غير جمعية ?للواء الأبيض.. تطالب بالاستقلال وينبعث وجودها من واقع البلاد وتاريخها.. حضر الاجتماع زعماء الختمية والأعيان وكان من بينهم أحمد السيد الفيل واسماعيل الأزهري «جد الزعيم اسماعيل الأزهري» وبابكر بدري وحسين شريف وعلي أبو قصيصة، . خطب في الاجتماع كل من السيد اسماعيل الأزهري والشيخ الطيب هاشم والقى كلمة السيد عبد الرحمن نيابة عنه السيد حسين شريف وطالب فيها بأن يعلن المجتمعون عدم اعترافهم باتفاقية 1899 التي لم يكن السودانيون طرفا فيها وان يطالبوا بوضع يبرز كينونة السودان.. قرر الاجتماع اختيار انجلترا لتكون وصية عل? السودان وتعمل على تطويره حتى يصل مرحلة الحكم الذاتي. وجاء في الاعلان الذي صدر عن الاجتماع وأرسل للحاكم العام ان طغيان الظلم والفوضى التامة هو الذي أدى إلى ثورة السودانيين ضد الادارة المصرية واخراجها بقوة السيف حتى تحقق استقلال السودان للمرة الثانية وان الحكومة المصرية استعانت بالانجليز والعسكريين الانجليز لاحتلال السودان مرة أخرى وان السودانيين يرفضون اتفاقية 1899 المبرمة بين الحكومة المصرية والحكومة الانجليزية لأنها جائرة ولأنها وضعت السودان في يدي شريكين متنازعين حتى أصبح بعد أن كان وطناً لأمة مستقلة يس?جدى اهتمام حكومات العالم.. ووصف الاعلان السودانيين بأنهم أمة فقيرة مبعثرة في حاجة إلى الارشاد والتعليم والتطوير لكي تصبح قادرة على ادارة شؤؤنها، وأطرى الاعلان على الادارة الانجليزية في السودان وطالب باستمرارها لاصلاح أوضاع البلاد حتى تبلغ مرحلة الاستقلال والحكم الذاتي، وقال موقعو الاعلان عن سبب اختيارهم للحكومة البريطانية ان المسألة ليست مسألة كراهية لمصر أو المصريين فهم جيراننا وأصدقاؤنا، وليست مسألة حب لانجلترا خالية من المصلحة الذاتية، بل على العكس فإنها مسألة مصلحة ذاتية بحتة». أواصل مع تحياتي وشكري