على شرف الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال السودان السياسي اود ان اسوق لقراء (صدى) الآتي وهو قراءة سريعة لكتاب البروفيسور موسى عبد الله حامد ( استقلال السودان بين الواقعية والرومانسية). كتاب استقلال السودان بين الواقعية والرومانسية للبروفيسور موسى عبد الله حامد والذي صدر ضمن إصدارات امانة الخرطوم عاصمة للثقافة العربية عام 2005.. جاء رصداً ومداخلات حول الكثير مما كتب عن الحركة السياسية السودانية لا سيما ما بين 1899-1955 هذا الكتاب شغلني كثيراً ورأيت ان توقيت إصداره كان موفقاً ونحن نلج مرحلة جديدة في مناخ عالمي جديد ومناخ سياسي جديد ومن هنا جاء استعراض لرؤوس موضوعات فصوله. الفصل السابع تناول الموقف الامريكي.. حزب الاشقاء ينقسم.. جديد.. آثار إلغاء معاهدة 1936واتفاقيتي 1899مساعي انزلاق جديدة.. التفكير في اجراء استفتاء عام.. مأزق التاج المصري.. البعثة الاستطلاعية الامريكية مفاوضات مصرية سودانية 1948-1952أعوام حافلة بالاحداث. والفصل الثامن تناول المسألة السودانية بعد ثورة 32 يوليو المصري.. مفاوضات المهدي ايدن.. مفاوضات المهدي تشرشل.. مستر ايدن يلتقى وفد الاتحاديين.. مفاوضات المهدي نجيب.. مفاوضات مصرية اخرى: 1/ مع الاحزاب الاتحادية 2/ مع الحزب الجمهوري الاشتراكي3/ مع الحزب الوطني.. اعتراض على اتفاقيات القاهرة.. مفاوضات مصرية بريطانية.. اتفاق الاحزاب السودانية.. اتفاقية 21 فبراير 3591.. اصداء الاتفاقية عن المؤسسات الدستورية. في مقدمة الكتاب اثبت بروف موسى ان من بين الاسباب والدواعي الثلاثة التي قادته لوضع كتابه احقاق الحق واثبات الدور المقدم للسيد عبد الرحمن المهدي في الاستقلال واسماه اب الاستقلال الوطني وفي هذا الفصل قد ركز على مفاوضات السيد عبد الرحمن مع ايدن ومع تشرشل ومع محمد نجيب.. وعن المسألة السودانية بعد ثورة يوليو المصرية جاء الآتي: كان اول ما فعلته ثورة 32 يويو 2591 المصرية فيما يختص بأمر السودان هو اعترافها بحق الشعب السوداني في تقرير مصيره.. رغم انها لم تسقط من حسابها امكانية تحقيق الوحدة بين البلدين وهى لم تطالب بالسيادة على السودان كما كانت تفعل حكومات مصر ما قبل الثورة.. بل هى قبلت ان يكون مشروع قانون الحكم الذاتي الذي اقرته الجمعية التشريعية ورفضته حكومة السودان الى دولتي الحكم الثنائي في 8 مايو 2591 اساساً لمفاوضاتها مع الاحزاب السودانية ومع الحكومة البريطانية بشأن مستقبل السودان وذكر اللواء محمد نجيب في كتابه ( كلمتي للتاريخ) انه لا يود سيطرة مصر على السودان بناء على حق الفتح في عام 1281 ولكنه يؤمن في ذات الوقت بأن الديمقراطية والاستفتاء قمينان بتحقيق وحدة وادي النيل وعبر عن هذا الايمان بقوله: ولهذا تجرأت على اعلان موافقتي على تقرير المصير مخالفاً بذلك الخط الذي اجمع عليه السياسيون قبل حركة الجيش وقال في كتابه.. كنت رئيساً لمصر وكانت خطتنا تدعيم الحزب الوطني الاتحادي لعودة السودان لمصر بعد ان يخرج الانجليز وكان وصول اسماعيل الازهري الى رئاسة الحكومة بشرة خير لنا ومن نافلة القول ان مصر قد دعمت الحزب الوطني الاتحادي اعلامياً ومالياً في الانتخابات السودانية في نوفمبر 3591. في 12 سبتمبر 2591 وجه اللواء محمد نجيب دعوة شخصية الى السيد عبد الرحمن المهدي لزيارة مصر وكلف عبد الفتاح حسن رئيس اركان حرب القوات المصرية في السودان بتوجيه الدعوة الى قادة الاحزاب الاتحادية والى ممثلي الحزب الجمهوري الاشتراكي للحضور الى القاهرة للتشاور معهم فوصلوها في 2 اكتوبر 2591 اما السيد عبد الرحمن المهدي فقد وصل الى القاهرة تلبية لدعوة اللواء نجيب في 02 اكتوبر وذلك بعد ان اجرى مفاوضات مهمة في لندن. أواصل مع تحياتي وشكري