أعلن كرم الله عباس الشيخ والي القضارف اعفاء حكومته فيما تتوقع الأوساط السياسية والمراقبون تشكيل الحكومة في أقرب وقت بعد تكليف المديرين التنفيذيين والعامين بالمحليات والوزارات فيما أبدي عدد من الساسة والمراقبين تحفظهم علي أداء حكومة كرم الله في الفترة السابقة علي مستوي الجهاز التنفيذي والتشريعي في ظل الخلافات التي طغت على السطح وعدم الالتزام الحزبي وهيمنة بعض الأفراد علي مفاصل الحزب وإنفراد الرئيس بالقرارات مما أدي إلي البعد بين قيادات الحزب وقواعده واختلال الأداء التنفيذي لبعض الوزارات والمحليات بعد أن حمل?وجود بعض الدستوريين طابع الولاء للوالي عقب وقوفهم معه وقيادتهم الحملة الانتخابية له. ووجه عدد من القيادات النقد الحاد للوالي ووصفوه بالمهيمن علي مفاصل الحزب وبضعف الاداء وهذا ما عبّر عنه القيادي البارز بالحزب والمعتمد السابق عبد الله عثمان خلال اجتماع المكتب القيادي عبر الملاسنة مع الوالي والنقاش الحاد ، وربما يتحمل الشيخ وزر فشل بعض منسوبي حكومته وصمته علي التجاوزات والخلافات التي ظلت حديث المدينة ووضعته في قفص الاتهام فضلاً عن ضعف إدارته للأزمة وعدم الخروج بها إلي رؤية واقعية حتي مغادرة الوزراء الجولة الأولي و تشير قرائن الأحوال عقب تصريحاته بوجود معظم الوزراء الحاليين في الجولة القادمة?مما يضعه أمام عراك قادم بعد الصبر الذي طال بمجتمع الولاية في ظل عدم التزام حكومة كرم الله ببرنامج التغيير الذي وعد به، حيث يقول الدكتور موسى بشير موسى أمين الاتصال التنظيمي السابق بان فشل برنامج التغيير في السياسات ونجاحه في إقصاء الأشخاص بعد ان دفع الشيخ بقيادات شابة في الحزب والحكومة لم تشهد أي تغيير في البرنامج والخارطة السياسية ليشوب الحزب البيان العام وتتم إدارته بالمناسبات وإنعدام البرامج الجاذبة للقواعد وعدم قيام مؤتمرات شعب الأساس خلق البعد بين قيادات الحزب وقواعده مما انعكس علي الأداء السياسي وا?تنفيذي لعدم تفعيل قيادات الحزب المشاركين في الجهاز التنفيذي لينفصل البرنامج الانتخابي للحزب بينه وبين الذي يدور في الساحة، وقال موسي بان الجهاز التنفيذي من وزراء ومعتمدين ظلوا يتلمسون الخطي علي الرغم من الأداء المالي الممتاز نسبة لنجاح الموسم الزراعي السابق الذي ترتبط به الحياة الاقتصادية بالولاية إلا ان المردود من ذلك لم يكن ملموساً لضعف الجهاز السياسي للتبشير بالانجازات أو ضعف الإعلام بيد أنه انتقد توسع الدولة في المشاركة السياسية والدستورية وكان من المتوقع تقليل الصرف الحكومي في ظل الظروف الاقتصادية ال?ي تمر بها البلاد ويعانيها المواطن وهذا ينعكس سلباً علي الحكومة في المركز والولايات واختلال الأولويات والاسبقيات. فيما انتقد القيادي البارز بقوي الاجماع الوطني جعفر البدوي عدم التزام كرم الله عباس الشيخ بخطابه الانتخابي بتجفيف الخدمة المدنية من قيادات الحزب وعدم تسييسها مما أدي إلي هيمنة الحزب علي مفاصل السلطة بتنصيب الموالين له بمواقع سيادية، وقال البدوي بأن غياب الديمقراطية والحريات و تكميم الأفواه بتضييق الخناق علي القوي السياسية ومنظمات المجتمع المدني لعدم إنفاذ نشاطه مما أدي إلي إيقاف منتدي شروق واعتقال قيادات حزب المؤتمر الشعبي وهو يعتبر انتهاكا للحريات ، وقال ان فشل كرم الله في بعض الملفات كالطرق والأراضي والت?ليم بجانب الفساد الواضح المصحوب بالقوانين الذي أعطي السلطات التقديرية للوزراء والهيئات التشريعية قد كرس له المؤتمر الوطني عبر قياداته وهو مؤشر خطير في الهيمنة علي السلطة فيما أشاد البدوي بنجاح تجربة وزير المالية في ترشيد الصرف والانفاق وتطبيق سياسة التقشف مما أدي إلي تطور اداء الخدمة المدنية وخلق سياسة الانضباط . من جهته ، انتقد المحامي طارق القاسم القيادي البارز في حزب المؤتمر السوداني اهمال حكومة كرم الله بعض المناطق التي تعاني من انعدام المياه وتفشي الفقر والمرض والجهل في ظل فشل الموسم الزراعي الحالي وغياب السياسات الزراعية لعدم توظيف أموال برنامج النهضة الزراعية في وضع صحيح ، وقال القاسم بأن الأراضي المسلوبة التي يعلمها الوالي وتغفلها الحكومة الاتحادية حققت انتاجية أعلي من الأراضي التي يستغلها المزارع السوداني وانتقد صمت كرم الله علي التعديات الزراعية علي الأراضي وزيادة الرسوم والجبايات في الوقت الذي كان يجاهر ?يه حينما كان في سدة البرلمان بأنها خط أحمر لا يمكن تجاوزه وقال بان زيادة الرسوم أدت إلي خلافات حادة وانشقاقات داخل الحزب بعد استقالة أمين الأمانة الاقتصادية لتجاوزه في القرار بيد ان ضعف الوالي وعدم حسمه لتفلتات بعض الوزراء وهيمنتهم علي مفاصل القرارات أدي إلي تفشي الفساد وتجاوزات في اللائحة المالية مما أدي إلي ارغام وزير المالية بالدفع باستقالته مسبقاً ومواجهة الصراعات والملاسنات من بعض المتجاوزين المحسوبين علي الوالي .. المحلل السياسي مهند علي محمد نور أكد بان حكومة الولاية السابقة التي شكلها الوالي المنتخ? كرم الله عباس الشيخ لتعمل بجانبه في الفترة الماضية واجهت مشاكل عديدة أثرت علي الأداء التنموي والإداري بعد أن ورثت ديون سابقة بجانب الأزمتين الاقتصادية والعالمية وانعكاساتها علي السودان فضلاً عن عدم وضوح الرؤية الدستورية عقب انفصال الجنوب وانهيار دستور نيفاشا دون التوصل لدستور جديد وينطبق ذلك علي الدستور الولائي الذي لم تتضح معالمه بعد، وقال نور بأن الصراع الداخلي في الحزب واخفاق الحكومة وضعف الأداء الثقافي والإعلامي وغياب الوزارة المعنية بجانب ضعف أداء المحليات لضعف قدرات المعتمدين ومطاردة المواطنين ومطال?ة الوالي بإقالة عدد منهم تأكيد علي ذلك بيد أن المحور الصحي لم يكن علي قدر احتياجات وطموح اهل الولاية بجانب توتر العلاقة بين المواطنين والأجهزة الأمنية عقب أحداث أبو رخم وكرفس، وطالب نور بان يتم اختيار حكومة النصف الثاني وفق كوادر قضارفية ذات كفاءة عالية وإقصاء الذين حكم عليهم المواطن بالفشل تماماً ،ووضع مصلحة الولاية في المقام الأول بعيداً عن تأثير الكيانات والترضيات ومجموعة الضغط الظاهرة والمستترة داخل الحزب الحاكم وخارجه، وقال المحلل السياسي يجب ان يستفيد والي القضارف وحزبه من اهمال المركز وتجاهله بالعمل?علي اشراكهم والانفتاح علي البرامج المفصلية والتنموية والشبابية والمعيشية، ولم يستبعد نور نجاح مشاركة القوي السياسية في حالة الدفع بكوادر مؤهلة لها الرغبة في خدمة الولاية والقدرة علي الانسجام والتناغم مع الحكومة القادمة، وتنبأ وفقاً لهذه المعايير بالشراكة السياسية مع الوطني ما لم توضع بعض العقبات والعراقيل. من جهته أشار نائب رئيس الحزب علي محمداي الطاهر لنجاح حزبه في إنفاذ كثير من البرامج السياسية والتنموية خاصة في مشاريع الكهرباء والمياه في عدد من محليات الولاية تجاوزت ال50% ، ورفض أحمداي الاتهامات الموجهة لحزبه بوجود خلافات سياسية بعد أن تجاوز هذه الأزمة في وجود كل المجموعات السابقة وتقييم الأداء السياسي والتنفيذي عبر أربع لجان خرجت برؤية واحدة لأخذ معايير الكفاءة في التشكيل القادم داخل كوادر الحزب والذي يدفع بوجوه جديدة وقيادات شابة، وقلل أحمداي مما شاع عن ضغط المركز للولاية في دخول أو خروج بعض القيادات?في التشكيل القادم، وقال ان ذلك هو شأن حزبي وفق اجهزة الولاية وقال ان تباين وجهات النظر في الأداء السياسي والتشريعي والتنفيذي داخل الوزراء تم حسمه بعد الجلوس بصورة تفصيلية مع كل الوزراء عبر رئيس الحزب ووالي الولاية ...