٭ على شرف الذكرى السادسة والخمسين لاستقلال السودان السياسي أود أن اسوق لقراء «صدى» الآتي وهو قراءة سريعة لكتاب البروفيسور موسى عبد الله حامد «استقلال السودان بين الواقعية والرومانسية» ٭ أواصل محاولة القراءة السريعة لفصول كتاب بروفيسور موسى عبد الله حامد، استقلال السودان بين الواقعية والرومانسية، والبلاد تحتفل بالعيد السادس والخمسين للاستقلال والمسيرة ما زالت تحتاج للقراءة والتقييم في سبيل كتابة تاريخ السودان تبعد عن المغالطات والاحكام السريعة... وما وجدته في فصول الكتاب يدعو بل يحرض على الغوص العميق في تفاصيل مسيرة السودان الوطنية والسياسية. ٭ الفصل الخامس حوى رؤوس الموضوعات الآتية.. المجلس الاستشاري.. ظهور الأحزاب السياسية.. الملك على السودان.. الأحزاب ائتلاف واختلاف.. تكوين وفد السودان.. بروتوكولات صدقي بيفن.. المهدي يقاوم البروتوكول.. مفاوضات المهدي اتلى.. ٭ الكتاب في تناوله لموضوع الملك على السودان تطرق للكثير من الأقاويل والتكهنات بأن الانجليز يريدون تنصيب السيد عبد الرحمن المهدي ملكاً على السودان جاءت هذه الجزئية. ً ٭ «وروى الأستاذ يوسف بدري أن السيد عبد الرحمن المهدي دعاهم للغداء معه في أحد ايام عام 1591م وهم مجموعة من شباب تلك الفترة فوجدوا معه رجلاً بريطانياً أشيب قدمه لهم بأنه المستر «ولس» الذي كان مديراً لمصلحة المخابرات. قال وبدأ الإمام عبد الرحمن يحكي القصة التالية «في يوم من من عام 0191 أو 1191م طلبني المستر ولس هذا لاحضر له فذهبت اليه في منزله في إحدى الأمسيات ولما خرج قال لي ملوحاً بسبابة يده بكرة في شنو؟ أجبته العيد، قال ملوحاً بتشديد مافيش صلاة مفهوم». ً ٭ قال الأستاذ يوسف بدري واستمر الإمام في قصته متجهاً إلى ضيفه: مش كده يا مستر ولس؟ فأجابه المستر ولس ده كان زمان يا سيد!! وقال يوسف بدري الآن ورغم تشديد الرقابة من جانب مصلحة المخابرات فإن المسؤولية الكبرى التي يستشعرها الإمام عبد الرحمن تدفعه باستمرار لانضباط الوسائل التي تمكنه من تحقيق هدفه الأصيل الذي يعمل له منذ كرري الا وهو استقلال السودان، فكان يقول لنا نحن شباب الأحزاب والمؤتمر «أنا أشعر أن هناك دينا على كاهلي لأبناء أولئك الرجال الذين حرروا السودان مع أبي، وردي لهذا الدين لهؤلاء الرجال هو أسلم أب?اءهم سوداناً حراً مستقلاً». ٭ الفصل السادس تناول.. مؤتمر إدارة السودان.. مؤتمر جوبا.. السودان في أروقة مجلس الامن.. موقف مجلس الأمن من القضية.. الجمعية التشريعية «أ» البداية «ب» تجدد الخلافات «ج» مفاوضات بشأن النظام الجديد «د» تباين الآراء حول الجمعية التشريعية.. تكوين المجلس التنفيذي والجمعية التشريعية.. الجبهة الوطنية الثانية.. الموقف المصري وآثاره إجازة اقتراح الحكم الذاتي.. لجنة تعديل الدستور.. ٭ وهذا الفصل جاء من الصفحة 123 إلى الصفحة 073 وعرض لتفاصيل تكوين مجلس إدارة السودان من قبل الحاكم العام 6491م، وما جاء في مؤتمر جوبا.. عندما كنت اقرأ في هذا الفصل وفي السودان في أروقة مجلس الأمن رددت مع نفسي والآن أيضاً السودان في أروقة مجلس الأمن جاء تحت هذا العنوان. «ولم تكن حكومة السودان بمعزل عن هذا الجدل الدائر في أروقة الأممالمتحدة حول مستقبل السودان فقد أرسلت وفداً منها الى نيويورك لمعاونة مندوبي الحكم الثنائي عند مناقشة قضية السودان، فأصدر وفدها في نيويورك كتيباً اسماه السودان سجل تقدم سرد فيه شذرات ما أسماه منجزات الإدارة السودانية في سائر المرافق ومجالات الحياة. ٭ في السودان لم يكن السيد علي الميرغني راضياً عن وجود السيد الصديق عبد الرحمن المهدي ضمن وفد الجبهة الاستقلالية في نيويورك، فأرسل برقية الى مجلس الأمن جاء فيها: كنت أرى من المصلحة ألا يتدخل زعيم ديني في مسائل السياسة، الامر الذي أطال إحجامي عن الخوض فيها وذلك حرصاً على أن يمارس جمهور الشعب حقه السياسي بحرية تامة من غير تأثير، أما الآن وقد تطورت الاحوال وتدخل زعيم ديني بإرسال مندوب عنه فنبدي انه لا يمثل الا أقلية. أواصل مع تحياتي وشكري.