* وعندما مارس الاتحاد سياسة المرونة إبان قضية انسحاب الهلال من الدوري الممتاز ورفضه لملاقاة النيل الحصاحيصا «مع سبق الاصرار والترصد» نبهنا الى خطورة الحل الوسط ونادينا بأهمية تطبيق سياسة الحسم حتى لا يرسي الاتحاد سابقة يمكن أن تصبح يوماً ما مادة قانونية للقياس يستند عليها في الحالات المشابهة، ولم يراع الاتحاد خطورة الخطوة التي تبناها حينما سعى جاهداً لارجاع الهلال للعب في بطولة الممتاز مقدماً تنازلات كانت محل دهشة وسخرية الجميع لدرجة ان لجنة الاستئنافات عقدت اجتماعا لتنظر مذكرة استئنافية لم يرفعها الهلال بل قدمتها بقية الاندية على شاكلة استرحام.. وكان ذلك على حساب القانون لاسيما وان للاستئناف فترة زمنية محددة اذا لم يقدم خلالها يبقى ساقطا ومرفوضا وباطلا «شكلاً».. وقتها جاء قرار لجنة الاستئنافات التي ترأسها الاستاذ محمد الشيخ مدني وهو نفسه الرئيس الحالي لهذه اللجنة بقبول ذاك الاستئناف بطريقة أجبرت الكل «على الضحك وجعلتهم يضربون كفاً بكف» على تردي الوضع القانوني الذي تقوم عليه الرياضة وكرة القدم على وجه التحديد في السودان.. عاد الهلال للعب وهو في قمة الزهو بعد ان خرج من المعركة منتصراً، كيف لا وهو الذي لم يستأنف وقبل استئناف تم تقديمه انابة عنه.. واليوم تتكرر الحادثة.. وبالكربون.. مع اختلاف طفيف يتمثل في ان المنافسة كأس السودان بدلا من الممتاز.. والمنسحب هو المريخ وليس الهلال.. مع تطابق في القضيتين في القرار الذي اصدرته اللجنة المنظمة.. ففي قضية الهلال اجتمعت وقررت اعتباره مهزوما صفر/2 وتغريمه وقدمت حيثيات قوامها خمس ورقات والآن عاقبت المريخ بنفس ما أصدرته من عقوبات على الهلال. وان كان هناك فروقات فهي في ان اللجنة المنظمة عاقبت المريخ بما ورد في أكثر من مادة ويبقى السؤال فهل سيصمد الاتحاد العام هذه المرة أم يتراجع عن قراراته ضد المريخ مثلما فعلها امام الهلال، وبما أن السوابق تعتبر مقياسا يتم الاستناد عليه في تشابه الحالات فان المتوقع هو أن يتعامل الاتحاد مع قضية المريخ بنفس السياسة التي انتهجها عندما ارتكب الهلال نفس الجرم. في سطور * العقوبة الجديدة والثانية التي أصدرها الكاف ضد رئيس الهلال السيد الامين محمد أحمد البرير كانت متوقعة لكل متابع، وفي تعليق لخبير كروي متخصص في القانون الرياضي وله معرفة علاقات بالسياسة يتبعها الاتحادان الدولي والافريقي فقد قال ان استئناف آخر ربما تأتي نتيجته ضارة ليس برئيس النادي فقط ولكن بمشوار الهلال في البطولة الأفريقية.. ويرى هذا الخبير أن يقتنع رئيس الهلال بالعقوبة الأخيرة ويتعامل مع الامر بواقعية بدلا من اللجوء لأساليب التحدي والتي لا أثر لها أو قيمة في المؤسسات الدولية والقارية. * الوضع القادم في الهلال وبعد القرار الأخير يحتم حل المجلس الحالي وتعيين آخر انتقالي يسير العمل في النادي الى حين انتخاب مجلس ادارة جديد خصوصاً وان هناك خمسة من أعضاء المجلس الأزرق متوقفون عن العمل. * الأنباء الواردة من القاهرة تفيد ان الكابتن عصام الحضري يفكر جدياً في العودة للمريخ ويبحث عن الطريقة التي يعود بها. * سبق لرئيس المريخ ان قال ان الحضري يمكنه العودة للفريق بشروط منها أن يعترف باستلامه كامل مستحقاته وبالخطأ الذي ارتكبه في حق المريخ وبعدها يقدم اعتذارا للمجتمع المريخي بأكمله ويتعهد بألا يكرر ما فعله في المرحلة السابقة.